شكلت دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول المتقدمة للوفاء بالتزاماتها وتعهداتها وتقديم الدعم التكنولوجي والمالي لإنجاح مواجهة تداعيات التغير المناخي والتوصل إلى توافق جماعي، أبرز سمة في جلسة رفيعة المستوى عقدت في إطار مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي في الدوحة. وحضر الجلسة الأهم أمس ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد ورئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر. وفيما نبه الشيخ حمد إلى»الأخطار التي تواجه المجتمع الدولي بسبب ظاهرة التغير المناخي»، حذر من انعكاساتها الخطيرة، وقال « ليس مقبولاً أن نقرر حلولاً على حساب التنمية، وليس بوسع احد أن يجد ملاذاً في نظريات الماضي الانعزالية لأن أضرار البيئة لا تعرف الحدود»، ودعا إلى تعامل شامل مع الظاهرة والتصدي لها « من دون المس بحق الدول في التنمية». وفيما أكد استعداد قطر للمساهمة في مواجهة التغير المناخي، وأشار إلى مشاريع عدة في مجال الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة بينها مشاريع لتلبية حاجات قطر من الطاقة الشمسية بحلول عام 2020، رأى أن «مواجهة التغير المناخي تتطلب إرادة سياسية وتعاوناً دولياً مستمرين»، مشدداً أيضاً على حقوق المجتمعات في العدالة والرفاه للجميع، وأشاد بدور منظمات المجتمع المدني والإعلام في دعم جهود مواجهة تغير المناخ. واستهل بان كي مون حديثه بالإشادة باستضافة قطر للمؤتمر، وقال» إننا في أزمة وخطر يهددانا جميعاً، ويهددان اقتصادنا وأمننا وأطفالنا» و»لا أحد في منأى من تغير المناخ»، إنه تحد وجودي للبشرية وخطط المستقبل». وحض على»العمل في بلداننا ومنازلنا» ودعا الدول المشاركة في المؤتمر إلى تحقيق نتائج محددة وقال «أرجو أن تتوصل الحكومات هذا الأسبوع إلى خمس نتائج، وهي الالتزام بفترة ثانية لاتفاق كيوتو، لأن استمرار العمل به عام 2013 سيبرهن على التزام الحكومات، والتقدم بشأن التمويل الطويل الأمد، وعلى الدول المتقدمة إعطاء إشارات واضحة إلى أن التمويل سيزداد وسيتناسب مع 100 بليون دولار بحلول 2020 من الأموال العامة والخاصة، وعلينا التأكد من أن المؤسسات التي أنشئت من الدول النامية وبينها الصندوق الأخضر، تكون جاهزة للعمل، وعلى الحكومات أن تبين ماذا نعمل في شأن ثغرة حول هدف الدرجتين المئويتين». وخلص إلى الدعوة إلى «نظام متين للمناخ وبناء شراكات ابتكارية تؤدي لمبادرات جريئة». وفيما دعا أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح الدول المتقدمة إلى أن تلتزم بخفض الانبعاثات ومساعدة الدول النامية لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، خصوصاً الدول التي تعتمد على الطاقة الأحفورية، دعا المؤتمر إلى تبني قرارات تمهد لمرحلة ما بعد عام 2012، مؤكداً التزام الكويت عبر مشاركتها الفعالة في المفاوضات الجارية في الدوحة وجهود الأممالمتحدة حول التغير المناخي. وحض رئيس المؤتمر عبدالله العطية على التوصل إلى «حزمة متوازنة من القرارات لضمان الانتقال السلس من مرحلة المفاوضات إلى التنفيذ». وأكدت مسؤولة الأممالمتحدة للتغير المناخي أن الوفود تتصدى لقضايا صعبة، لكنها أحرزت تقدماً، ودعت إلى التوصل لاتفاق في شأن تعديل اتفاق كيوتو، وتمويل واضح، وإجراءات حاسمة وحازمة. وخطت قطر خطوتين مهمتين في مقر المؤتمر، إذ وقعت شركة «قطر للبترول» اتفاقاً مع البنك الدولي مدته ثلاث سنوات، نص على التعاون لخفض نسب حرق الغاز. كما وقع «برنامج قطر للأمن الغذائي» الذي يرأسه فهد بن محمد العطية، اتفاقاً مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أرينا) يعزز مسيرة قطر في مجال الطاقة الشمسية، ويتعلق بمشاركتها في مشروع «أطلس». وقال إن قطر ستكون موقعاً مهماً لإنتاج الطاقة المتجددة وأن دول الخليج تتفحص الموارد الجديدة.