المعجب: القيادة حريصة على تطوير البيئة التشريعية    إثراء تجارب رواد الأعمال    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار    القمة العالمية للبروبتك.. السعودية مركز الاستثمار والابتكار العقاري    فريق مصري يبدأ عمليات البحث في غزة.. 48 ساعة مهلة لحماس لإعادة جثث الرهائن    إنستغرام يطلق «سجل المشاهدة» لمقاطع ريلز    إسرائيل تحدد القوات غير المرغوب بها في غزة    تمهيداً لانطلاق المنافسات.. اليوم.. سحب قرعة بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ في الرياض    القيادة تهنئ رئيس النمسا ورئيسة إيرلندا    يامال يخطط لشراء قصر بيكيه وشاكيرا    الدروس الخصوصية.. مهنة بلا نظام    «التعليم»: لا تقليص للإدارات التعليمية    هيئة «الشورى» تحيل تقارير أداء جهات حكومية للمجلس    قيمة الدعابة في الإدارة    2000 زائر يومياً لمنتدى الأفلام السعودي    الصحن الذي تكثر عليه الملاعق    أثنى على جهود آل الشيخ.. المفتي: الملك وولي العهد يدعمان جهاز الإفتاء    تركي يدفع 240 دولاراً لإعالة قطتي طليقته    علماء يطورون علاجاً للصلع في 20 يوماً    المملكة تنجح في خفض اعتماد اقتصادها على إيرادات النفط إلى 68 %    تداول 168 مليون سهم    تطوير منظومة الاستثمارات في «كورنيش الخبر»    كلية الدكتور سليمان الحبيب للمعرفة توقع اتفاقيات تعاون مع جامعتىّ Rutgers و Michigan الأمريكيتين في مجال التمريض    منتجو البتروكيميائيات يبحثون بدائل المواد الخام    قرار وشيك لصياغة تشريعات وسياسات تدعم التوظيف    480 ألف مستفيد من التطوع الصحي في الشرقية    14.2% نموا في الصيد البحري    ريال مدريد يتغلب على برشلونة    المملكة.. عطاء ممتد ورسالة سلام عالمية    رصد سديم "الجبار" في سماء رفحاء بمنظر فلكي بديع    غوتيريش يرحب بالإعلان المشترك بين كمبوديا وتايلند    سلوت: لم أتوقع تدني مستوى ونتائج ليفربول    بيع شاهين فرخ ب(136) ألف ريال في الليلة ال14 لمزاد نادي الصقور السعودي 2025    صورة نادرة لقمر Starlink    8 حصص للفنون المسرحية    «مسك للفنون» الشريك الإبداعي في منتدى الأفلام    الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر    ملك البحرين يستقبل سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد    منتخب إيران يصل السعودية للمشاركة ببطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    المعجب يشكر القيادة لتشكيل مجلس النيابة العامة    أمير الرياض يستقبل مدير عام التعليم بالمنطقة    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنفيذ البرنامج التثقيفي لمنسوبي المساجد في المنطقة ومحافظاتها    مفتي عام المملكة ينوّه بدعم القيادة لجهاز الإفتاء ويُثني على جهود الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله    نائب أمير الشرقية يؤكد دور الكفاءات الوطنية في تطوير قطاع الصحة    العروبة والدرعية في أبرز مواجهات سادس جولات دوري يلو    إعلان الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025    أبرز 3 مسببات للحوادث المرورية في القصيم    الضمان الصحي يصنف مستشفى د. سليمان فقيه بجدة رائدا بنتيجة 110٪    إسرائيل تعتبر تدمير أنفاق غزة هدفاً استراتيجياً لتحقيق "النصر الكامل"    116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي    %90 من وكالات النكاح بلا ورق ولا حضور    ولي العهد يُعزي هاتفياً رئيس الوزراء الكويتي    النوم مرآة للصحة النفسية    اكتشاف يغير فهمنا للأحلام    "تخصصي جازان" ينجح في استئصال ورم سرطاني من عنق رحم ثلاثينية    نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الادعاء الدولي يطلب الاستماع إلى ميرزا والدفاع يطلب تعليق مذكرات التوقيف
