على رغم الإصابة التي يعانيها، إلا أن البسمة لا تكاد تفارق محيا المريض عبده القيسي الذي يرقد منذ نحو 13 عاماً على السرير الأبيض في مستشفى الأمير سلمان العسكري في تبوك. معاناة الشاب القيسي (33 عاماً) لم تقتصر على حالته الصحية الصعبة فحسب، بل إنه فقد شقيقه في الحادثة المرورية التي أصيب فيها، كما أنه فقد شقيقين له وأحد أخواله أثناء عزمهم زيارته قبل خمس سنوات، ناهيك عن معاناة والده ووالدته من مرض الضغط نتيجة ما تعرضا له طوال ال13 عاماً الماضية. ويروي ل«الحياة» مقبول القيسي، حكاية شقيقه مع الحادثة: «يرقد شقيقي على سرير المرض منذ 13 عاماً؛ بسبب حادثة مرورية تعرض لها على طريق الوجه، فقدنا فيها شقيقاً لنا -رحمه الله- في الحادثة نفسها. وتابع: «جرى تنويم شقيقي وإجراء بعض الجراحات آنذاك في مستشفى الملك خالد في تبوك، ودخل شهراً في غيبوبة، ثم نُقل إلى المستشفى العسكري، وبقي في العناية المركزة أربعة أعوام أيضاً، منها سنة ونصف السنة في غيبوبة، وتم عمل أكثر من جراحة أسهمت بعد فضل الله في تحسن وضعه الصحي». ويكمل مقبول: «شقيقي مصاب بشلل كامل، ويعيش على جهاز التنفس الاصطناعي؛ لكونه لا يستطيع العيش بتنفس طبيعي؛ بسبب قطع كامل في النخاع الشوكي، ويعاني من الضغط والسكر، وبسبب ظروفنا المادية الصعبة لا نستطيع علاجه بسبب التكاليف العالية بعد اعتذار جميع مستشفيات المملكة عن عدم علاجه». ويكشف شقيق المريض أن والدهم كبير في السن، وأسهمت وفاة أشقائنا وحال عبده في تتابع الأمراض عليه، وفي مقدمها الضغط، ويستطرد: «كما أن والدتي هي الأخرى تعاني أمراضاً أنهكتها، إضافة إلى وضعها النفسي السيئ». أصدقاء عبده أنتجوا فيلماً يحكي مأساته ومأساة عائلته، طالبوا من خلاله بضرورة علاجه على حساب الدولة أو فاعلي الخير، وأوضح أصدقاؤه أن عبده يمتلك قلباً طيباً وهو معروف بين كل أقاربه بإيمانه بالله سبحانه، وهو ما دفعهم إلى إنشاء وسم على تويتر باسم #عبده_13 للدعاء له.