شددت النائب بهية الحريري على أن «الجيش ليس حزباً، إنما هو الوطن»، لافتة إلى تعثر الاقتصاد والمخاوف الأمنية على الشخصيات السياسية والقيادات. وقالت في كلمة خلال مأدبة أفطار أقامتها غروب امس للقيادات السياسية اللبنانية والعسكرية والروحية لمناسبة العيد الوطني للجيش في مجمع «بيال» في بيروت، وكرمت من خلالها قائد الجيش العماد جان قهوجي: «في الوقت الذي يصير فيه الوطن وجعاً وقلقاً وخوفاً وكرهاً وظلماً، وحين يصير العيد ليس عيداً والأبيض ليس أبيض والأسود ليس أسود، وحين تصبح الأخوّة عداوة والشراكة قسمة والنهار عتمة، والحق باطلاً والظلم عدلاً والهجرة بطولة، حينها لا نكون نحن انفسنا، ووجب أن نبكي كلنا على حالنا وعلى الوطن». وأضافت: «لم اكن اعتقد أن دعوتي إلى الاحتفال بعيد الجيش الوطني ستظهر لي على مدى أسبوعين ما لم استطع رؤيته خلال عشرات السنين، ومن كثرة ما سمعت من كلام من هنا وهناك، جعلوني أشعر بأنّي ارتكب ذنباً كبيراً وليس من جهة واحدة». وزادت: «سألت نفسي مرات ومرات كيف يمكن ان يكون الاحتفال بعيد الجيش الوطني جريمة برأي اللبنانيين ويستحقّ العقاب؟ هناك من يريد الالتفاف حول الجيش لكوننا نحن أقوياء وهو ضعيف، وهناك من يريد الاستقواء بالجيش على الضعفاء وهناك من يستقوي على الجيش نفسه. الجيش ليس حزباً. الجيش هو الوطن». ورأت انه «لم يعد ينفع اليوم إلاّ الصدق، حزنت كثيراً وتأكّد لي أنّي اقوم بالعمل الصحيح لأن ما من احد من الذين اعترضوا تكلم عن السياحة المتعثرة والاقتصاد المتعثر والتّعليم والصحة المتعثّرين أيضاً، لم يتكلم احد عن الحكومة لا الماضية ولا المقبلة، لا عن البرلمان ولا سأل احد عن الكهرباء والطرق. ولم يسأل احد عن الغد وبعده. كان الحديث كلّه: لماذا نريد الاحتفال بعيد الجيش، والأخطر ان معظم الذين قابلتهم في الأيام الماضية كان ينصحني بألا أتحرك لأنّ هناك خطراً على حياتي». واستغربت انه «ما من قيادي في البلد الا ويخاف على نفسه، ماذا يعني ذلك يا أخوان؟ إذا كنّا نخاف على زعمائنا وعلى اقتصادنا وسياحتنا وليرتنا وتعليمنا وصحّتنا وزراعتنا وأولادنا وأحفادنا؟ ان هذا كثير، يكفينا خوفاً». وقالت: «لفتني قبل أيام تعيين وزير خارجية جديد في مصر وهو شخصية معروفة وديبلوماسي ناجح وابن وزير خارجية سابق، إلاّ أنّ صحافياً كتب أنّ الوزير تهرّب من الخدمة العسكرية وخلال ساعة تقريباً كان الوزير يقدّم بطاقته العسكرية وجدول خدمته وأنّه قام بواجبه وأتمّ تعلّمه كيف يدافع عن الوطن بالمؤسسة العسكرية. هذه حال كلّ الدول المتقدمة الكبيرة. يتباهى وليّ عهد بريطانيا بأنّه أتم خدمته العسكرية على الجبهات حيث الخطر كما اي جندي إنكليزي. هكذا الحال في كلّ دول العالم وأوروبا وأميركا. لا احد يستطيع ان يأخذ موقعاً قيادياً في الإدارة أو الاقتصاد أو العلم أو السياسة أو المجتمع إذا كان تهرّب من تأدية خدمته في مدرسة الدفاع عن الوطن». ورأت الحريري ان «الاقتصادي يجب ان يكون مستعداً للموت من اجل وطنه كي