تواجه وزارة الدفاع البريطانية ثورة عارمة من الجنود الذين يستعدون لخوض حرب محتملة على العراق بسبب رفضهم التلقيح ضد جرثومة الانثراكس واوبئة اخرى خوفاً من اصابتهم بأعراض "حرب الخليج". وجاء هذا الرفض بعدما عرض مسؤولو وزارة الدفاع على الجنود التوقيع على وثائق ترفع مسؤولية الحكومة من اي اعراض مرضية قد تنجم نتيجة اللقاحات المضادة للجراثيم والاوبئة، على غرار ما حصل اثناء حرب الخليج الثانية العام 1991، حيث توفي 500 جندي فيما يعاني نحو 5 آلاف جندي من امراض اصبحت تعرف باسم "اعراض حرب الخليج" بعد تلقيحهم ضد الانثراكس وأمراض قاتلة اخرى مثل الكوليرا والجدري والكزاز والتيفوئيد. وفيما تدرس وزارة الدفاع جعل التلقيح اجبارياً، اقترح مسؤول كبير في وزارة الدفاع ان يخطو وزير الدفاع جف هون على خطى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي لُقح ضد الجدري بعدما ظهر تلفزيونياً يدعو جنوده الى تقبل اللقاح مؤكداً لهم ان ليست له تأثيرات جانبية او اعراض مزمنة. ومن اشد المعارضين للقاح جنود الفرقة المسلحة الاولى الموجودة في المانيا البالغ عددها حوالى 2000 جندي والتي تشكل السند الرئيسي لأي قوات برية بريطانية، اضافة الى 100 من جنود البحرية في الفرقة العسكرية الرقم 42 وعدد من الملاحين وجنود البحرية العاملين على سفينتي "شاثام" و"مارلبره" اللتين تقومان ضمن "عملية ارميلا" باعتراض البواخر والسفن المخالفة لقانون الحظر المفروض على العراق.