مع اقتراب كأس أوروبا 2012 لكرة القدم من ذروتها، بالنهائي الذي يجمع اليوم الطليان بالإسبان، لا يقاس نجاح البطولة فقط بمن يتوج بطلاً. فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتولى تقويم النظرة إلى الكأس التي انطلقت قبل ثلاثة أسابيع، داخل حدود القارة وخارجها. وفاقت أعداد المشاهدين على التلفزيون التوقعات، بعد ما وصفها الاتحاد ب«الأرقام الاستثنائية» للمشاهدة في أوروبا، والزيادات المرتفعة في عدد المشاهدين في الأسواق «غير التقليدية» كالولايات المتحدة وآسيا. ومع 3,20 مليون مشاهد في بريطانيا و8,21 مليون في إيطاليا، باتت المباراة بين منتخبي البلدين في ربع النهائي، اللقاء الأكثر مشاهدة في هذا الدور منذ انطلاق البطولة قبل 52 عاماً. فالأرقام البريطانية فاقت عدد المشاهدين الذين تابعوا زواج الأمير وليام وكايت ميدلتون العام الماضي، أو الحفلة الموسيقية التي أقيمت لمناسبة اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية الشهر الماضي. وتابع أكثر من 18 مليون مشاهد في إسبانيا المباراة نصف النهائية ضد البرتغال، مما منح الناقل «تيليسينكو» حصة 3,83 في المئة من السوق، وجعل من المباراة واحدة من أكثر البرامج متابعة في تاريخ التلفزيون الإسباني. ومع تجزئة السوق الإعلامية إلى حد كبير، اعتبر مدير التواصل في الاتحاد الأوروبي ألكسندر فورتوي أن الأرقام تدفع إلى السرور لأن «الحصة من السوق هائلة، لا توجد أمور كثيرة أخرى في إمكانها أن تستحوذ على 70 في المئة من السوق، تبقى كرة القدم أمراً يجمع الناس»، كما قال لوكالة فرانس برس. وتعد كأس أوروبا التي تقام مرة كل أربع سنوات، الدورة الأكبر في كرة القدم بعد كأس العالم، وفي دورة هذا العام المقامة في أوكرانيا وبولندا، انتهت مبارتا الدور ربع النهائي بين إنكلترا وإيطاليا، ونصف النهائي بين إسبانيا والبرتغال، بلا أهداف. ومع منتخبات كبولندا وروسيا وإنكلترا وفرنسا وهولندا وألمانيا، حفلت البطولة بمزيج من التاريخ والسياسة والتنافس التاريخي، إضافة إلى الحماسة القائمة. وقال فورتوي: «تحولت اليورو حدثاً عالمياً، أعتقد أن نوعية كرة القدم وكل الدراما المحيطة بها، باتت منتجاً يحظى بتقدير كبير وراء البحار». وأضاف: «ثمة شيء بين المنتخبات في اليورو، لا تجد ذلك في لقاء بين المكسيك وساحل العاج، التاريخ بين الدول (الأوروبية) يعود إلى مئات الأعوام، وأعتقد أن هذا أحد أسباب قوتها، كل المباريات تعكس نوعاً من شعور ال«دربي»، وفي هذا العصر، بات لعدد «النقرات» على الموقع الإلكتروني والتحميلات عبره معيار بأهمية عدد المشاهدين عبر شاشات التلفزة، ولاسيما مع انتشار الإعلام الاجتماعي خلال الأعوام الأربعة الماضية، مما شكل نعمة لمتابعي الأرقام ومشجعي كرة القدم أصحاب الرأي. ووصفت المدونة الاجتماعية «ديجيتال - فوتبول.كوك» كأس أوروبا 2012 «كمحطة أساسية أخرى للإعلام الاجتماعي المرتبط بكرة القدم»، مع إحصاءات مقدمة بطريقة جذابة وتفاعلية لقيت استحساناً لدى المتابعين وشكلت مثالاً يحتذى به. وأضاف الموقع: «على النوادي أن تتعلم من كأس أوروبا 2012، وتتطلع إلى الأساليب الممكنة لتحويل المعطيات المملة إلى محتوى منخرط». وانضم إلى الصفحة الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي أكثر من 830 ألف شخص، كما يتابع حسابه الخاص باللغة الإنكليزية على موقع «تويتر» للمدونات الصغرى أكثر من 145 ألف شخص، أما التطبيق الخاص بالهواتف الذكية فحظي بخمسة ملايين تحميل. وقال فورتوي: «في الكأس الأخيرة (2008) لم تكن التطبيقات موجودة، اليوم نرى نوعاً من التجزئة الرقمية، لديك «فيسبوك» و«تويتر» و «يوتيوب». لدينا حضور بزاوية 360 درجة لأن الناس باتوا يشاهدون الأمور بهذه الطريقة». لكن يبقى التلفزيون نقطة ارتكاز الاتحاد الأوروبي في البطولة، ويبدو الأمر جلياً في عمليات البث الواسعة التي تقام في البلدين المضيفين. ويقوم 16 فريقاً تلفزيونياً بتصوير المنتخبات المشاركة من دون توقف، مع نحو 1500 شخص عاملين في الإنتاج يؤمّنون توفير هذا المحتوى إلى حاملي حقوق البث البالغ عددهم 206. وفي أيام المباريات، يمكن للناقلين الاستفادة من تسع خدمات بث مختلفة من 32 كاميرا، تتضمن صوراً من أعلى الملعب وداخله وخارجه، إلى كاميرات على المشجعين ومقاعد البدلاء، أو «الكاميرا العقرب» (سبايدر كام) التي تنتقل فوق أرض الملعب. وقال فورتوي: «إن الابتكار الذي قد يشمل خدمة نقل بالتقنية الثلاثية الأبعاد لنهائي اليوم الأحد، يعد مفتاحاً لاستضافة الحدث، والمحافظة على «نضارته». وتابع: «البطولة مختبر على مستويات عدة».