النجم السعودي فؤاد أنور ل "الوسط" : سنفرض احترامنا في الألعاب الأولمبية كما في كأس العالم

استطاع كابتن فريق الشباب فؤاد أنور أن يحفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الحركة الرياضية السعودية والعربية، كما استطاع هذا الشاب الهادئ الخلوق أن يفرض احترامه على خصومه في الملعب قبل أنصاره ومحبيه وهو يحظى بشعبية واسعة في السعودية منذ أن لمع نجمه في سماء اسكتلندا العام 1989 أثناء مشاركته منتخب بلاده في بطولة كأس العالم للناشئين آنذاك.
ومنذ ذلك التاريخ الى الآن ارتبط معظم انتصارات "الشباب" باسمه خصوصاً بعد انتقاله الى اللعب في صفوف الفريق الأول والمستويات المتطورة التي قدمها في مونديال أميركا للعام 1994.
وحقق فؤاد أنور انجازاً عظيماً خلال العام الحالي فقاد فريقه الشباب الى الفوز بكأس ولي العهد وأعاده الى منصات التتويج في البطولات المحلية بعدما غاب عنها طوال العامين الماضيين.
توج فؤاد أنور أفضل لاعب وسط عربي للعام 1993 واختير في العام نفسه كأحد أفضل لاعبي قارة آسيا واحتل المركز ال 22 بين أفضل لاعبي العالم وحصل على لقب اللاعب العربي رقم 1 للعام 1994 وهو الآن يشارك ضمن منتخب بلاده الذي سيلعب في أولمبياد أطلانطا.
"الوسط" التقته قبل سفره ضمن المنتخب السعودي الى أميركا فكان معه الحوار الآتي.
ماذا عن استعداداتكم في المنتخب الوطني السعودي لاولمبياد أطلانطا؟
- استعداد المنتخب جيد وكلنا متحمس لتحقيق مراكز متقدمة في هذه البطولة، وفي اطار هذه الاستعدادات لعبنا عدة مباريات محلية ونواصل معسكرنا في الولايات المتحدة الأميركية لأداء بعض المباريات والتمارين هناك، واعتقد ان تجربتنا السابقة في اولمبياد لوس انجليس رغم تواضعها أكسبتنا خبرات خاصة بهذه البطولات، وقد تطور أداء منتخبنا الآن عما كان عليه في السابق.
كيف ترى حظ المنتخب السعودي في اطلانطا خصوصاً أنكم ستواجهون فرقاً قوية مثل فرنسا واسبانيا واستراليا؟
- على الرغم من قوة هذه الفرق التي تتمتع بتاريخ كروي عريق في الاولمبياد فانها لن تحول دون إحراز منتخبنا الاولمبي مراكز جيدة، ولا تنس أننا لعبنا في كأس العالم 1994 أمام فرق قوية وقدمنا مستويات رائعة وفرضنا احترامنا على جميع المنتخبات العالمية المرموقة حتى أصبحت الكرة السعودية معروفة على نطاق عالمي واسع.
ما هو السبب في تراجع فريق الشباب السعودي عن تحقيق البطولات خلال العامين الماضيين على الرغم من احتكاره بطولة دوري خادم الحرمين الشريفين ثلاث سنوات متتالية ابتداء من العام 1991 اضافة الى بطولات محلية وخارجية أخرى خلال تلك الفترة؟
- في رأيي الخاص ان أي فريق في العالم مهما بلغت قوته معرض للابتعاد عن منصات التتويج في أي مرحلة من المراحل إما بسبب التدني في مستوى اللاعبين أو بسبب ظروف معينة قد يعاني منها النادي ولا شك ان الجميع يعرف الظروف التي مر بها نادي الشباب خلال العامين الماضيين حيث كان معظم لاعبينا المهمين يشارك في المنتخب الوطني هذا اضافة الى الاصابات التي وقعت في أوساط اللاعبين في تلك الفترة فضلاً عن اجراءات التوقيف التي اتخذت بحق عدد من كبار نجوم الشباب مثل الكابتن سعيد العويران والكابتن صالح الداؤود والكابتن فهد المهلل الذي أوقف لبعض الوقت آنذاك.
كل هذه الأسباب وغيرها أثرت سلباً على مستوى الشباب، ولكن على الرغم من ذلك استطاع الفريق اعتماداً على لاعبي الصف الثاني وبعض الشباب تقديم مستوى جيد في مباراتنا مع فريق الرياض في نهائيات كأس ولي العهد العام الماضي 1995.
في حال وجود خلافات ادارية في النادي هل يؤثر ذلك سلباً على أداء الفريق؟
- لا نعاني في نادي الشباب حالياً من أي مشكلات ادارية ونحن كلاعبين لا نتدخل في خلافات الادارة اذا كان ثمة خلافات، وبمجرد الانتهاء من التمرين نتجه الى منازلنا ولا نسمع احياناً عن مثل هذه الخلافات الا من خلال الصحف وهذا ليس بسبب عدم الاهتمام بشؤون النادي وقضاياه بل لأننا لا نحبذ الخوض في مثل هذه الأمور.
