أرسنال بالتعاقدات ومن دونها... «المعاناة» ثابتة!

لغز محير عالق في ذهن كل من ينتمي إلى فريق أرسنال الإنكليزي، فالفريق بلا صفقات ضخمة، مثله تماماً وهو يعقد الصفقات الكبرى واحدة تلو الأخرى، مستويات متأرجحة، وتألق يحضر أمام فرق القاع، وغياب في حضرة أندية المقدمة، ومعاناة تتكرر في دوري أبطال أوروبا.
أسباب عدة اختلف عليها محبو «الغانرز»، ففي مرة يجد بعضهم الخلل يكمن في المدرب الفرنسي أرسين فينغر وطريقته التي لم تتغير مع اختلاف اللاعبين ونوعياتهم، واختلاف سياسات الأندية الأخرى في بناء صفوفها، وبعض آخر يجد أن فينغر يبقى العلامة الجميلة في أرسنال، إلا أن الفكر الذي يدير الفريق من رئيس وإدارة هو ما جعل النادي يصارع في بئر الغياب.
الألماني مسعود أوزيل كان أول الأسلحة التي اجتاز بها «المدفعجية» حاجز «التقشف»، إذ بلغت قيمة صفقة انتقال «عازف الليل» من ريال مدريد إلى النادي اللندني نحو 50 مليون يورو، وهو المبلغ الأعلى في تاريخ «البريميير ليغ» بأكمله، ليبدأ بعد ذلك أرسنال في تخطي حواجز اقتناء الأموال في خزائن النادي، إذ تعاقد في الموسم الجديد مع التشيلي أليسكيس سانشيز من برشلونة الأسباني، في إشارة إلى اختلاف نظرة مسيري «النادي العاصمي» في استقطاباتهم، بتوجههم الكامل إلى الأسماء الكبيرة والمؤثرة في الكرة العالمية، ومن ثم تعاقدوا من المدافع الفرنسي ديبوتشي بلا صعوبات تذكر، قبل جلب مدافع ساوثامبتون الإنكليزي الدولي تشامبرز، إضافة إلى الحارس الكولومبي أوسبينا، قبل أن يغلق ملف انتقالاته بالمهاجم الدولي الإنكليزي داني ويلباك بعد أن لفظه ناديه السابق مانشستر يونايتد.
كل تلك التغييرات التي طاولت بطل كأس إنكلترا في الموسم الماضي لم تسهم في انطلاقة مناسبة تتواكب مع عمله في سوق الانتقالات الصيفية، فلم يبدو أنه نجح في اللحاق بفرق المقدمة التي تتسارع خطواتها في تسجيل أفضل اللاعبين في القارة «العجوز»، وبعمل مكثف بدأ منذ أعوام طويلة، ففرقة أرسين تجاوزت الدور الثالث من دوري أبطال أوروبا بصعوبة بالغة، عندما أنهى مباراة الذهاب أمام بشكتاش التركي بتعادل سلبي، وفاز إياباً بهدف من دون رد، على رغم تعرضه لموجات ضغط عالية من الفريق التركي، قبل أن يعود للأجواء المحلية ومباريات الدوري، إلا أنه تعادل مع الصاعد حديثاً ليستر سيتي، وأيضاً بطل الدوري مانشستر سيتي، إضافة إلى إيفرتون، وحقق انتصاراً وحيداً على كريستال بالاس، وكان فوزاً باهتاً بهدفين في مقابل واحد على ميدانه وبين جماهيره.
وبالانتقال إلى البطولة الكبرى دوري أبطال أوروبا، فإن أرسنال وقع في مجموعة تضم الألماني بوروسيا دورتموند للعام الثالث على التوالي، وعلى رغم تدعيمه الصفوف إلا أن الفريق الإنكليزي لم ينجح في الصمود على الإطلاق في ملعب سيغنال دونا بارك حينما مني بخسارة بهدفين نظيفين، كانت قابلة للزيادة، وظهر «الغانرز» شاحباً بلا روح ولا لون، وكان مدفعاً بطلقات طائشة، لا دوي لها ولا تأثير، تلك الخسارة أعادت الفريق اللندني إلى دائرة الحسابات مرة أخرى، المخاوف والتفكير في المعاناة على رغم العمل الشاق والسوق المختلفة للفريق.
أرسنال على رغم كل تلك المشكلات، إلا أنه استطاع العودة لمعانقة الذهب ببطولتين، أولاهما أمام هال سيتي في الموسم الماضي، وهي بطولة كأس إنكلترا، والثانية هي الخيرية أمام مانشستر سيتي مطلع هذا الموسم، ولكن الجماهير اللندنية تبحث عن عودة كبير العاصمة الإنكليزي إلى الساحة من جديد في مسابقة الدوري، وصنع مجد خالد في بطولة دوري أبطال أوروبا، والاستفادة من اللاعبين الجدد الذين كلفوا النادي كثيراً خلال هذه الفترة، ف«المعاناة» ثابتة بالتعاقدات أو من دونها. إلا أن ذلك لا يبدو أنه سيكون واقعاً لفريق "شمال لندن" فهو تعثر مجدداً ومراراً وتكراراً دون هوية واضحة، ولا شخصية بارزة، فخسر في دوري الأبطال من "دورتموند"، وعاد ليخسر الأهم "دربي لندن" أمام تشلسي، وأمام "غطرسة" مورينيو الذي انتصر لذاته ولفريقه على فينغر وعلى "ألمدفعجية، فبعد سداسية الموسم الماضي كرر الفوز في هذا الموسم وبأبر لاعب اجبه أرسنال فابريغاس، تاركاً الحسرة لأرسنال وجماهيره، فهم حجتى لم يحققوا الفوز في دربي "شمال لندن" إذ تعادلوا على أرضهم أمام توتنهام.
... ولعنة الإصابات تلاحقهم