ما ان يأتي الطفل الى هذه الحياة حتى تبدأ "معركة" الاهتمامات به. ولعل أهم هذه الاهتمامات اعطاء اللقاحات لأنها الوسيلة الأساسية والرئيسية لحماية الطفل من أمراض الطفولة. ان حقن الطفل باللقاحات يسمح لجسمه بتصنيع أجسام مضادة هدفها الوقوف بالمرصاد للجراثيم والفيروسات التي تحاول تحقيق نواياها الشريرة، فهي قد تسبب أمراضاً خطيرة تقود الى حافة الهاوية. واللقاحات ما هي إلا عبارة عن أشكال مضعفة أو ميتة من الميكروبات والتي لا تشكل خطراً على صاحبها لأن الجسم يستطيع الرد عليها بتشكيل أجسام مضادة تبقى العين الساهرة لدحر أي عدوان ميكروبي قد يحدث في المستقبل. ومن اللقاحات التي تعطى للطفل: - اللقاح ضد الحصبة. - اللقاح ضد النكاف أبو كعيب. - اللقاح ضد الحصبة الألمانية. - اللقاح ضد الدفتيريا. - اللقاح ضد السعال الديكي. - اللقاح ضد الكزاز. - اللقاح ضد التهاب الكبد. - اللقاح ضد شلل الأطفال. - اللقاح ضد الجدري جدري الماء. هل يجب اعطاء اللقاح ضد السل للأطفال؟ الاجابة نعم جازمة، لأن اللقاح إجباري عند دخول الطفل الى مدرسة الحضانة، عدا هذا فاللقاح يقدم للطفل وقاية ضد داء السل بنسبة تصل الى الثمانين في المئة، وهي نسبة ممتازة، اضافة الى ذلك كله، فاللقاح لا يترتب عنه أي خطر. لقد شهد السل تراجعاً ملحوظاً في انتشاره ولكنه بعد ذلك عاد وبقوة في البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء، فمثلاً في الولاياتالمتحدة تخلت السلطات عن اجراء التلقيح ضد السل فكانت النتيجة ان قفز عدد الاصابات بالسل بشكل واضح، وفي العام 1991 سجلت الدوائر الصحية الأميركية 27 ألف حالة جديدة. في نهاية السبعينات صدرت نتائج دراسة أنجزت في مقاطعة ماداراس في الهند شملت 360 ألف شخص أكدت ان فائدة اللقاح تكاد تكون معدومة، وتركت هذه الدراسة صدى واسعاً طبياً وعالمياً الى درجة ان العديد من الدول تراخت لا بل تقاعست في اعطائه، ومن أجل وضع النقاط على الحروف اجتمعت لجنة من الخبراء في باريس في أواخر العام 1994 وصدر عن اللجنة قرار طعن بنتائج الدراسة الهندية وأكد المجتمعون أهمية اللقاح في الوقاية من السل وبذلك استعاد اللقاح هيبته الضائعة. هل اللقاحات آمنة؟ بشكل عام يمكن القول ان اللقاحات مأمونة، اللهم إلا من بعض التأثيرات الجانبية الطفيفة التي تزول من دون مشاكل تذكر، ومن هذه التأثيرات نذكر الاصابة بارتفاع الحرارة، وظهور التورم والألم مكان الحقن، والألم أثناء المشي، وبعض الطفح اندفاع جلدي الأحمر. تنصح الأم بالارشادات الآتية بعد التلقيح: 1- اعطاء الطفل خافضاً للحرارة في حال وجودها، اضافة الى تزويده بالسوائل الكافية. 2- وضع كمادة باردة في حال حصول التورم الموضعي والألم. هل هناك موانع تحول دون اعطاء اللقاح؟ هناك بعض الموانع، إلا أنها نادرة واستثنائية. يمنع اعطاء اللقاح ضد السعال الديكي مرة أخرى في حال أبدى الطفل ارتكاساً قوياً تجاهه لدى اعطاء الحقنة الأولى منه مثل ظهور حمى قوية، اختلاجات، صدمة.... أما لقاح السل فالمانع الوحيد الذي يقف أمام اعطائه هو وجود اصابة مناعية ولادية أو مكتسبة. أما الطفل الذي يشكو من نقص في المناعة ولادي أو مكتسب، فإن اللقاحات التالية ممنوعة عنه وهي اللقاح ضد الحصبة والحصبة الألمانية وأبي كعيب وكذلك اللقاح ضد شلل الأطفال. بالنسبة الى الأطفال الذين يشكون من حساسية ظاهرة تجاه البيض فإن اللقاح ضد الكريب وضد أبو كعيب يجب تحاشيهما