نشر في الحياة يوم 12 - 11 - 2011

عقدت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان جلستها الأولى في مقرها في ضاحية لايشندام في لاهاي أمس، واستمعت في جلسات علنية وسرية، إلى حجج مكتبي المدعي العام والدفاع في شأن إجراءات المحاكمة الغيابية في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري. وأعلن ممثل مكتب المدعي العام في مداخلته أن ما بذلته السلطات اللبنانية من جهود لتحديد مكان وجود المتهمين الأربعة وتوقيفهم «مفيد لكن غير كاف»، معتبراً أن «هناك خطوات إضافية واضحة ومعقولة وتتخطى مجرد الذهاب إلى العناوين المعروفة للمتهمين». ودعا المحكمة إلى عقد جلسة للاستماع إلى السلطات اللبنانية (ممثلة بالمدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا) حول ما تقوم به لتوقيف المتهمين وما تواجهه من صعوبات، وذلك «قبل اتخاذ قرار من الغرفة يمكن الاعتراض عليه». ورد على سؤال عن قول ميرزا في تقرير في إطار البحث عن المتهمين، أن «الوضع في لبنان دقيق وحساس»، معتبراً أن ذلك قد يكون يعني «عدم قدرة ميرزا على التحدث إلى قيادة منظمة معينة وسؤالها عن مكانهم، خصوصاً أنها أعلنت أنها ستشن حرباً لحمايتهم وتقطع اليد التي ستمتد إليهم». كما طالب غرفة الدرجة الأولى بتأجيل البت في إجراءات المحاكمة الغيابية مدة ثلاثة أشهر. ولفت إلى أن «فريق التحقيق استخدم عناوين عدة للمتهمين الأربعة منذ عام 2005، كما كنا على علم بعدد من العناوين الأخرى العائدة لهم قبل تلك الفترة وبعدها، وهذا يدل على وجود عناوين أخرى لهم لسنا على علم بها».
وفي المقابل، طلب مكتب الدفاع على رأسه القاضي فرنسوا رو، بتعليق مذكرات التوقيف بحق المتهمين، سائلاً عما إذا جرى تبليغهم وجاهياً بالتهم المنسوبة إليهم. وسأل عن عدالة المحاكمة الغيابية. ورأى الدفاع أن «جريمة الإرهاب ليس أخطر من جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية». ونفى وجود خلافات بين محامي المكتب اللبنانيين والأجانب، معلناً أن «لا علاقة لنا ولا اتصال مع المتهمين».
وكان رئيس الغرفة مورغن لاندال افتتح الجلسة الأولى. ثم تحدث ممثل مكتب المدعي العام وأشار إلى نوعين من المستندات، الأول يتعلق بالإجراءات التحقيقية والثاني يحتوي أموراً عمومية، داعياً إلى عدم فتح المستندات التي تتضمن التحقيقات في جلسة علنية، «لأنه إذا أصبحت علنية ستصبح معلومة لجميع الناس ولا تعود فاعلة، وبما أننا نتحدث عن التقارير الثلاثة الصادرة عن المدعي العام التمييزي في لبنان خلال اشهر آب (اغسطس) وايلول (سبتمبر) وتشرين الاول (اكتوبر) حول الخطوات التي اتخذتها السلطات اللبنانية للبحث عن المتهمين، وعن الطلب المرسل من مكتب المدعي العام الى النائب العام التمييزي اضافة الى رد النائب العام التمييزي وعدد من المذكرات التي اعتبرت سرية ونفضل أن تبقى سرية، وفي حال أردتم أن يصبح الرد علنياً فسنواجه صعوبة، لأنه على رغم ان الرد يتضمن مسائل عامة، هناك أيضاً الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية للبحث عن المتهمين، اضافة الى اعمال اخرى ادعوكم الى قراءتها في الصفحة 104 الفقرة الثالثة، وستلاحظون اشارة الى نشاطات لا شك في ان المتهمين سيرحبون بمعرفتها»، واعتبر أن «مدعي عام التمييز يتوقع أن تبقى المستندات سرية والسلطات اللبنانية ليست موجودة حالياً لإبداء رأيها، ونحن نتردد بالتحدث نيابة عن النائب العام اللبناني».
ورد رئيس الغرفة داعياً ممثل مكتب المدعي العام الى تحديد الجزء الذي سيبقى سرياً من هذه المستندات، و «إذا أردتم الحفاظ على سرية بعض المستندات سننتقل الى جلسة مغلقة».
