اختتمت فجر أمس الاحتفالات الايطالية بتتويج منتخب بلادها بطلاً لپ"مونديال"المانيا بعد دقائق معدودة على رحيل ابطال العالم الپ23 عن ساحة"سيركو ماسيمو"في العاصمة روما. وتجمع نحو مليون ايطالي في وسط العاصمة للاحتفال بلقب"الازوري"الرابع، حيث رفع قائد المنتخب فابيو كانافارو الكأس الغالية على متن حافلة كبيرة حملته وزملاءه الپ22، إضافة الى المدرب الفذ مارتشيلو ليبي في شوارع العاصمة التاريخية، وسط الهتافات والاغاني والنشيد الوطني الذي افتتحت به الاحتفالات. وكان"الآزوري"زار مقر رئاسة مجلس الوزراء، حيث استقبله رئيسه رومان برودي، الذي رفع الكأس بدوره احتفالاً بإنجاز بلاده، ثم توجه الى اللاعبين الپ23 قائلاً"شكراً لتذكيركم الجيل الشاب ان الانجازات تتحقق بالتعب والعرق والالتزام"، مضيفاً:"غراتسي شكراً، جميع الايطاليين يحبونكم". وتلقى لاعبو المنتخب ميداليات تقديرية من برودي، الذي يأمل وحكومته، بأن يحمل انجاز كرة القدم بعض الانتعاش الاقتصادي للبلاد التي تسلم رئاسة حكومتها أخيراً خلفاً لرئيس ميلان سيلفيو برلوسكوني، الذي فشل في الانتخابات التشريعية. ووصل اعضاء"الآزوري"الى مقر مجلس الوزراء متأخرين نحو 90 دقيقة، بعدما وجدت حافلتهم صعوبة في اختراق الحشود الهائلة، التي أرادت ان تلقي"نظرة تاريخية"على اللاعبين، الذين اعادوا للكرة الايطالية شأنها وفخرها، وسط عاصفة الفضائح والتلاعب بالنتائج التي تضرب الدوري المحلي. وكان المطار العسكري، خارج روما، اول موطئ قدم لاعضاء المنتخب في بلادهم، قبل ساعتين من توجههم الى وسط العاصمة التاريخية، إذ رافقت الطائرات الاستعراضية الخاصة بالسلاح الجوي وصول المنتخب، عبر رسمها الالوان الابيض والاخضر والاحمر العلم الايطالي في اجواء روما. وكان مركز الاحتفال الاساسي في ساحة"سيركو ماكسيمو"بين مليون ايطالي حمل بعضهم عربة لدفن الموتى تحمل نعشاً ملفوفاً بالعلم الفرنسي. واحتفل لاعبو واعضاء المنتخب مع مواطنيهم نحو الساعة، إذ رددوا النشيد الوطني والاغاني، ووسط هدير وصيحات المشجعين الذين أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم، بعد رحيل حافلة المنتخب عن الساحة نحو منتصف ليل امس. ومن المتوقع ان يكرم الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو اعضاء المنتخب بمنحهم وسام الاستحقاق اعترافاً بانجازهم الكبير. وكانت الصحف المحلية الصادرة أول من أمس الاثنين هللت لفوز"الآزوري"على"ديوك"فرنسا بركلات الترجيح 5-3، بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1. وتنوعت عناوين الصحف من"العالم ملكنا"الى"نحن الابطال"و"البلد في حال هذيان"في محاولة لوصف حال ايطاليا بعد انجاز المنتخب الوطني، الذي انفرد بالمركز الثاني، من حيث عدد الالقاب 4 خلف البرازيل، صاحبة الرقم القياسي بخمسة ألقاب. وكتبت"لا ريبوبليكا"،"العالم ملكنا"، ملخصة وضع الايطاليين حتى ركلة الترجيح الأخيرة، التي سجلها فابيو غروسو:"المشاعر والتوتر ثم الفرح". وبدورها كتبت"كورييري ديللا سيرا":"9 تموز يوليو 2006 سيبقى بعد 25 عاماً في مجلد ذكريات الحياة كيوم الفرح البريء"، مضيفة:"نحن الابطال لأننا ايطاليون"، معتبرة ان جواز السفر الذي يحمل الالوان الاخضر والابيض والاحمر العلم الايطالي سينال تأشيرة الاعجاب الكبير في انحاء الكرة الارضية". وعنونت"لا ستامبا"، تحت صورة كبيرة لايادي لاعبي المنتخب الذين حملوا الكأس الذهبية:"نحن ابطال العالم"، مضيفة:"انه الشهر الاكثر جنوناً في تاريخ الكرة الايطالية"، في اشارة الى الانجاز الذي تحقق امس والفضائح التي تعصف بالكرة المحلية والتي تهدد بانزال أربعة اندية كبيرة الى مصاف الدرجة الثانية وحتى الثالثة. واعتبرت"ايل ميساجيرو"ان ايطاليا هي"قلب المونديال"، متوجهة الى لاعبي"الآزوري":"أنتم العظماء". وأثبت الايطاليون، باحرازهم لقب"مونديال"ألمانيا، ان كرة القدم في بلادهم لا تزال على قيد الحياة، على رغم الازمة التي تمر بها اكبر الاندية المحلية على رأسها يوفنتوس، بطل الدوري، الذي يواجه خطراً حقيقياً بانزاله الى الدرجة الثالثة، كما هي حال ميلان وصيفه ولاتسيو وفيورنتينا. وقد يجد 13 لاعباً في"الآزوري"أنفسهم في مصاف أندية الدرجة الثانية، وحتى الثالثة في الايام القليلة المقبلة، اذ من المتوقع ان يتم اعلان الحكم الابتدائي للمحكمة الرياضية، التي تنظر في قضية التلاعب بالنتائج خلال الاسبوع الجاري، وفي حال استئناف قرار المحكمة سيتم البت في القرار النهائي قبل 20 تموزيوليو الجاري. وفي ما يلي نجوم المنتخب الايطالي بطل العالم المهددون باللعب الموسم المقبل في الدرجة الثانية او الثالثة: حارسا المرمى جانلويجي بوفون يوفنتوس وانجيلو بيروتزي لاتسيو، والمدافعون جانلوكا زامبروتا وفابيو كانافارو يوفنتوس واليساندرو نستا ميلان وماسيمو اودو لاتسيو، ولاعبو الوسط ماورو كامورانيزي يوفنتوس وجينارو غاتوزو واندريا بيرلو ميلان، والمهاجمون اليساندرو دل بييرو يوفنتوس والبرتو جيلاردينو وفيليبو اينزاغي ميلان ولوكا طوني فيورنتينا.