شهر رمضان هذا العام بدأ وأوشك على الانتهاء بدرجات حرارة عالية، وفي الثغر الغربي للمملكة بدا رمضان الحالي مختلفاً نوعاً ما، فتسحر بعض أهالي جدة في العشر الأوائل من الشهر على شمعة وسراج، وقضوا نهارهم وسط سياراتهم ليتمتعوا ا بجهاز التكييف الذي فُقدت خدماته تحت أسقف المنازل لانقطاع الكهرباء المتكرر في أحياء عدة وبفترات متقطعة، بيد أن المصائب لا تأتي فرادى، إذ شهدت بداية العشر الأواخر ظهور مشكلة جديدة في حياة سكان عروس البحر، تتمثل في قلة تدفق المياه تارة، وانقطاعها تارة أخرى عن منازلهم. وتبدو الصورة واضحة وجلية لأزمة المياه في الأشياب، إذ تزداد أعداد القادمين لها للتزود بالصهاريج. وشهدت أشياب كيلو 14جنوبي جدة أول من أمس، اجتماع مواطنين ومقيمين ليحصلوا على الماء وسط استياء كبير من الزحام، ما أدى إلى تدخل رجال الأمن لفض اشتباكات وقعت بين قبيلة المستائين الذين طالهم الأذى من انقطاع المياه. ويؤكد المواطن خالد الشهري المصاب بالفشل الكلوي ل «الحياة»، أن موظفي الأشياب رفضوا أن يخصصوا له موظفاً أو يمنحوا له صهريجاً دون انتظار في الطوابير المنتظرة رغم أنه يعد من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفاً «أحضرت أوراقاً تثبت إصابتي بمرض الفشل الكلوي، ولكن لم يكن هناك أي تجاوب من قبل الموظفين بل إنهم نهروني ولم يتحدثوا معي على الإطلاق». من جهته، يقول محمد الغامدي أحد ساكني إسكان الأمير فواز الجهة الجنوبية ل «الحياة» إن المياه منقطعة عن منزله منذ ثلاثة أسابيع، وإن العمارة التي يقطن بها تتكون من 16 شقة وإن أعداد ساكنيها كبير، مبيناً أنه يتوجب على كل رب أسرة أن يوفر في كل يوم صهريجاً من الماء للعمارة بالتنسيق بينهم. وأضاف الغامدي «أنا استلمت رقمي من الساعة الخامسة عصراً وحتى الساعة ال 11 مساء لم يأت دوري»، مرجعاً السبب إلى قلة عدد موظفي شركة المياه، إذ يخدم هذه الجموع ويوزع عليهم الأرقام موظفان فقط والصالة الداخلية ممتلئة، وأن الخط الساخن للشركة لم تبد أي نتيجة تجاوب. يذكر أن عشرات المواطنين من سكان محافظة جدة أمس، اضطروا للتوجه إلى مياه الآبار لسد عطشهم بسبب الأزمة الخانقة التي تعيشها المحافظة بعد شح المياه، ووصلت أسعار صهاريج مياه الآبار التي قد تكون غير صالحة للاستخدام إلى 200 ريال للصهريج الواحد. فيما سجلت أشياب المياه التي تمد المحافظة بما تحتاجه من كميات سوقاً سوداء رفع الأسعار إلى 250 ريالاً للصهريج الواحد.