فرد ممثل الادعاء: «لا يمكن التحدث عن الجزء الأول من المستندات بشكل علني، أما الجزء الثاني حول طلب المساعدة فعلى رغم انه عام يندرج ضمن المستندات السرية لا سيما الفقرة الثالثة».
السلطات اللبنانية تفترض سرية المستندات
ورداً على سؤال لقاضي من الغرفة عن رأي النائب العام التمييزي في لبنان في رفع السرية عن المستند، أجاب ممثل المدعي العام: «لم يحصل نقاش حول الموضوع وهناك افتراض من السلطات اللبنانية ان تبقى المستندات سرية، لكن اذا ارتأيتم يمكن التناقش معها لنعرف التوجه الذي نتخذه». ولفت الى أن «من المرجح ان نصل الى مرحلة سيكون مفيداً لكم ان تتطرقوا الى تفاصيل المستندات السرية، والانتقال بالتالي الى جلسة مغلقة».
ثم تحدث رئيس مكتب الدفاع، معتبراً أنه كان يجب ان تؤخذ ملاحظات الدفاع حول موضوع سرية الجلسة قبل اتخاذ القرار، معتبراً أنه لا يوجد ما يبرر الابقاء على سرية التقارير التي رفعها ميرزا عن الاجراءات، وقال: «هل اتصل مكتب المدعي العام بالمدعي العام التمييزي في لبنان لمعرفة رأيه بهذه المسألة؟ أنا لست راضياً عن هذا الموضوع وكان على مكتب المدعي العام التباحث مع ميرزا حوله، لأنه يعرف قواعد الاجراءات ولو أراد ان يبقي على سرية هذا التقرير لطلب ذلك. لذلك نطلب رفع السرية عن التقرير ومناقشته علناً».
وعند العاشرة علقت الجلسة حداداً على الرئيس السابق للمحكمة القاضي انطونيو كاسيزي، اعلن بعدها رئيس الغرفة رفضه رفع طلب مكتب الدفاع رفع السرية عن التقرير. ثم طلب ممثل مكتب المدعي العام من غرفة الدرجة الاولى تأجيل الاجراءات لسببين الاول هو انتظار معرفة ما يحصل مع السلطات اللبنانية في اطار جهودها للبحث عن المتهمين، والثاني هو السماح بالحصول على وقت اطول في ما خص الاجراءات الخاصة بالتحقيق «والتي سأذكرها في الوقت المناسب». ولفت الى أن اجراءات المحاكمة غيابياً هي آخر الحلول وليس اولها، وتحدث عن «الظروف الصعبة في لبنان»، وقال: «لو كان هناك صعوبات اوصلتنا الى آخر هذه الحلول علينا أن نثبت هذه الصعوبات لتعرفوا لماذا وصلنا الى مرحلة آخر الحلول ولماذا ليس هناك امكانية لاتخاذ خطوات لايجاد المتهمين الاربعة وتوقيفهم، وليس لنا أن نتحدث نيابة عن السلطات اللبنانية، لكننا نعتبر أن هناك خطوات اضافية معقولة اخرى يمكن اتخاذها مبدئياً وهي مذكورة في مستند اصدر في 7 تشرين الاول ومضمونه غير معلن. ويمكن بذل المزيد من الجهود قبل أن نبدأ بهذه العملية التي ستكلفنا ملايين الدولارات للبدء في اجراءات المحاكمة في غياب المتهمين، وقد يكون هناك غياب للنتيجة بسبب غياب المتهمين، ولو تم توقيفهم سيحق لهم وفقاً لقواعد الاجراء والاثبات الشروع في محاكمة جديدة». وأكد ان مساعدة المدعي العام اللبناني كانت ثابتة ومستمرة. واشار الى اقتراح موجود في المستندات «يظهر ان هناك صعوبات فريدة من نوعها في لبنان تتعلق بايجاد المتهمين وتوقيفهم وفي حال استمع القضاة الى الادلة من السلطات اللبنانية هناك امكانية لعدم اتخاذ خطوات تحقيقية اضافية في الظروف الفريدة من نوعها في لبنان لكن هذا بحاجة الى ادلة لاثباته».
