رسالة مورينيو لمنافسيه: افعلوا ما شئتم ... تشلسي الأفضل!

لم تعد استراتيجية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو هجومية ضد منافسيه في حروبه السيكيولوجية، بل باتت دفاعية، كونه يدرك أن فريقه تشلسي هذا الموسم بات أقوى مما كان عليه في السابق، وبإمكانه تحمل كل الضغوط الفنية والنفسية التي تواجهه هذا الموسم.
بدأ تشلسي الموسم الحالي، وهو الثاني تحت قيادة مورينيو، في حقبة إدارته الثانية، بداية رائعة تصدر خلالها الدوري الإنكليزي بفارق خمس نقاط عن أقرب مطارديه، وبات الوحيد الذي لم يهزم في البريميرليغ حتى الآن بعد تغلبه على أرسنال (2-0) في الجولة الأخيرة، ملحقاً الهزيمة الأولى هذا الموسم في الدوري بجاره اللندني.
ولعبت صفقات مورينيو هذا الصيف دوراً رئيساً في تألق «البلوز»، فحل المهاجم الإسباني دييغو كوستا مشكلة التهديف التي عاناها الفريق الموسم الماضي، في حين منح مواطنه صانع الألعاب سيسك فابريغاس جذابية أكثر لأسلوب لعب الفريق، ليتصدر تشلسي هدافي الدوري برصيد 21 هدفاً من 7 مباريات، ما دفع مورينيو إلى الإعراب عن سعادته في طريقة التعامل مع الخصوم والمنافسين، وقال «السبيشال وان»: «أنا سعيد بكل شيء... في هذه اللحظة بإمكان فريقي التأقلم مع كل شيء، ومهما يقدم منافسونا أمامنا فإن باستطاعتنا التعامل معه. نحن لسنا فريقاً يلعب بطريقة واحدة لا ثاني لها، بل نستطيع أن نتفاعل مع حاجات المباراة ونعدل من خططنا كلما تطلب الأمر، ونتعامل مع كل شيء يقدمه منافسونا». وأضاف المدرب البرتغالي: «عندما تكون الكرة في حوزة منافسينا فنكون مرتاحين وغير مضغوطين، وعندما تكون الكرة في حوزتنا ونتناقل الكرة بتمريرات سريعة أو بطيئة نكون أيضاً مرتاحين، وحتى عندما نلجأ إلى الهجمات المرتدة نكون في قمة تألقنا... في هذه اللحظة فريقي يتمتع بثقة عالية ونضج كبير، ولهذا فأنا سعيد جداً لما وصلنا إليه هذا الموسم».
وفي حين جذب كوستا وفابريغاس العديد من الأنظار وإشادات المتابعين، فإن مورينيو يعتبر أن قوة الفريق في عمقه وفي مجموعة اللاعبين الكاملة وليس لاعباً أو اثنين، فالجدد أمثال الظهير الأيسر فيليبي لويس والمهاجم الفرنسي لويك ريمي لعبا دوراً مهماً على رغم عدم مشاركتهما أساسيين، في حين من المخضرمين يسهم كل من جون أوبي ميكيل والحارس التشيكي بيتر تشيك بدورهما كلما لزمت الحاجة على رغم فقدان مكانيهما أساسيين، ويلعبان لأسباب تكتيكية أو في حال الإيقافات أو الإصابات، وهي من نوعية العمق الذي لا يتوافر في كثير من الفرق، ويقول مورينيو: «هذا هو سر قوتنا، فحتى عندما يشارك الاحتياطيون نجدهم لا يقلون تأثيراً ومهارة عن الأساسيين، والأهم أنهم لا يقلون شهية ورغبة في خدمة الفريق، فمثلاً أوبي ميكيل شارك في الشوط الثاني لمباراة أرسنال، ولعب دوراً تكتيكياً مهماً، فمثلاً عندما أشركه في المباريات فلا داعي أن أقول شيئاً لنيمانيا ماتيش أو لفابريغاس فهم يعلمون ما الذي سيحصل، وماذا سيفعل الفريق، وهم يعلمون ما الذي سيفعله فابريغاس عندما يلعب في مركز رقم 10 (صانع الألعاب المحور) أو عندما يلعب في مركز رقم 8 (وسط الملعب)... الفريق صلب للغاية ومتفاهم إلى أقصى الحدود، ولهذا السبب أرى أننا الأفضل».
وشدد مورينيو بقوله: «فقط نحن بإمكاننا فقدان حارسنا الأساسي ولا نأبه، فعندما خرج حارسنا الأساسي كورتوا مصاباً لم نهلع ونقول: يا إلهي ما الذي سيحدث الآن؟ فدخل حارسنا الثاني تشيك وكنا في مقاعدنا هادئين وواثقين من أن كل شيء سيكون على ما يرام، لأننا نعلم أن تشيك حارس عملاق، فكم فريق بإمكانه أن يقول أو يفعل ذلك، وهذا هو ببساطة الفارق بيننا وبين الجميع، والفارق بين تشلسي الموسم الماضي وتشلسي الموسم الحالي».
يذكر أن مورينيو دائماً ما كان يصرح ويطلب من مشجعيه عند تسلمه تدريب فريق جديد، بألا يحاسبوه على ما يفعله في الموسم الأول، بل بما يحققه في الموسم الثاني لقيادته للفريق، علماً أن تشلسي فشل في الفوز بأي لقب الموسم الماضي، الذي احتل خلاله المركز الثالث، ولم يحرز لقب البريميرليغ منذ 2010.