كشفت مشرفات تربويات، عن تدني استخدام التكنولوجيا في التدريس داخل المدارس الحكومية، مبينات أنه «يكاد ينعدم التعليم الإلكتروني فيها». وطالبن بتوفير «بيئة تساعد على سرعة التحول إليه»، مضيفات أن «البُنية التحتية، من أجهزةٍ، وتهيئةٍ للمعلمين، غير متوفرة بالصورة المطلوبة حالياً». وقالت مسؤولة التقنيات في وحدة تطوير المدارس في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية حنان العرفج، ل «الحياة»: «إن الهوَّة بين من يمتلكون المعرفة والقدرة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبين من لا يمتلكون مثل هذه المعرفة هو ما يُطلق عليه الفجوة الرقمية. ونلاحظها في شكل واضح في المجتمع المدرسي، خصوصاَ في مدارس المناهج المُطورة التي هي محل اهتمامنا». وأوضحت العرفج، أن «مدى اتساع هذه الفجوة في البيئة المدرسية، يُقاس بمؤشرات عدة، منها التقدم التكنولوجي، وعدد مستخدمي الإنترنت داخل المدرسة. أما مؤشر الإنجاز التكنولوجي، فيتم تحديده بعدد براءات الاختراع، والأبحاث العلمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات الناتجة من المدرسة. كما أن لمؤشر تفعيل الخدمات الإلكترونية أثراً مهماً، ويقاس بمعدل استهلاك الورق. وأما مؤشر الذكاء المعلوماتي، فيقاس بعدد الجماعات الافتراضية، وحلقات النقاش، والفصول الافتراضية والتدريب عن بُعد». وأكدت الحاجة لوجود «خطة متكاملة تعتمد على قدر كبير من الإبداع ودرجة عالية من الوعي، تدعمه القيادات التي يُناط إليها إدراج التنمية المعلوماتية ضمن قائمة أولوياتها»، مضيفة أنه «في طور التقويم الذاتي لمدارس التطوير، نرى أهمية توعية المجتمع المدرسي بكيفية توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العملية التعليمية، وأهميتها في التنمية المعلوماتية»، مستشهدة في ماليزيا، التي «أنجزت في زمن قياسي تحولاً كبيراً لناحية إدخال تقنية المعلومات، بعد أن كانت مجتمعاً ريفياً بسيطاً، محدود الموارد الطبيعية». بدورها، عزَت المشرفة التربوية نورة سعد (حاسب آلي)، مشكلة إدخال التقنية، وعدم الاعتماد عليها في شكل كلي، إلى «طبيعة المجتمع المدرسي، وضعف التعليم الإلكتروني، وغياب الثقافة العلمية التكنولوجية، على رغم توافر الإمكانات إلا أنها بسيطة، فلا زالت غرف مصادر التعليم تعاني من مشكلات عدة، والاعتماد الكلي على التعليم الإلكتروني، لا يزال في مراحله الأولى أيضاً، ولم نشهد نقلة للمرحلة الثانية التي تتطلب بدء التدريس الإلكتروني، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المعرفة التي نمتلكها، واعتبارها مصدراً ومرجعاً رئيساً في التعلم، لردم الفجوة الرقمية في شكل إيجابي، وبالتالي يبدأ بناء المجتمع على أساس اقتصاد معرفي، بدءاً من المدرسة، ومن المراحل التعليمية الأولى». وأشارت المتخصصة في برمجة المعلومات نهلة سلطان، إلى أن الفجوة الرقمية في المجتمع المدرسي نتيجة «عدم الالتزام في أساليب التدريس الحديثة، خصوصاً في مدارس التطوير التي تُعتبر مرحلة تمهيدية، للتعليم الإلكتروني المُخطَّط الوصول إليه في المستقبل».