واشار الى أن ميرزا «قدم تقارير لاجراءات التحقيق في ايلول وتشرين الاول وتشرين الثاني (نوفمبر) وهناك مستند متعلق بمذكرة طلب مساعدة لاجراء تحقيقات اضافية في 7 تشرين الاول، وجاء الرد عليه في 25 تشرين الاول، هذه هي المواد الاساسية التي ستسمح لكم بمعرفة ما اذا كان هناك امكانية لاتخاذ خطوات معقولة اضافية ام لا». ولفت الى أن «السلطات اللبنانية عملت على تنفيذ مذكرات التوقيف من دون تأخير وبالعناية الواجبة لكن هذا لم يعن ايجاد المتهمين وتوقيفهم». وتطرق الى قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني الذي يفرض على المتهم المثول امام المحكمة ووضع المذكرة على باب العنوان الاخير المعروف للمتهمين. وقال: «يمكن القيام بالاجراء نفسه على باب عنوان العمل المعروف للمتهم، لكن هذا لا يعني تنفيذ ما هو مطلوب، لكن نفهم من ذلك أن هناك بعض الغموض في موضوع تبليغ الاجراء ولا بد من ايجادهم لتبليغهم بقرار الاتهام».
وقال ان «هناك بعض الارتباك في الرد (ميرزا). احالة القضية الى المحكمة لا يعني ان السلطة اللبنانية ليس لديها السلطة للتحقيق في مكان المتهمين وتوقيفهم، والمشكلة ان الاشخاص الذين سيحققون في مكان وجود المتهمين سيكونون من مكتب المدعي العام وهيئة التحقيق وعددهم قليل مقابل القوى الامنية في لبنان لذلك يصعب على النائب العام القيام بهذا الامر». وأكد أن هناك صعوبات خاصة في لبنان تمنع السلطات من ايجاد المتهمين. واشار الى انه بناء على تقارير ميرزا، فإن السلطات اللبنانية «تذهب الى العنوان الاخير للمتهمين لتبليغهم وتطرح الاسئلة في محيط العنوان، لكن يمكن القيام بأكثر من ذلك، لأن اي مطلوب لمحكمة دولية لن يذهب الى العنوان الاخير له». وتحدث عن ضرورة وضع وقت اطول للتحقيقات في ايجاد المتهمين «الذين يتمتعون بتراتبيات مختلفة ضمن المجموعة التي نعتقد انها ارتكبت الجريمة، او للوصول الى مكان احد هؤلاء المتهمين ممن يتمتعون بالمراتب الدنيا».
ثم رفع رئيس الغرفة الجلسة الى اخرى سرية غادر خلالها رئيس وحدة المتضررين الذي كان حاضراً الجلسة السابقة. واعرب رو عن قلقه من اشارة ممثل المدعي العام الى وئائق سرية.
استئناف الجلسات العلنية
وبعد نحو نصف ساعة استؤنفت الجلسات العلنية، وطلب الرئيس من ممثل مكتب المدعي العام تفاصيل عن طلب الاستماع الى السلطات اللبنانية، فرد ممثل المدعي العام: «في ما يتعلق بالرد الوارد من النائب العام التمييزي اللبناني الذي يتحدث عن وضع سياسي دقيق في لبنان ويتحدث عن صعوبة العمل في هذه الظروف، فإن الامر لا يعود الى المدعي العام لتفسير كلام المدعي التمييزي وقد يكون من المفيد الغوص في تفاصيل ما يقصد بهذا التصريح من قبل ممثل عن ميرزا». وقال: «قد تودون سؤال ميرزا عن هذه العبارة وما اذا كان يقصد عدم امكانية التحدث مع قيادة منظمة حول مكان تواجد هؤلاء الاشخاص، بعدما اعربت هذه المنظمة عن رأي واضح بأن المتهمين ستتم حمايتهم وان حرباً ستشن ضد اي شخص يحاول توقيفهم وأنها ستقطع يد الاشخاص الذين سيوقفونهم، قد تودون الغوص في تعبير ميرزا في اطار ظروف معروفة نشرتها الصحف». وقال: «في حال قدم المدعي العام رأياً حول الوقائع على الأرض واصدرتم قراراً فهناك احتمال الاعتراض من قبل السلطات اللبنانية وتقول انه لم نعط الفرصة للحديث عن مقصدنا عن الوضع السياسي والدقيق في لبنان، كما ليس باستطاعتنا الكلام حول ان كان هناك اشخاص لا يمكن المس بهم، وبالتالي يجب الاستماع الى السلطات اللبنانية قبل اتخاذ قرار حول المقصود بهذا الكلام».
