تتواصل للعام الثاني على التوالي، الأمسيات الرمضانية التي بادر إليها ستة شبان فلسطينيين من محافظات عدة، تحت اسم «رمضانيات» بهدف جمع شمل العائلات على موائد شهر رمضان. وتجول تلك الأمسيات مناطق الضفة الغربية وتجمع مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية وخصوصاً الشباب.المبادرة، التي أطلقها كل من محمد الكيلاني وجبالي براهمة ومجدي أبو التين وعلاء جبارين ويوسف الحاج قاسم وبشار طميزي، والمدعومة من مشروع «رواد» لتعزيز قدرات الشباب الفلسطيني، والممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، عبر شبكة مراكز مصادر التنمية الشبابية في الضفة الغربية (إحنا فلسطين)، تهدف أيضاً، وعبر سلسلة من الأمسيات الرمضانية، إلى الحفاظ على الأجواء التقليدية المميزة لشهر رمضان في الأراضي الفلسطينية، وإبراز العديد من المواهب الشبابية عبر إحيائها لهذه الأمسيات. واستفاد في الموسم الأول من «رمضانيات»، العام الماضي، ما يزيد على 600 فلسطيني في مختلف المحافظات. ويقول مجدي أبو التين، أحد مؤسسي «رمضانيات»: «سعينا عبر هذه المبادرة إلى جمع شمل الأسر الفلسطينية بدءاً بالأسر النووية التي تشمل الأم والأب والأبناء، مروراً بالأسر الممتدة التي تتسع دائرتها لتشمل الجد والجدة والأعمام والأخوال والأقارب، لنصل إلى تجميع أسر بأكملها من مناطق معينة على موائد الإفطار. كثير من هذه الأسر لا تعرف بعضها بعضاً، وهذا يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية في شهر المحبة والألفة». ويضيف أبو التين: «مشاغل العديد من الآباء والأمهات تحول دون اجتماعهم الى مائدة واحدة للإفطار في رمضان لأسبوع أو أكثر، ومبادرة «رمضانيات» الشبابية عملت على تجميعهم وغيرهم، بخاصة لما يعرف عن هذا الشهر من أنه شهر الترابط الاجتماعي». ويفتخر أبو التين بأن «رمضانيات» تمكن من جمع المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، ولم شمل الأسر، بخاصة الآباء والأمهات الذين لا يتمكنون بسبب ظروف عملهم الصعبة من تناول الإفطار مع أبنائهم أو حتى العائلات المشتتة بين أكثر من منطقة، والتي يصعب انتقالها بسبب الاحتلال والظروف الأمنية. ويشير أبو التين الى أن المبادرة أخذت في الاعتبار أيضاً مشاركة العديد من الأسر الفلسطينية «الفقيرة» في هذه الأمسيات الرمضانية التي تتخللها إضافة إلى موائد الإفطار، فقرات فنية رمضانية تقدمها فرق شبابية، في سعي الى إبراز مواهبها المتنوعة. ويقول: «ما يميز «رمضانيات» أنها تسعى الى إيجاد نوع من المساواة بين الأسر، بحيث لا يشعر الطفل الفقير بالحرمان».