اختار الفنان السوري طلحت حمدي عنوان "لوين" لاول مسلسل قام بكتابته للتلفزيون. هذا المسلسل الذي بدأ تصويره فعلاً يقوم فيه حمدي بدور البطولة الى جانب سلمى المصري، هاني الروماني، نجاح حفيظ، سليم كلاس، حسام تحسين بك، عبير شمس الدين، احمد مللي، ديمة الجندي… وغيرهم. "لوين" اول تجربة للفنان حمدي في مجال التأليف التلفزيوني، علماً بأنه من الفنانين الرواد الذين عملوا في مجال الفن في سورية تمثيلاً واخراجاً وانتاجاً، قال طلحت حمدي ل"الوسط": "لقد كنت اشارك زملاءنا كتّاب المسرح والتلفزيون ببعض الافكار، ولم يخطر لي خلال مشواري الفني الطويل ان امتهن الكتابة كمورد للرزق، كل ما في الامر انني احس الآن بحاجة ملحة الى التعبير". ويتابع الفنان متحدثاً عن الاسباب التي دفعته الى الكتابة: "السبب الاهم هو امتلاء الساحة العربية الفنية بأعمال محايدة، تستقر على سطح المجتمع وتبتعد كل البعد عن الغوص في اعماقه، اضافة الى المسلسلات الدرامية السورية التي اصبحت تلجأ حالياً الى الفانتازيا والحالات الافتراضية... وأنا لست ضدها، لكني ضد تحويلها الى ظاهرة على حساب وجود الدراما الواقعية". المسلسل من نوع "الكوميديا السوداء" الذي تأتي فيه الابتسامة من خلال المواقف المأسوية. وحول هذا يقول حمدي "جسدت الكوميديا حسب مفهومي الخاص لها، اي الناتجة من صراعات الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، المالية… والنابعة عن تناقض العقليات ووجهات النظر... علماً بأنني لم اتعمد في هذا العمل اعتماد الكوميديا او الاضحاك بل اكتفيت بتقديم بانوراما عن شرائح متنوعة من البشر تحب وتصدم، تفرح وتبكي، تتألم وتحبط… في ظل المجتمعات الاستهلاكية وسيطرة المادة على العقل والقلب. من هنا تأتي كوميديا الموقف التي حاولت ان اتخذها اسلوباً في هذا المسلسل ساخراً مضحكاً مبكياً في آن واحد". وهذا لا يعني، والكلام ما زال لحمدي "انني اطرح نفسي كاتباً كوميدياً، وانما اقدم نفسي في هذا النص ككاتب له رؤية يحاول ان يقدمها بشكل جدي وساخر". وقد بدأت كاميرا مسلسل "لوين" المؤلف من 30 حلقة بالتصوير في بيوت دمشق واحيائها الشعبية تحت ادارة الممثل محمد شيخ نجيب الذي اتجه اخيراً الى الاخراج وانجز مسلسل "المجهول" بعد مسلسلين في مجال دراما الطفل "الرجل الآلي" و"قضية تمام" وحاز جائزة في مهرجان القاهرة الدولي السابق للاطفال عن "الرجل الآلي". واللافت ان الفنان طلحت حمدي لم يتحمس لاخراج اول عمل تلفزيوني يقوم بتأليفه، مع انه صاحب تجربة قديمة في هذا المجال. لماذا؟ لانه "مسلسل طويل، ودوري فيه كبير حيث تصل مشاهدي الى 300 مشهد، من هنا كان من الواضح انني لن استطيع الجمع بين مهمتي الاخراج والتمثيل... اضافة الى انني وجدت في محمد شيخ نجيب شخصية المخرج الجيد واتوقع ان يكون مميزاً لما لمست عنده من اساليب جديدة ومبتكرة". ويلاحظ من كلام الفنان حمدي اهتمامه الكبير بهذه التجربة، "احيطها بكل رعاية واهتمام، لكي تخرج بالصورة الاجمل والانسب.. وانتظر نتائجها بفارغ الصبر، لانني بصراحة اخفي في جعبتي مسلسلين آخرين هما: "خوخ ورمان" و"يا ساتر" وانوي تنفيذهما فوراً اذا ما نجحت هذه التجربة". ويختلف طلحت حمدي في شخصية كروان بالعمل الجديد عن شخصية ابو عزو التي لعبها في مسلسل "حمام القيشاني" والتي احبه الناس فيها كثيراً، فكروان شخص ارمل. يهوى الشعر الشعبي، ويكتب الاغاني البسيطة. موهبته متواضعة لكن مشاعره فياضة. يتعرف من خلال عمله في كشك لبيع الجرائد والمجلات امام احدى الحدائق العامة على خادمة نعيمة تعمل في تنظيف البيوت وتربطه بها قصة حب فزواج.. وتدخل هذه الحكاية البسيطة في صراعات المجتمع اليومية بين الخير والشر، الخطأ والصواب، الغش والابتزاز.. والتناقضات التي يعيشها انسان هذا العصر.