وأضاف: «في ما يتعلق بالقانون الواجب التطبيق والذي يرعى نشاطات النائب العام، ان النائب العام التمييزي يعمل بموجب توصيات المدعي العام التي تحدد مكان هؤلاء الاشخاص لتوقيفهم ومن الطبيعي ان يعود في هذه الحال الى قانون اصول المحكمات اللبناني». ولفت الى أن الظروف القضائية في لبنان «مشابهة لما نعيشه هنا»، ودعا الى التحقيق مع مجلة «تايم» عن المقابلة مع احد المتهمين. واشار الى ان المدعي العام يرى ان الخطوات المعقولة لم يجر استنفادها كلها لايجاد المتهمين. واكد ان هناك تواصلاً «تاماً ومستمراً» مع السلطات اللبنانية.
ثم تحدث رو مؤكداً أنها المرة الاولى التي يتم الحديث فيها عن محاكمة غيابية منذ ايام محكمة نورنبرغ، واعرب عن قلقه «بعد الاستماع الى مكتب المدعي العام الذي برر طلبه المهلة بأنه لا يريد كسب الوقت، واعلن انه مستعد للبدء بالإجراءات، واذا نظرنا الى المهلة الزمنية التي طلبها والى حقوق المتهمين تظنون ان مكتب الدفاع سيوافق، لكن نشعر ببعض المفاجاة بعدما شرح لنا مكتب المدعي العام موضوع عناوين المتهمين منذ عام 2005 حتى الآن». ثم تحدثت علياء عون من مكتب الدفاع عن الاجراءات الخاصة بالمحاكمات الغيابية. وقالت: «لا يمكن ان نعتبر ان هناك امكانية للعودة الى قانون اصول المحاكمة اللبنانية لنبرر الشروع في المحاكمات الغيابية».
ورداً على سؤال، أكد رو ان مكتبه عين محامين عن مصالح المتهمين وليس عن المتهمين، موضحاً أن «قواعد الاجراء والاثبات لا تنص على تعيين محامين عن المتهمين».
ثم رفعت الجلسة ساعة واحدة للغداء، وبعدها تحدث رو وسأل عما اذا كانت المحكمة استنفدت كل التدابير المقبولة للسماح للمتهمين بتبلغ التهم الموجهة اليهم ليتمكنوا من المثول احراراً امام المحكمة. واشار الى أن المادة 106 الخاصة بالمحاكمة الغيابية تنص على نية المتهم الهروب من المحاكمة، داعياً اعضاء الغرفة الى اظهار ما اذا كان لدى هؤلاء المتهمين هذه النية قبل ان يقدموا على اجراء المحاكمة الغيابية.
واعتبر ان «قاضي الاجراءات التمهيدية اصدر مذكرات التوقيف بحق المتهمين بطريقة ارتجالية، وذلك لدرء خطر الهروب او التهرب وطلب من السلطات اللبنانية ملاحقتهم واحتجازهم. لكن هل تبلغ المتهمون بشكل شخصي قرار الاتهام الموجه اليهم؟». واشار الى ان قانون المحكمة «مبتكر ويسمح للمتهمين بالمثول احراراً»، وانه يمكن للمتهم المشاركة في المحاكمة بشكل وجاهي او عبر المؤتمرات المتلفزة بينما هو موجود في بلده».
تعليق مذكرات التوقيف
وقال: «المتهمون يعتبرون ان الحل الوحيد امامهم هو الاختباء وعدم تسليم انفسهم لأن ذلك سيقودهم الى السجن. من اختصاص غرفة الدرجة الاولى في اطار البدء في اجراءات البدء بالمحاكمة او عدمه حل الصعوبات التي تتعلق بتبليغ مذكرات التوقيف قبل ذلك». وطالب الغرفة ب «البدء بكل اجراء يسمح بتعليق مذكرات التوقيف ضد المتهمين الاربعة بما يسمح باتخاذ كل التدابير المعقولة من اجل تبليغ المتهمين بالتهم الموجهة اليهم، ويمكن اعتبار المذكرات هذه مسيئة لحقهم الاساسي المنصوص عليه في النظام الاساسي للمحكمة والمادة 14 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الخاصة بالمثول امام المحكمة. ووفقاً لقواعد الاجراء يمكنهم القيام بذلك احراراً. ويمكن عندها للغرفة ان تقرر ان تم اتخاذ كل التدابير المعقولة من اجل ضمان مثول المتهمين امام المحكمة وابلاغهم بالتهم التي صدق عليها قاضي الاجراءات التمهيدية».
