تطورت المواجهات العنيفة في بنغازي بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخصومه الإسلاميين، إلى أعمال انتقام شملت تبادل هدم منازل الخصوم، فيما كشفت مصادر غربية أن المبعوث الدولي إلى ليبيا برنار دينو ليون أعرب عن تشاؤمه حيال رغبة أطراف الصراع هناك بالحوار. (للمزيد) وعلى رغم إعلانات متكررة حول سيطرة قوات «الجيش الوطني» بقيادة حفتر، على معظم أنحاء بنغازي، إلا أن اشتباكات عنيفة تواصلت أمس، في مناطق السلماني والصابري ورأس عبيدة. ورشحت أنباء عن مقتل أحد القادة الميدانيين في قوات حفتر، وتعرض مبانٍ عامة ومنازل لأضرار جسيمة. وقصفت طائرات تابعة لحفتر أهدافاً ل «مجلس شورى الثوار» في حي السلماني أمس، فيما واصلت مروحياته التحليق في أجواء المدينة، وسط تهديدات متصاعدة من المسلحين الإسلاميين ب «ملاحقة حفتر وأعوانه على ما ارتكبوه من قتل للناس وتدمير للمصالح»، كما صرح ناطق باسم «مجلس شورى الثوار». وتلقت بعض العائلات المحسوبة على «عملية الكرامة» بقيادة حفتر، التهاني لإطلاق سراح أبناء لها احتجزوا لدى تنظيم «أنصار الشريعة» في مقابل الإفراج عن موقوفين تابعين للتنظيم، كما أبلغ «الحياة» مصدر حضر احتفالاً بوصول مخطوفين بعد مقايضتهم. ودخل عنصر جديد في الصراع بين حفتر وخصومه وهو تبادل الطرفان هدم منازل خصومهم. والملفت في الأمر هو التبرير الذي قدمه العقيد فرج البرعصي التابع لقوات حفتر بأن «الإجراءات المتخذة في شأن البيوت أريد بها أن تكون حائلاً بين أهل الدم وبين استمرارهم في المطالبة بدم ضحاياهم»، في إشارة إلى ضحايا جرائم نسبت إلى الإسلاميين. وفي غرب ليبيا، تواصل القصف على مدينة ككلة في جبل نفوسة بالقذائف الثقيلة، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح إلى جانب عشرات الجرحى، استعصى تقديم العناية الطبية لهم، بسبب ندرة الأدوية والأمصال وضعف قدرات المستشفى الميداني المحلي، إضافة إلى إغلاق الطريق الوحيد من ككلة إلى مدن أخرى عبر بلدة الرابطة، الأمر الذي دعا الصادق كعبار، عضو المجلس المحلي، إلى طلب الإغاثة من الهلال الأحمر الليبيي والمنظمات الإنسانية دولية . في غضون ذلك، أقيم في فندق «كورنثيا» في طرابلس أمس، «مؤتمر الحوار الوطني» بدعوة من «المجلس الوطني لمؤسسات المجتمع المدني»، كان عبدالرحمن السويحلي وعبدالرؤوف المناعي وغيرهما من النواب المقاطعين للبرلمان المنعقد في طبرق، أبرز المتحدثين خلاله. وبرزت في المؤتمر «نبرة تشترط في المتحاورين الانتماء إلى 17 فبراير»، في إشارة إلى رفض الحوار الذي يسعى المبعوث الدولي إلى إطلاقه، بحجة أن المشاركين فيه (من الطرفين)، لا يلبون تطلعات المقاتلين في الجبهة. في الوقت ذاته، سعى «حزب العدالة والبناء» (الذراع السياسية للإخوان) إلى اعتماد منحى جديد بطرح «مبادرة لإيجاد حل للأزمة المستعصية»، كما أعلن رئيس الحزب محمد صوان. على صعيد آخر، أجلت محكمة الاستئناف في طرابلس أمس، محاكمة عدد من رموز نظام العقيد معمر القذافي إلى 15 الشهر الجاري. ولوحظ أنه لم يمثل أمام المحكمة المتهم الأول في القضية سيف الإسلام القذافي، الأمر الذي بررته مصادر المحكمة ب «ظروف فنية حالت دون ربط الدائرة المغلقة بقاعة المحكمة من مدينة الزنتان حيث يحتجز».