اعلن الجيش الأوكراني أمس، ان «العملية العسكرية في الشرق تركز على عزل المناطق الخاضعة للانفصاليين الموالين لروسيا، لمنع غزو مجموعات مسلحة غير شرعية ومجموعات استطلاع وتخريب انطلاقاً من روسيا»، في وقت اسفرت المعارك عن مقتل 34 مدنياً على الأقل وجرح 29 في منطقة دونيتسك، وسقوط 9 جنود اوكرانيين وجرح 22 آخرين في دونيتسك ولوغانسك. وتفرض الإستراتيجية الأوكرانية العسكرية الجديدة إعادة تجميع وحدات القوات الحكومية، تمهيداً لشن هجوم جديد يهدف إلى عزل المتمردين من طرق وصولهم الى الحدود الروسية التي ما زالوا يسيطرون على جزء منها من اجل الحصول على معدات عسكرية ومقاتلين. وأول من أمس، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عبور 1200 رجل مدربين في شكل جيد الحدود من روسيا، ووصول آليات في «اللحظة الحاسمة» الى المعاقل المحاصرة للمتمردين، وهو ما نفته موسكو. ورغم المعارك، أجريت في دونيتسك اشغال لإعادة مياه الشرب التي قطعت قبل يومين بسبب تضرر خط كهربائي يزود مصنعاً رئيسياً لمعالجة المياه. وعادت المياه فعلاً الى بلدة ماكييفكا المحاذية لدونيتسك والتي تشهد عمليات قصف مكثفة منذ الاثنين الماضي. وتنقل سكان حاملين صفائح مياه في الشوارع شبه المقفرة، رغم تحذيرات البلدية بسبب استمرار القصف والمعارك، وأهمها للسيطرة على بلدة إيلوفايسك التي تضم 16 ألف شخص وتبعد 29 كيلومتراً من شرق دونيتسك. ومع تزايد حدة المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تجري تدريبات عسكرية جديدة في قاعدة أشولوك بمنطقة أستراخان (جنوب) التي تبعد مئات الكيلومترات من المعارك الجارية في أوكرانيا. وتشمل التدريبات تجارب أساسية لأنظمة مضادة للصواريخ والطائرات من طراز «اس 300» و»اس 400» بمشاركة 800 جندي و200 من المعدات العسكرية. وتختلف انظمة الصواريخ في هذه التدريبات عن نظام «بوك» لصواريخ ارض - جو المتوسطة المدى، والتي يعتقد بأن الانفصاليين في اوكرانيا استخدموها لإسقاط طائرة ماليزية فوق دونيتسك في 17 تموز (يوليو) ما اسفر عن مقتل 298 شخصاً. ديبلوماسياً، يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مينسك في 26 الشهر الجاري لحضور قمة إقليمية يشارك فيها أيضاً الرئيس الأوكراني بوروشينكو وقادة من الاتحاد الأوروبي. وتوقعت الرئاسة الروسية عقد لقاءات ثنائية خلال اجتماع مينسك، من دون توضيح اذا كان ذلك سيشمل الرئيسين بوتين وبوروشينكو. ولليوم السابع على التوالي ما زالت قافلة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها موسكو متوقفة على الحدود من دون ان تبادر السلطات الأوكرانية إلى تفتيش الشاحنات بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحجة عدم وجود ضمانات أمنية لنقلها عبر أراضٍ يسيطر عليها المتمردون». «مخربون» أوكرانيون في موسكو على صعيد آخر، وجهت الشرطة الروسية تهمة التخريب لأربعة أشخاص تسلقوا ناطحة سحاب في موسكو ورفعوا علم اوكرانيا فوقها، ما قد يدينهم بالسجن 3 سنوات. ونجح المحتجون أيضاً في طلاء نصف نجمة صفراء عملاقة على قمة المبنى باللون الأزرق، ما جعلها أشبه بالعلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر. وبعد اعتقال «المخربين» الأربعة، وهم رجلان وامرأتان، أزالت فرق الصيانة العلم من فوق المبنى الذي يعود الى عهد ستالين ويقع على ضفة نهر موسكو، ويضم شركات ووحدات سكنية وشرعت في محو الطلاء الأزرق. وتظهر استطلاعات الرأي تأييد معظم الروس سياسة الرئيس بوتين في اوكرانيا، بينما ترى أقلية أنه يتسبب في عزل روسيا. الى ذلك، منعت كييف بث 14 قناة تلفزيونية روسية عبر شبكات الكابل الأوكرانية، بينها قناة «روسيا اليوم» وقناة «لايف نيوز» بحجة «بثها دعاية حربية»، علماً ان اوكرانيين كثيرين يتحدثون الروسية يشاهدون الأخبار الروسية. وقال أنطون جيراشينكون المسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية: «يجوز لأوكرانيا ويتعين عليها كدولة ذات سيادة أن تحمي فضاءها الإعلامي من عدوان روسيا الذي يتعمد التحريض على الكراهية والشقاق بين المواطنين الأوكرانيين». وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد خطوة مماثلة اتخذتها روسيا في آذار (مارس) الماضي، حين أغلقت قنوات أوكرانيا في شبه جزيرة القرم، علماً أن أي قناة أوكرانية لا تبث على شبكات الكابل في روسيا».