وأكد رو أن «الجرائم التي ارتكبت في دارفود او كينيا ليست اقل شاناً من الجرائم التي ستحاكم امام هذا المحكمة».
وسئل رو عما اذا توجد قضية تتضمن اغتيالاً سياسياً لم يتم اصدار مذكرات توقيف فيها، وقال: «لست ادري ان كنت اتمتع بالقدرات الكافية لأجيب عن هذا السؤال، لست على علم بوجود قضايا مماثلة».
ثم تحدث ممثل مكتب المدعي العام، وعلق على اقتراح «السماح للمتهمين بالمثول امام المحكمة عبر نظام المؤتمرات المتلفزة عوضاً عن توقيفهم، اعتقد أن هذه من الخطوات الاضافية الممكن النظر فيها، اذا نظرنا في هذه الإمكانية اعتقد أن هذه الطريق للمضي قدماً، وباستطاعة مكتب الدفاع تقديم طلب لغرفة الاستئناف لعكس قرار قاضي الاجراءات التمهيدية الذي اصدر فيه مذكرات التوقيف. وبالامكان تعليق مذكرات التوقيف وسحبها بناء على قرار صادر عن غرفة الاستئناف. اعتقد ان هذه الاجراء سيشكل اجراء مستقلاً قد يستغرق بعض الوقت، اذا اعتبرنا ذلك خطوة معقولة هذه خطوة يمكن النظر فيها لنتأكد من انه تم استنفاد كل الخطوات الممكنة». وأضاف: «انتم مدعوون للنظر في هذه المسألة، والمحاكمة الغيابية يجب ان تكون الملاذ الاخير ولم نصل الى هذه المرحلة بعد. اقترح تأجيل الجلسة للسماح للسلطات اللبنانية بان تمثل امام هذه المحكمة وان نعطي الفرصة 3 أشهر للسماح بقيام باجراءات تحقيقية اضافية».
ورد رو قائلاً: «لم نرد على ما ورد عن مكتب المدعي العام لاعتبارنا ان الموضوع خارج الاطار الايجابي. نحن همنا الاساسي أن تكون الحقوق التي تضمنتها قواعد الاجراء والاثبات تم احترامها، واحترام كل المهل المتاحة من خلال هذه القواعد للمتهم، وان يتمتع بها. لا بد من التذكير بان مكتب بلمار اصدر 10 مذكرات طلب مساعدة لميرزا، هل هذا ما نريده؟».
ورد رئيس الغرفة قائلاً: «يجب أولاً ان تبدأوا بترتيب اوضاع مكتبكم. الغرفة لا تنوي رفع طلب الى غرفة الاستئناف، ثم ان مكتب المدعي العام سيرفع مذكرة مساعدة الى ميرزا يطلب فيها عدداً من الامور ليستجيب لها، هل هذا هو ما قلتموه؟».
وقال ممثل مكتب المدعي العام: «في العاشر من تشرين الثاني اعدينا مذكرة بناء على الجواب الذي وردنا من ميرزا رداً على المذكرة التي كنا ارسلناها له، وما فعلناه هو اننا فصلنا البنود التي وردت في مذكرتنا في 7 تشرين الاول الى عشر مذكرات جديدة، بمعنى اننا وضعنا مذكرة لكل بند من البنود الواردة في المذكرة».
وسئل رو عن الاساس القانوني الذي يتيح للمحكمة ان تعلق مذكرات التوقيف او تسحبها، فأجاب: «هناك خرق واضح للحقوق التي نص عليها العهد واعتقد ان بامكانكم تصويب الخطأ البادر عن المحكمة بناء على المادة 14 في العهد الدولي واحترام كل حقوق المتهمين، طالما ان هؤلاء لم تتح لهم كل الظروف الممكنة ليمارسوا حقوقهم كاملة لا يمكن اطلاقاً اصدار مذكرات توقيف بحقهم».
ثم تلا ممثل وحدة المتضررين المشاركين كلمة دعا فيها الى ايلاء المتضررين كل الاهتمام في اي من الملفات التي ستهتم بها. ثم رفع رئيس الغرفة الجلسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.