أقرّ مسؤولون وزارة الدفاع الاميركية بأن دبابات "ابرامز ام 1" والطائرات الهجومية "اي-10" الاميركية ستستخدم مجدداً ذخائر تحوي اليورانيوم المنضب في حال وقعت الحرب في العراق لأنها الأكثر فاعلية في اختراق مصفحات العدو. في غضون ذلك، طلب السناتور جون روكفلر من وست فرجينيا عضو لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الاميركي من مدير مكتب التحقيقات الاتحادي ا ف بي آي روبرت مولر اجراء تحقيق بشأن الوثائق المزورة التي استخدمتها الولاياتالمتحدة كدليل للامم المتحدة على الجهود العراقية للحصول على اليورانيوم من النيجر. وصرح مسؤول في "اف بي آي" بأن المكتب قد يبدأ نوعاً من التحقيق المبدئي. وقال روكفلر في رسالته ان "هذه الوثائق قدمت الى اللجنة الدولية للطاقة الذرية كدليل على الجهود العراقية لشراء اليورانيوم من النيجر"، لكن محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف في السابع من آذار مارس الأمر معلناً ان هذه الوثائق "مزورة". وتوقع المسؤولون في البنتاغون انتقادات جديدة لاستخدام ذخائر اليورانيوم المنضّب لكنهم رفضوا اتهامات عراقية افادت بأن استخدام هذه المادة المثيرة للجدل خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 ادى الى ارتفاع كبير في حالات سرطان الدم لوكيميا وامراض سرطانية اخرى لدى الاطفال في جنوبالعراق. وقال الكولونيل جيمس نووتن خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون ان "العراقيين يتحدثون عن اشياء رهيبة حصلت في المرة الاخيرة. في الحقيقة لا يريدوننا ان نستخدم اليورانيوم المنضب لان ذلك اعطانا تقدماً هائلاً على مصفحاتهم في حين ان مصفحاتنا قاومت نيرانهم". وتوضع هذه المادة الصلبة جداً على فوهة المدافع من عيار 120 ملم او رصاصات من عيار 30 ملم ونسبة الاشعاعات فيها اقل بمعدل 40 في المئة من اليورانيوم، وهي تخترق بشكل افضل من مواد اخرى مثل "توغستن". واستخدم الجيش الاميركي وسلاح الجو الاميركي نحو 320 طناً من هذه الذخائر قبل 12 عاماً. ويؤكد البنتاغون عدم وجود "اي ادلة طبية على ان اليورانيوم الطبيعي او المنضب يتسبب بامراض سرطانية ولا سيما اللوكيميا". لكن سلسلة من الاصابات باللوكيميا في صفوف الجنود الدوليين الايطاليين بعد استخدام هذا النوع من الذخائر في كوسوفو العام 1999 اثار القلق. ويفيد مقاتلون قدامى في حرب الخليج ان استخدام هذه الذخائر قد يكون احد اسباب "اعراض حرب الخليج". ويعاني الاف من هؤلاء من بريطانيين واميركيين وكنديين وفرنسيين خصوصاً، من فقدان في الوزن وتراجع في الذاكرة ومن التعب المتواصل وصعوبات في التركيز فضلا عن الاكتئاب.