«الرياضة تجمعنا» شعار مبادرة شبابية، أطلقها متطوعو شبكة مراكز «إحنا فلسطين»، انطلاقاً من مركز نادي بيت الطفل الفلسطيني في مدينة الخليل، كجزء من مشروع أوسع لتعزيز قدرات الشباب. وتتواصل في النادي فعاليات مبادرة «الرياضة تجمعنا»، بمشاركة أكثر من 500 شاب وشابة ترواح أعمارهم بين 14 و30 عاماً، اجتمعوا معاً قادمين من مناطق مختلفة في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة، للمشاركة في عدد من المباريات والألعاب الرياضية الفردية، بهدف إحياء الرياضة الفلسطينية الفردية المهمشة. وجاءت الفكرة من شبان وفتيات في المركز كانوا قد شاركوا في وقت سابق في تدريب وإعداد القيادات الشابة (30/30)، وينفذه مشروع «رواد» أيضاً. ويهدف المشروع إلى إعداد وتأهيل المشاركين للتمتع بمهارات قيادية من خلال تدريبات مكثفة على مهارات الاتصال والتواصل، ومبادئ القيادة، والتحفيز، والتخطيط وإعداد المشاريع والموازنات، ويركز على إعداد القادة الشباب وتمكينهم من التخطيط للمبادرات المجتمعية الهادفة وتنفيذها بشكل فاعل ناجح في جميع مراحلها. منسقة المبادرة، ميساء الشريف قالت: «فكرنا في اطلاق مبادرة الرياضة تجمعنا عندما كنا نشكل مجموعات شبابية في تدريب إعداد القيادات الشابة، فرغبنا بأن نجمع الشباب الفلسطيني معاً» وأفضل طريقة وجدها الشباب كانت الرياضة، لأنها «بتجمع الناس، ما بتفرقهم» على ما تقول الشريف. واوضحت الشريف أن الفعاليات التي تتواصل حتى الشهر القادم تشرين الثاني (نوفمبر)، تشتمل على تصفيات رياضية لخمسة ألعاب هي: كرة الطاولة للفتيات، وكرة الطاولة للشباب، وشطرنج وكرة قدم خماسي للوصول إلى فائز واحد من كلا الجنسين في الألعاب الرياضية، إضافة إلى تنظيم سباق مارثون للمشاركين، وألعاب الكاراتيه. وللمبادرة أهداف عدة، وفق ميساء الشريف، فإضافة إلى إحياء الرياضة الفردية المهمشة وتنشيط دور الشباب، فإن المبادرة تهدف أيضاً إلى تجميع الشباب والشابات من شبكة مراكز «إحنا فلسطين»، والتي تتوزع على شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، ليتم تعزيز التواصل والتفاعل في ما بينهم، وتفعيل دورهم بشكل أكبر بإعطائهم الفرصة لتحمل المسؤولية، وتعميق روح الإنتماء والمواطنة لدى الشباب الفلسطيني. وقالت: «المبادرة تهدف إلى تعزيز دور الشباب المتطوع والرياضي، ويشارك فيها قرابة 300 شاب وفتاة في مرحلة التصفيات، وهي من المبادرات المجتمعية المنتشرة بشكل لافت على مستوى محافظاتالضفة الغربية، بخاصة أنها ركزت على الرياضات الفردية التي هي مهمشة قياساً بلعبتي كرة القدم وكرة السلة، ومن ثم كرة الطائرة وكرة اليد، وغيرها من الألعاب الجماعية، لذا فهي مبادرة متعددة الأبعاد، وليست رياضية فحسب». ولفتت الشريف إلى أن مبادرة كهذه قد تساعد أيضاً الموهوبين من الشباب بجنسيه، على تطوير موهبتهم، والاتجاه نحو مرحلة متطورة قد تدفعهم لاحتراف لعبة يبدعونها، بخاصة أن العديد من النوادي الرياضية والشبابية أبدت وتبدي اهتمامها بالمبادرة وبالمشاركين فيها. ومن شأن ذلك أن يفتح مساحات أمام المشاركين لم يتوقعوها ربما، خصوصاً أن هناك العديد من قصص النجاح منذ بداية تطبيق المبادرة منذ انطلاقها قبل عامين وحتى اليوم. «الرياضة تجمعنا» هي مبادرة شبابية، إذاً، تسعى لتجميع موهوبين فلسطينيين من كل أنحاء مدن الضفة الغربية، ومن بلدات وقرى ومخيمات ومناطق جغرافية نائية ومهمشة، ومن مختلف الفئات المجتمعية والخلفيات الاقتصادية، ومن دون إقصاء لذوي الإعاقة، في محاولة نضالية من نوع جديد بخاصة ضد محاولات الإقصاء الإسرائيلية، ومحاولات التفرقة القسرية بين الفلسطينيين، التي يسعى إليها الاحتلال عبر قواته وسلطاته، سواء من خلال جدار الفصل العنصري، أم من خلال الحواجز العسكرية التي وصلت في مرحلة من المراحل إلى ما يزيد عن 500 حاجز، وهي لا تزال بالمئات في الضفة الغربية.