رمى حجاج بيت الله الحرام أمس، جمرة العقبة، ثم بدأوا بالحلق والتقصير للتحلل الأول من الإحرام، إذ طافوا طواف الإفاضة وأتموا السعي بين الصفا والمروة، ثم نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج، وسط جهود حكومية كبيرة تشرف على حركة ضيوف الرحمن في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة كافة. ويواصل أكثر من ثلاثة ملايين حاج اليوم مناسكهم في مشعر مِنى، برمي «الجمرات» في أول أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم العيد، إذ يتجهون إلى جسر الجمرات لرمي الجمرة الكبرى والوسطى والصغرى، ومن ثم العودة إلى مخيماتهم قبل يوم التعجل. ودعمت الحكومة السعودية «الجسر» اليوم وغداً، بأكثر من 10 آلاف فرد من قوات الطوارئ الخاصة، من أجل الإشراف على سلامة الحجاج بمنشأة الجمرات، إلى جانب الكوادر العاملة المعنية بالأمر. وأوضح قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد بن قرار الحربي أن أكثر من ثلاثة ملايين حاج رموا جمرة العقبة بشكل منظم ومتزن أمس (الجمعة)، وقال: «إن تدفق الحجاج لمنشأة الجمرات بدأ منذ الساعة الثانية فجراً واستمر حتى الساعة السادسة صباح العيد، ومن ثم بدأت ترتفع الكثافة بشكل ملحوظ، وشهد الطابق الثالث من منشأة الجمرات زيادة في كثافة الحجاج نظراً لقدومهم من النفق الجديد الموصل بالمعيصم الذي يوجد به نحو 30 في المئة من إجمالي الحجاج». وأشار إلى أن حركة ضيوف الرحمن من منى إلى المشعر الحرام تسير بشكل جيد وبمتابعة من أفراد قوات الطوارئ، مضيفاً أنه تم تقييد الحجاج بالعودة بعد رميهم للجمرة من الطرق الفرعية المحددة للخروج وعبر السلالم الكهربائية ما أسهم في عدم تداخل كتل الحجاج، مؤكداً أن الخطة المتبعة حددت طريقاً معيناً لكل طابق وتوجيه الحجاج بذلك، في حين يتم تطبيق استراتيجية لعملية تحويلهم من طابق لآخر في حال وجود كثافة عالية في الأعداد عبر ضباط وأفراد القوة بإشراف من غرفة التحكم والقيادة. وزاد: «إن خطة العمل لبقية أيام التشريق تتم بنفس النمط والاستراتيجية لليومين الأول والثاني، وأتوقع أن تكون الحركة في اليوم الثالث أكثر كثافة بحكم قدوم الحجاج منذ وقت باكر». من جهتها، حذرت المديرية العامة للدفاع المدني الحجاج من الجلوس والافتراش داخل الأنفاق المخصصة ل «المشاة» لما تسببه من إعاقة لحركة الحجيج داخل النفق، ما يؤدي إلى حوادث الدهس والاختناق. وجاء في رسائل وزعتها المديرية على عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام تعليمات للمشاة داخل الأنفاق ينبغي التقيد بها لضمان سلامة الحجاج ومنها اتباع تعليمات رجال الأمن والتريث في المرور بالأنفاق وعدم التجمهر عند المداخل أو أثناء وجود أي حادثة طارئة، داعية في نشرتها إلى عدم رمي المخلفات داخل أنفاق المشاة ومتابعة الإرشادات ولوحات مخارج الطوارئ في حال حدوث أي ازدحام داخل الأنفاق المؤدية إلى المسجد الحرام.
