أعلن حزب «العمال الكردستاني» التركي المعارض مقتل 15 جندياً تركياً خلال اشتباكات تدور منذ أيام في مناطق تابعة لولاية شرناخ قرب حدود العراق الشمالية، وأقر بمقتل وفقدان اثنين من عناصره، فيما دانت رئاسة إقليم كردستان استمرار العنف في المناطق الحدودية. وأكد الجناح المسلح للحزب في بيان ليل الأحد، أن «15 جندياً تركياً قتلوا وأصيب 18 في اشتباكات تدور منذ الخميس الماضي وما زالت مستمرة في مناطق تابعة لمنطقة قلابان في ولاية شرناخ التركية، كما قتل أحد عناصر الحزب، فيما فقد عنصر آخر». وسبق أن أعلن «الكردستاني» في بيانين منفصلين الجمعة والسبت الماضيين مقتل اثنين من الجنود الأتراك وتدمير ثمانية آليات تعود لمشروع سد «أليسو» قرب الحدود مع العراق في إطار مواصلته «استهداف المشاريع التي تلحق الضرر بكردستان وبوجود مقاتليه»، فضلاً عن «مقتل ثلاثة ضباط في الجيش التركي، وإصابة جنود آخرين، وتدمير عربتين عسكريتين في عملية منفصلة». هذا التصعيد آثار استنكار رئاسة إقليم كردستان، فأعلنت في بيان أن «آثار القتل والعنف تلك إنما تلحق ضرراً جسيماً بمساعي السلام، وهي محاولات عقيمة لا تخدم أي جهة، والواقع يحتم اتباع حل سلمي لهذه القضية، كما أكدنا في السابق. إن مثل هذه الممارسات لا تخدم شعب كردستان ولا العملية الديموقراطية في المنطقة». وأكد «الكردستاني» أن «الاشتباكات الدائرة منذ نحو أربعة أشهر أسفرت عن مقتل 121 تركياً»، مشيرا إلى أنه فقد نحو «79 من عناصره». وعلى رغم تصاعد وتيرة المواجهات بين الطرفين، فإن أكراد العراق مع أنقرة تشهد تحسناً ملحوظاً، فيما التوتر متصاعد في العلاقات التركية مع بغداد على خلفية قضية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وتكرست علاقة الأكراد مع أنقرة في زيارتين مهمتين لرئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، فضلاً عن اللقاءات المتكررة مع الديبلوماسيين الأتراك، وصولاً إلى عقد منظمة «ستيم» التركية اول من أمس مؤتمراً للطاقة في اربيل حضره وزير الطاقة التركي وممثل عن وزارة الخارجية، وأعلن في المؤتمر أن تركيا هي أكبر شريك مستثمر في الإقليم، وأعلنت اربيل أنها «تتوقع البدء في تصدير إنتاجها من النفط الخام عبر خط أنابيب جديد يصل إلى الحدود التركية لدى الانتهاء من مده في آب 2013 «، في تحدٍّ جديد لبغداد.