أندي ماكدويل يعرفها الجمهور منذ ان شاركت كريستوفر لامبرت بطولة فيلم "غريستوك أسطورة طرزان" في العام 1984. ولم تكف هذه النجمة بعد هذا الفيلم عن العمل فتوالت الادوار في حياتها الفنية وراحت شهرة تنتشر اكثر، وصار الجمهور يرتاح الى ملامحها الناعمة الرقيقة. وأندي هي السفيرة الرسمية لدار لوريال للتجميل، ولا عجب في ذلك اذا عرفنا انها بدأت حياتها عارضة أزياء. وفي مهرجان "كان" الفائت التقت "الوسط" أندي ماكدويل التي حضرت لترويج فيلمها الجديد "أنسترانغ هيروز" أبطال عاديون الذي اخرجته الممثلة ديان كيتون، وحاورتها حول شؤونها الخاصة والعامة. بين الافلام التي ساهمت في انتشار الاميركية أندي ماكدويل في الولاياتالمتحدة وخارجها "غرين كارد" مع الفرنسي جيرار دوبارديو، و"أكاذيب وفيديو" الفائز بالسعفة الذهبية في "كان" 1989، و"أربعة مراسم جنائزية وعرس" مع هيو غرانت. وفي كل أفلامها أدت أندي دور المرأة الخجولة الطيبة القلب المغلوبة على أمرها، ما جعل الجمهور يحب شخصيها ويتخيلها طبيعياً على هذا النحو. وفجأة ظهرت أندي في فيلم "شورت كاتس" لروبرت ألتمان في 1993 حيث أدت شخصية أم تفقد طفلها الصغير في حادث سيارة مروع، واكتشف الجمهور ممثلة درامية قوية ذات موهبة تتعدى كثيراً ما كانت أدوارها السابقة كشفته عنها. وفي 1994 شوهدت أندي في دور راعية بقر، امرأة تركب الخيل وتلعب بالمسدس مثل جون واين في فيلم عنوانه "باد غيرلز" شريرات لم يعرف أي نجاح على رغم شهرة ممثليه. وربما يكون "أنسترانغ هيروز" المقدم في "كان" 1995 هو أول فيلم يمنح أندي دوراً مأسوياً مبنياً على الاداء الحساس الصعب والذي يمزج بمهارة بين العاطفة والواقعية. فهي تمثل شخصية أم شابة مصابة بمرض خبيث تحاول العثور على طريقة مناسبة حتى تخبر ابنها الصغير بقرب أجلها. واثار الفيلم الاعجاب في المهرجان ومن المتوقع ان يلاقي اقبال الجمهور العريض عند توزيعه في صالات السينما. سألناها: ما رأيك في التغيير الذي طرأ على أدوارك منذ ان عملت في فيلم "شورت كاتس" لروبرت ألتمان؟ - في الحقيقة لا أعتبر ادواري متشابهة أبداً، وأقصد في كل الافلام التي مثلتها قبل "شورت كاتس". لكن المتفرج وخصوصاً الرجل راح يكون لنفسه فكرة عني استوحاها من فيلمين محددين هما "أكاذيب وفيديو" ثم "غرين كارد" حيث كنت كتومة وخجولة الى حد ما. لقد مثلت صديقة طرزان مثلاً وأدواراً اخرى مبنية على نمط مختلف تماماً في كل مرة، لكن الصورة التي ثبتت في الاذهان هي صورة المرأة الطيبة المغمورة. على هذا الصعيد، أنا سعيدة جداً ان "شورت كاتس" جاء ليكسر الفكرة الموجودة عني في عقول الرجال، اذ اصبحت الآن أتمتع لدى هؤلاء برصيد أكبر من ناحية سمعتي كممثلة. لقد شعرت بالملل في فترة ما، أمام وقوع فئة من المتفرجين في غرامي على أساس صورتي السينمائية غير الصحيحة المنتشرة جماهيرياً. اعتبرت دوري في "شورت كاتس" نوعاً من التحدي، فلم أعمل من قبل تحت ادارة مخرج صارم مثل روبرت ألتمان، ولم اواجه في أدواري المتعددة ما تطلب التعبير عن هذا اللون من الاحاسيس المأسوية. ان التحدي في عملي كان يكمن في الامتناع عن المبالغة الدرامية وهو شيء سهل الوقوع فيه بالنسبة الى اي ممثلة تؤدي دور امرأة تفقد طفلها. لقد واجهت المسؤولية ذاتها في فيلمي الجديد الذي عرض في "كان" حيث أمثل شخصية امرأة على وشك الموت لا تعرف كيف تصارح ابنها بهذه الحقيقة. القدر والمواقف الصعبة ألا تخافين الوقوع في فخ جديد هو دور الأم التي تفقد أولادها أو الأم التي تموت في ربيع عمرها تاركة عائلة حزينة وراءها؟ - تبتسم يبدو ان القدر يضعني دائماً في مواقف صعبة على الصعيد المهني. سوف أحاول تفادي هذا النوع من الشخصيات في المستقبل وذلك على رغم جمالها، فصحيح ان مرتين هو الحد الاقصى الذي يمكن قبوله بالنسبة الى الادوار المتشابهة والا فلت الزمام من يدي وسقطت في فخ التصنيف من جديد. هل تفضلين عرض الأزياء وكل ما يتعلق بالجمال مثل اعلانات لوريال أم مهنتك كممثلة؟ - أنت تمزح؟ أنا تركت عرض الأزياء منذ أكثر من عشر سنوات، وتفرغت للتمثيل بشكل كلي. ان كلمتي المفضلة هي "أكشن" حركة في بداية تصوير كل مشهد سينمائي. أنا مولعة بالاداء ولا اتخيل نفسي أمارس عرض الازياء ابداً الآن بعدما جربته فترة قصيرة. ان العقد الذي يربطني بدار لوريال ينص على ان أكون سفيرة لها في مناسبات رسمية محددة، وان أظهر في الاعلانات الخاصة بمنتجات الدار. لقد وافقت لأن العرض جذبني وخصوصاً لأني مقتنعة حقيقة بجودة منتجات لوريال، لأن واجبي ايضاً تجاه هذا العقد لا يمنعني من ممارسة عملي التمثيلي أبداً. شعبيتي أكبر خارج أميركا ما الذي دفع دار لوريال الى التعاقد معك بالذات؟ - شهرتي العالمية وسمعتي الايجابية لدى الجمهور. هذا ما قيل لي. وهل تعرف اني أتمتع بشعبية أكبر خارج الولاياتالمتحدة الأميركية؟ لماذا؟ - ان افلامي تمس الجمهور الأجنبي أكثر من الأميركي. والفيلم الوحيد الذي فشل عالمياً هو "باد غيرلز" أثار اعجاب فئة واسعة من الأميركيين. انها مسألة ذوق. لا شك في ان أشهر وأنجح أفلامك هو "أربعة مراسم جنائزية وعرس". ما رأيك فيه؟ - اعتقد انه يتميز بمستوى جيد في السيناريو والاخراج ويستحق نجاحه. لكن المشكلة في مثل هذه الحالات هي صعوبة التخلص من رواج الفيلم، وبالتالي اضطراري الى مواجهة اسئلة الصحافة والجمهور بشأنه حتى بعد مرور الوقت عليه وقيامي بانجاز أعمال اخرى. والشخص الذي يعاني كثيراً من نجاح هذا الفيلم هو زميلي هيو غرانت. ألم يشتهر بفضله؟ - نعم بكل تأكيد ولكنه يبقى في الاذهان بطل هذا الفيلم ولا شيء سواه على رغم ظهوره في أعمال كثيرة من بعده. انت عملت تحت ادارة دايان كيتون في فيلمك الاخير الذي قدم في المهرجان، وهي أصلاً ممثلة معروفة. فهل شعرت بأي فارق بالنسبة الى تعاملك مع مخرجين لا يحترفون التمثيل أيضاً؟ - اعتقدتك سوف تسألني عن الفارق بين المخرجين من الرجال ومخرجة مثل دايان كيتون. فقد واجهت السؤال مرات ومرات وقلت ان الموهبة لا علاقة لها بكون المرء ينتمي الى جنس أو آخر. وللرد على سؤالك أقول اني فعلاً عثرت على فوارق بين دايان وأي مخرج لا يدمج بين مهنته والتمثيل. واعترف بأن العمل مع شخص يعرف التمثيل عن قرب، هو أمر ايجابي ومريح جداً. ان المخرج الذي جرب التمثيل يتصرف مع الممثلين بعقلية مختلفة، لكن المهم انه لا يتجاهل تفاصيل الاخراج في صالح ارضاء أبطال الفيلم. ان دايان احسنت الدمج بين الامور، وشعرت بتشابه كبير بيني وبينها الى درجة انها فتحت شهيتي على خوض تجربة الاخراج، وأنا الآن أفكر جدياً في المسألة.