استدعى استهداف السفارة الإيرانية في بيروت اول من امس بتفجيرين انتحاريين ردود فعل ايرانية رسمية مستنكرة وعلى مختلف المستويات. وأعرب الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني خلال کلمته في اجتماع مجلس الوزراء عن «تعازيه لأسر الذين استشهدوا في الحادثة الإرهابية في لبنان، خصوصاً أسرة الشهيد الشيخ إبراهيم أنصاري (المستشار الثقافي الإيراني في بيروت)، سائلاً الله تعالى الشفاء العاجل لجرحى العملية الإرهابية». وقال:» بداية يجب ان نخاطب الذين يزعمون ان الحلّ يكمن في العنف والإهاب والقتل ونقول لهم ان شعوبنا وشعوب المنطقة سلكت طريق الوحدة والتكاتف والتلاحم والمقاومة أمام المعتدين ولا تتخلى عن هذا السبيل. ان الذين يظنّون انهم يحقّقون أهدافهم عبر العنف والإرهاب يقعون في الخطأ». واعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أن «الانفجارين الإرهابيين في بيروت يؤكدان عجز وإحباط المجموعات المتطرفة». وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الإندونيسي مرزوق علي في طهران: «ان المتطرفين يرتكبون هذه العمليات الإجرامية حينما يصلون الى طريق مسدود». وأشار الى ان «ايران تتخذ كل الخطوات وتعتمد استراتيجيات تصب في سياق الوحدة والتكاتف بين المسلمين». وقال لاريجاني: «كل الدلائل تشير إلى ان المجموعات التكفيرية المرتبطة ببعض الدول العربية في المنطقة، التي هذه الدول هي أصلاً تخدم مصلحة أميركا والكيان الصهيوني، قامت بهذا التفجير الإرهابي، ولكن هذا الإرهاب سوف يرتد يوماً ما على الدول التي تقدم الدعم الى الإرهابيين». كما استدعى استهداف السفارة حضور مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة العربية وأفريقيا حسين أمير عبد اللهيان إلى السفارة الإيرانية في بيروت لمتابعة موضوع التفجير. وبعد انتهاء تقبل التعازي امس، قال عبد اللهيان: «كممثل ومندوب رسمي من قبل حكومتي الإيرانية أتقدم بداية بأسمى التعازي الحارة إلى الشعب اللبناني ورئيس الجمهورية والحكومة على هذه الجريمة الإرهابية النكراء التي طاولت الأبرياء، ونعرب عن تضامننا مع كل عوائل الضحايا الذين قضوا جراء هذا الاعتداء الإرهابي المدان». وقال: «لا شك في أن العدو الصهيوني من خلال سيطرته وتشغيله عدداً من الأطراف المتطرفة هو الذي يمكن أن يقدم على هذه الخطوة الجبانة وكما تعرفون ان هناك جهداً بدأ بالفعل من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية كافة لوضع يدها على هذه الجريمة النكراء وننتظر نتيجة التحقيقات التي تجريها الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية الرسمية»، لافتاً إلى أن «جراء هذا الاعتداء الإرهابي الجبان، هناك عدد من اللبنانيين العزل الذين استشهدوا ونحن نعلن أقصى التضامن مع عوائلهم»، ومؤكداً أن «هذه المحاولات الإرهابية لن تغير قيد أنملة في خط ايران وفي حماية محور المقاومة والممانعة ودعمه». وإذ شدد على أن «ايران تجدد العهد وتقف بثبات من اجل دعم محور المقاومة والممانعة»، حذر «الأطراف والقوى التي تدعم وتحرض الأطراف التكفيرية وكل الأطراف التي تسهل دخول الأسلحة الى الأراضي اللبنانية». وحضر التفجيران في المحادثات التي أجراها امس عبد اللهيان مع رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، والمجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام. وأكد عبد اللهيان أن «الأمن هو مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة، وأن أمن لبنان من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وشدد على «عدم السماح بأي شكل من الأشكال للقوى الإرهابية التكفيرية المتطرفة المسيّرة من قبل الكيان الصهيوني بأن تمد يدها الإجرامية وتعبث مرة أخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة معنا وفي طليعتها الجمهورية اللبنانية الشقيقة». وتناول سليمان مع عبد اللهيان، في حضور السفير الإيراني غضنفر ركن ابادي، وفق المكتب الإعلامي في بعبدا موضوع «التفجير الإرهابي الذي طاول السفارة والمعطيات والمعلومات المتوافرة لغاية الآن عن الجريمة». وشكر عبد اللهيان لسليمان «تعليماته الحازمة الى الأجهزة المعنية القاضية بمعرفة الجهات التي كانت وراء الجريمة وجلاء كل المعلومات والتفاصيل المتعلقة بها». وفي خلال اللقاء أطلع المسؤول الإيراني سليمان على أجواء اللقاءات في جنيف للبحث في الملف النووي الإيراني. وبعد لقائه بري، قال عبد اللهيان: «تحدثنا عن التطورات والتحركات المشبوهة للقوى التكفيرية المتطرفة، إضافة الى آخر مجريات الأزمة السورية. وتناولنا أيضاً العلاقات الطيبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية اللبنانية الشقيقة على مختلف المستويات، خصوصاً في مجال العلاقات البرلمانية الثنائية، إضافة الى شرح مسهب حول آخر ما يتعلق بالملف النووي الإيراني». ولفت الى انه «على رغم العمل الإجرامي الجبان نؤكد احتضاننا محور المقاومة ومحور الممانعة، وسنستمر في تعاوننا وتلاقينا ومشاوراتنا مع دول المنطقة كافة في مجال مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الظلامي المتطرف».