انتشرت تحذيرات الخبراء قبل الحرب على العراق من اصابة جنود التحالف من "اعراض حرب الخليج". وفيما رفض عدد كبير من الجنود البريطانيين اساليب التعقيم، ظهرت اول حالتي اصابة بهذه الاعراض بانتحار جنديين بريطانيين. وأظهرت التقارير الطبية ان اعراضاً واضحة بسبب حرب الخليج برزت على الجنديين قبل انتحارهما، على رغم حقنهما بجرعات التعقيم المضادة قبل الحرب الاخيرة. واقبل الجندي المهندس ايدي هوسدل 21 سنة على الانتحار قفزاً من جسر في مدينته هل شمال شرقي انكلترا، فيما قتل الجندي اندي وارن 26 سنة شنقاً في قاعدته في المانيا. علماً انه خضع للتلقيح خمس مرات في يوم واحد ضد الغازات السامة والاسلحة الكيماوية والبيولوجية وتحديداً ضد الانثراكس، الامر الذي يناقض تحذيرات وزير الدفاع جيف هون الذي حض الجنود على الاقبال على التطعيم ولكن ليس اكثر من مرة في اليوم الواحد. والانتحاران هما اول حالتين مرتبطتين بأعراض حرب الخليج الاخيرة، علماً ان 200 جندي بريطاني أزهقوا ارواحهم منذ 1991 متأثرين بأعراض حرب الخليج الثانية، وهي حوادث تنفي الحكومة البريطانية ان يكون لها اي علاقة بالحرب. ويقول رئيس لجنة المحاربين القدامى وعائلات الجنود شارلي بلمبريدج: "انها صدمة ومأساة ان نشاهد جنوداً في مقتبل العمر يقتلون انفسهم. فعلى مدار 12 عاماً ونحن نحذر وزارة الدفاع من هذه المآسي التي حدثت والتي ستستمر ما دام المسؤولون يرفضون تصديقها. وللأسف فإن هاتين الحالتين الانتحارين تؤكدان صدق ما نقوله". ويرجع الخبراء اصابة الجنود بهذا المرض الى اختلاط التلاقيح والحبوب المسكّنة والتعرض لأشعة اليورانيوم المنضب التي يملكها الجيش. وكان المهندس الجندي هوسدل عاد من مهمته مع الفرقة 39 من العراق في نهاية نيسان ابريل الماضي، وبعد ايام بدأ سلوكه يميل الى الغرابة والشذوذ، فهو لم يسجل بحقه اي مشكلة في السابق، ولكن الشرطة المحلية قبضت عليه للاشتباه في اطلاقه نيراناً من سلاح وهو يقود سيارته، قبل ان يخلى سبيله بضمانة مالية. وبعد ايام ارسل رسالة الكترونية عن طريق هاتفه الخليوي الى صديق يخبره انه سيزهق روحه، قبل ان يقفز من فوق جسر ويلقى حتفه. اما وارن، فقبل ان يشنق نفسه، كان غير قادر على السفر او التنقل وظل طريح الفراش لأسابيع يعاني من أرق ومشاكل نفسية وتقلب في المزاج. ورفض ناطق باسم وزراة الدفاع الاعتراف بأن الحالتين لهما علاقة بالحرب الاخيرة، ولكنه اكد ان هناك جنوداً يعانون من امراض عدة ولكن ليس بينها أي أعراض للحرب.