هل تتوقع ان يكون فوز الشباب بكأس ولي العهد لهذه السنة بداية حقيقية لعودته الى عرش البطولات مرة أخرى؟
- هذا ما نتمناه فعلاً وأعتقد ان هذا الفوز يمثل انطلاقة قوية نحو البطولات المقبلة، والواقع ان مدرب الفريق جان فرنانديز كان له دور فعال في احرازنا كأس ولي العهد من خلال التخطيط السليم للمباراة خصوصاً بعدما أطلع على مستوى كل لاعب في الفريق.
الى أي مدى تأثر الشباب بتوقيف نجمه العالمي سعيد العويران وإبعاد عدد آخر من لاعبيه؟
- مما لا شك فيه أن الكابتن سعيد العويران لاعب كبير ونجم دولي له مكانته المرموقة في الأوساط الرياضية العربية والعالمية وتوقيفه عن اللعب جاء في ظروف صعبة جداً اذ كان النادي في أشد الحاجة الى خدماته، ومن المؤكد ان ابتعاده المفاجئ أحدث ثغرة كبيرة في صفوف الشباب.
هناك من يرى ان كثرة تعاقب المدربين على الشباب وعدم استقرار أي منهم لفترة طويلة مع الفريق قد أثر سلباً على مستوى اللاعبين فما هو رأيك في هذا الموضوع؟
- تغيير المدربين بوفرة يؤثر حتماً على مستوى الفريق، وقد تعاقب على النادي أكثر من عشرة مدربين خلال عام أو عامين فقط وهو عدد كبير جداً مع انه كان لا بد من إبعاد بعض هؤلاء، والتغيير باستمرار يسبب عدم استقرار نفسي للاعبين، تصور ان يطالعك في عملك كل يوم رئيس أو مدير جديد ألا يسبب لك ذلك إرباكاً في طريقة التعامل؟
هل كان للاعبي الشباب دور في تغيير هذا العدد الكبير من المدربين؟
- كان للاعبي الفريق دور في تغيير اثنين فقط من المدربين السابقين للفريق احدهما روسي والآخر برازيلي.
كلاعبين هل تفضلون المدرسة الأوروبية ام البرازيلية في التدريب؟ ولماذا؟
- الأوساط الرياضية السعودية تفضل المدرب البرازيلي لا لشيء إلا لأن الناس هنا اعتادت المدربين البرازيليين لسنوات طويلة لدرجة ان أي ناد يستعين بمدرب غير برازيلي يصبح عرضة للانتقادات خصوصاً إذا أخفق المدرب وهذا في رأيي منطق أعوج لأن المدرب الأوروبي مثل نظيره البرازيلي وقد يتفوق عليه ولا يستطيع أحد أن ينكر المستوى المتطور للكرة الأوروبية، ونحن في نادي الشباب لنا تجربة رائعة مع مدربنا الجديد فرنانديز الفرنسي الجنسية، فمعه أحرزنا كأس ولي العهد ولم يمر سوى بضعة أسابيع على توليه تدريبنا اذ كان سابقاً يدرب فريق النصر وحقق معه بطولات عدة.
هل تعتقد أن مدربكم الحالي فرنانديز الذي تعاقدتم معه بعدما أبعده النصر قبل اسابيع قليلة من نهائيات دوري ولي العهد قد استثمر معرفته بأسرار البيت النصراوي وبمواقع القوة والضعف في ذلك الفريق في مبارتكم الأخيرة ضده على كأس ولي العهد؟
- أولاً يحق للمدرب أن يفعل ذلك ولكنني اؤكد لك ان الفرق الكبيرة في السعودية تعرف مستويات الفرق المنافسة، وهي بمثابة كتاب مفتوح ولا أعتقد ان هناك أسراراً مهمة، فالجميع يعرف قوة هذا الفريق أو ذاك ونقاط ضعفه ولاعبيه البارزين وحتى بالنسبة لتشكيلة الفرق فانها قد تكون معروفة قبل المباراة وكذلك قد يعلم الجميع أسماء اللاعبين الذين سيشاركون من الذين لن يشاركوا في المباراة المعنية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن مدربنا لم يستثمر خبراته وتجاربه السابقة مع النصر في مباراتنا الأخيرة معه على كأس ولي العهد.
ما هي المباراة التي تتذكرها دائماً وتعتز بها؟
- أذكر دائماً بكل اعتزاز مباراتنا ضد النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين العام 1991 في جدة حيث انتزعنا البطولة وكانت أول كأس للدوري يدخل نادي الشباب بعد نحو 40 سنة وكنت كابتن الفريق في تلك المباراة وكان ذلك الكأس انجازاً كبيراً للنادي.