يكون اقتصادياً وطنياً ومثله المحامي والطبيب والقاضي والمعلّم والمزارع والعامل. لا يجب ان يكون الجيش في مكان والناس في مكان آخر». وشددت على انه «لا يجوز ان نبقى بعيدين عن جيشنا ووطننا وأن نعتبر الجيش موظفاً عنّدنا، مثلما لا يجوز ان يعتبر الجيش اننا ضعفاء وهو قوي، إما كلنا ضعفاء او كلنا اقوياء. هكذا علّمنا رفيق الحريري، ان احداً ليس اكبر من بلده وأنّ قوّتنا بدولتنا، هكذا تصرّف سنة 98، ويومها كان يقول نحن تحت القانون وهكذا عمل بعد 2000... ويوم عزل مرة أخرى عام 2004... واستودع الله هذا البلد الحبيب وشعبه الطيب وبِقي على احترامه لوطنه ودولته. وكان حزيناً لأنّه كان يحاكم لشرائه موسم الزيت الكاسد وتوزيعه على المواطنين قبل أيام من رحيله. وكان هذا امتحانه الأخير الذي أكّد فيه للمرة الألف ان احداً ليس اكبر من بلده وإنّ الدّفاع عن الوطن يتطلّب الصّبر والعمل واحترام العدالة والقانون. وكان في 14 شباط (فبراير) يشارك في وضع قانون الانتخاب وسبقه فرض قانون إلغاء الخدمة العسكرية في 4 شباط ونشره في 10 شباط 2005». وأكدت «البقاء على درب رفيق الحريري. ومددنا ايدينا للجميع من دون استثناء، وطالبنا الناس بأن تفرح وتغني الى جانب الضّريح في 13 نيسان (أبريل)، وأرجعنا الى بيروت الحبيبة الحركة والحياة. وكان شعار سعد رفيق الحريري «لبنان أولاً». وأكدت ان «النار لا تحرق إلاّ مكانها»، وتوجهت الى الجيش الوطني وقائده العماد جان قهوجي وللأركان والقيادة والضباط والرتباء والجنود قائلة: «لا تستطيعون الدفاع عنا إذا لم نرجع كلّنا إلى مدرسة الانصهار الوطني ولم نعد التدريب العسكري للتّعليم الثانوي مبدئياً وأيضاً خدمة العلم». وأشارت الى ان «العدو ليس موجوداً على الحدود فقط انه في كلّ مجال وفي كل إنسان». وقالت: «نحتاج إلى إستراتيجيات دفاعية متخصّصة في كلّ مجال لنحدّد فيها عناصر قوّتنا وضعفنا ونواجه أعداءنا وننهض بوطننا». وهنأت «رئيس الجمهورية ميشال سليمان، رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورمز الوحدة الوطنية وابن المؤسسة العسكرية بهذا العيد»، كما توجهت الى «قيادة الجيش وعناصره وكلّ القوى الأمنية وكل اللبنانيين بالتهنئة وقالت لا تخافوا من حب وطنكم والدفاع عن امنكم واستقراركم ومن حقنا جميعاً ان نعيش بأمان في وطنّنا الحبيب لبنان». وتوجهت الى العماد جان قهوجي بالقول: «انتم مؤتمنون الآن على أخر ما تبقّى من الدّولة الوطنية اللبنانية وبوطنيّتكم وتضحياتكم وحرصكم على كلّ المواطنين وبشهدائكم وبصلابتكم تستطيعون انقاذ حلم كلّ اللبنانيين بالدولة العادلة والقادرة، وقدركم أنكم تتحمّلون كلّ هذه الضغوط من كلّ اللبنانيين لأنّكم أملهم الأخير ببقاء دولتهم». وقالت: «نستطيع الا نكون في الحكومة وألا نكون في المجلس النيابي ولا في الوظيفة العامة لكننا لا نستطيع الا يكون عندنا دولة وجيش وطني وأمن وطني». ومنحت الحريري للعماد قهوجي «درع الطائف التقديرية لمؤسسة الانصهار الوطني بقيادتكم».