سبق ان حصلت على لقب أفضل لاعب وسط عربي العام 1993، كما أثبت مهارة جيدة في مركز الهجوم، ولعبت أيضاً في مركز الدفاع... فأي من هذه المراكز تفضل؟ ولماذا؟
- أصبحت ألعب في الفترة الأخيرة في مركز الهجوم وذلك بإيعاز من المدربين بعدما اكتشفوا نزعتي الهجومية واحرازي العديد من الأهداف لكنني كلاعب أفضل المحور لأنني أقدم فيه مستوى أفضل ولا أنسى ان الجمهور عرفني كلاعب وسط.
إذن لماذا كنت تنتقل بين مراكز عديدة خلال الفترة الأخيرة؟
- اعتقد أنني كلاعب وصلت الى مرحلة يمكنني فيها أن أعترض على المدرب اذا طلب مني اللعب في غير مركزي المعروف وهو خط الوسط لكنني دائماً احترم رغبة المدربين واستجيب لمطالبهم كما اهتم قبل كل ذلك بمدى حاجة الفريق لوجودي في هذا المركز أو ذاك ولن أتردد في اللعب في أي مركز يحتاجني فيه الفريق.
وعندما يطلب مني المدرب اللعب في مركز آخر غير خط الوسط الذي تخصصت فيه استجيب لذلك بعد اتفاق معين بيني وبينه وهو ألا يحاسبني اذا فشلت في تقديم الأداء المطلوب، اما إذا أخفقت في مركزي المعروف وهو المحور فليحاسبني الجميع على ذلك.
لوحظ ان ادارة الشباب تقوم بالتعاون مع أعضاء شرف النادي باعادة ترتيب البيت الشبابي استعداداً للموسم القادم فما هي أبرز هذه الترتيبات؟ وما هو المطلوب ليحافظ الفريق على مكانته؟
- لا شك ان ترتيبات عديدة تجري حالياً وستتواصل في المستقبل لتفعيل الفريق الشبابي الأول لكرة القدم، ورغم أنني لا أعلم بما يدور في أوساط ادارة النادي إلا أننا كلاعبيين لمسنا خلال الموسم الذي انتهى قبل أيام أن رواتب اللاعبين المحترفين كانت تُصرف في الوقت المحدد لها بخلاف ما يحدث في الأندية الأخرى، وقد ساعد ذلك في ترسيخ الاستقرار النفسي، ولا بد من الاشادة بمواقف الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لاعضاء الشرف ازاء لاعبي الشباب وازاء ادارة النادي ودعمه المتواصل لهم، لا أقول ذلك مجاملة فهذه هي الحقيقة التي يدركها كل أعضاء نادي الشباب كباراً وصغاراً.
ما هو تقويمك لمستوى أداء اللاعبين الأجانب في صفوف الشباب؟
- في رأيي ان نادي الشباب هو الوحيد بين الأندية السعودية الذي ظل يحظى بوجود لاعبين اكفاء ومبدعين من المحترفين الأجانب في صفوفه وكلهم قدموا لنا مستويات رائعة في العديد من البطولات باستثناء لاعب واحد فقط لم يقدم في الفترة الاخيرة المستوى المتوقع منه على الرغم من أنه ايضاً لاعب ممتاز وأقصد بذلك بلادي كوما.
متى سينتهي عقدك مع نادي الشباب؟
- العام القادم.
هل ستجدده؟
- نعم إن شاء الله.
تردد أنك تفكر مستقبلاً في الاحتراف في الخارج عندما يطبق النظام الخاص بذلك هل هذا صحيح؟
- أتمنى الاحتراف في الخارج خصوصاً في صفوف الفرق الأوروبية المعروفة عالمياً لأنني أفضل الاحتكاك الدائم باللاعبين الاجانب وذلك لتطوير قدراتي الذاتية كلاعب محترف، ولا تنس ان مثل هذه الفرص ستكون بالنسبة لنا كلاعبين سعوديين بمثابة تحد حقيقي لإثبات قدراتنا في صفوف فرق عالمية معروفة، ولعل المرء يشعر بالفخر عندما يرى أحد أبناء بلده يقدم مستويات رائعة في صفوف الفرق العالمية الكبرى.
ما هي أصعب المباريات التي واجهتكم في الطريق الى الفوز بكأس ولي العهد؟
- أصعب هذه المباريات كانت مباراتنا الأولى في دوري ولي العهد أمام الأهلي لأنه كان فريقاً قوياً ومتصدراً للدوري، وكان يعيش في ذلك الوقت في نشوة الانتصارات في حين أننا كنا قد خرجنا من دوري خادم الحرمين الشريفين وخسرنا مباريات عدة أخرى وعلى الرغم من ذلك لعبنا معهم مباراة قوية انتهت بفوزنا، وأقول انها كانت أقوى مباراة لأنها كانت الوحيدة التي لعبنا فيها أشواطاً اضافية وانتصرنا فيها بضربات الجزاء.
البطاقة الشخصية
الاسم: فؤاد أنور أمين
تاريخ الميلاد: 1967م
المركز الرياضي: لاعب محور
الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لبشاير وجواهر