أكد محيي الدين بن هندي، المدير العام لدائرة الطيران المدني في دبي التي تملك "سوق دبي الحرة" أن "دعم سوق دبي الحرة لأحداث رياضية كبرى كبطولة دبي الدولية في كرة المضرب التي اقيمت أخيراً يشكل جزءاً من دور هذه السوق في ترويج اسم دبي عالمياً". وأضاف "من خلال تنظيم بطولات عالمية أصبحت دبي محطة مثالية للعمل والمتعة يأتيها الزوار من شتى أنحاء العالم". وعندما سألته "الوسط" عن مراحل نشوء هذا التوجه الترويجي الرياضي السياحي في دائرة الطيران المدني وفي دبي عموماً، قال "إن الرؤية الواسعة والدينامية الفعالة لحاكم دبي السابق هي التي أطلقت شرارة هذه السياسة الفعالة وقد حمل مشعلها اخوته ونجله". وذكر بن هندي ان اجمالي قيمة الحركة لسوق دبي الحرة بلغ 144 مليون دولار وأنها أصبحت إحدى أهم شركات دبي إلى جانب الشركات الأخرى المتخصصة في النفط وتوابعه. وقالت السيدة انيتا مهرا هومايون مسؤولة التسويق والعلاقات العامة في السوق إن متوسط ما كان يصرفه الزائر لدى مروره في سوق دبي الحرة لدى انشائها كان 5 دولارات، وارتفع هذا المبلغ الآن إلى 27 دولاراً، وأن السوق أصبحت في الموقع ال 14 عالمياً من حيث قيمة الحركة. وعزا السيد بن هندي ذلك إلى العمل الدؤوب والخدمة المرتفعة المستوى والأجواء العامة المريحة في سوق دبي الحرة وإلى أن دائرة الطيران المدني التي يترأسها الشيخ أحمد بن سعيد المكتوم قررت أن تمتلك سوقها الحرة بنفسها بدلاً من اعطاء الامتيازات للشركات الراغبة بعرض بضائعها فيها. وقال إن هذا القرار أدى إلى نشوء مؤسسة واحدة ذات إدارة موحدة تدرب موظفيها وتشرف على كل شاردة وواردة بنفسها وخصوصاً في ما يتعلق بالأسعار. وأدى ذلك إلى استطاعة هذه القيادة عرض الأسعار المغرية التي تصعب مضاهاتها، وإلى إقبال الزوار على الشراء. فلم تعد هناك سلسلة من الجهات الراغبة بتحقيق الربح، إذ أنه يذهب لإدارة السوق وهي تحاول تقليصه إلى أقصى الدرجات لزيادة المبيع والانتاج. وقد ارتفع عدد موظفي السوق، حسب السيدة مهرا، من 120 لدى انشائها إلى 580 حالياً، وأصبحت توفر جميع البضائع حتى المواد الغذائية. وذكر بن هندي أنه رأى سيدة تحمل كيساً كبيراً لدى دخولها السوق فحاول معرفة ما تبتغي شراءه وتبين له أنها اشترت عدداً من علب بودرة الحليب وأفرغتها في الكيس! وقال إن هذا يشكل مثلاً عن إقبال الناس على الشراء من السوق حتى في مجال المواد الغذائية بسبب جودة البضاعة وانخفاض السعر. مدرج جديد وقال بن هندي إن السوق اشترت حق اقامة دورة التنس الدولية من "جمعية لاعبي ومنظمي دورات كرة المضرب ATP TOUR وسيبقى هذا الحق في يدها طالما ترغب بذلك وبامكانها بيع حق اقامة الدورة إلى جوانب أخرى ولكنها لا تنوي القيام بهذا الخيار، بل على العكس ستحاول تطوير الدورة ليس فقط عن طريق تقديم الجوائز المالية الضخمة والمخصصات الاضافية، بل برفع مستواها وتحسين التجهيزات المحيطة بها. وأعلن في هذا الصدد انشاء مدرج وملعب جديدين في "نادي الطيران" حيث تقام الدورة، سيتسع لأربعة آلاف متفرج في المرحلة الأولى ولخمسة آلاف بعد عام، وسيكون جاهزاً العام المقبل. وأكد ان حكومة دبي تقدم كل دعم ممكن إلى بطولة التنس، وأضاف "ان الدعم وحده لا يكفي من دون تفاعل من السكان والشعب وهذا ما يحدث بالفعل، فالإقبال على الدورة كبير لأن سكان الإمارات يحبون الرياضة عموماً ورياضة كرة المضرب خصوصاً والسياح يتكاثرون في فترة اقامة الدورة وستقدم إليهم تسهيلات أكثر في حيّز التذاكر المعقولة الثمن في السنوات المقبلة وخصوصاً للطلاب، فالهدف في النهاية دفع الأجيال الجديدة نحو الرياضة. فللرياضة دور انساني اجتماعي فضلاً عن الدور السياحي الترويجي الاقتصادي. وهذا ما يؤمن به قادة دبي الذين رعوا الدورة أفضل رعاية". الدورة وإذا نظرنا إلى ما قدمته دورة دبي الدولية هذا العام على الملعب نجد الكثير. فقد كانت اللقاءات تنافسية إلى أقصى الدرجات وضمت لائحة القرعة أربعة من اللاعبين العشرة الأوائل في العالم هم: الاسباني سيرجي بروغيرا الرابع عالمياً والأول في الدورة، الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش الخامس عالمياً والثاني في الدورة، الاسباني البيرتو بيراسايتغي السابع عالمياً والثالث في الدورة والجنوب افريقي وين فيريرا العاشر عالمياً والرابع في الدورة. ومع أن اصابة في عنق بروغيرا دفعته إلى الانسحاب في الدور الثاني، وعلى رغم ان ايفانيسيفيتش خسر في الدور الأول أمام الايطالي اندريا غاودنزي 6/3، 3/6، 3/6 فإن الدورة لم تفقد هالتها وحماستها إذ قدم فيريرا أداء رفيع المستوى في جميع مبارياته ولم يخسر سوى مجموعة واحدة في نصف النهائي، وتغلب على الاوسترالي جون فيتزجيرالد والأميركي كنت كاثير والاوسترالي بات كاش والاسباني خافيير سانشيز ثم هزم غاودنزي في مباراة القمة 6/3، 6/3 ونال الجائزة المالية الأولى البالغة 142 ألف دولار، وحصل معها على سفينة ذهبية وأخرى فضية صغيرتين عبرتا عن دور دبي كمرفأ بحري منذ قدم الأزمان. أما النجمان الآخران اللذان أضافا المزيد من الاثارة إلى الدورة فكانا الاوسترالي بات كاش والمغربي هشام ارازي. فكاش، بطل ويمبلدون لعام 1987، توقف في العامين الماضيين عن خوض الدورات بسبب اصابات متتالية في ساقه وظهره، ولكنه أتى إلى دبي واستعاد مقدرته السابقة وهزم في الدور الأول النمسوي توماس موستر المصنف 18 عالمياً في أروع لقاءات البطولة. وأثبت كاش 29 عاماً أنه ما زال يملك الاداء الهجومي الرفيع المستوى اضافة إلى التصميم على الفوز، وتمكن من التغلب على أحد أبرز لاعبي العالم في اللعب الدفاعي 2/6، 6/4، 6/4 ثم صعد إلى ربع النهائي بعد فوزه على الاسباني البيرتو كوستا وبعد ذلك خسر أمام فيريرا. ولكنه أكد ل "الوسط" في مقابلة خاصة ان "أجواء دبي ساعدته في استعادة مقدرته" وأنه "مستعد لتقديم خدماته لتطوير اللعبة في الشرق الأوسط والخليج". وقد تعلق الجمهور به وشجعه بقوة، كما تحمس كثيراً مع المغربي ارازي 21 عاماً الذي فاز في أدوار التأهيل على ثلاثة لاعبين بارزين هم التشيكي ليبور نيميتشيم والاوسترالي جوشوا ايفل والاسباني فرانشيسكو رويج. ودخل ارازي إلى لائحة القرعة النهائية ليواجه لاعب كأس ديفيس التشيكي كاريل نوفاتشيك الذي بلغ الدور نصف النهائي في بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية العام الماضي ودور ال 16 في البطولة الاوسترالية المفتوحة في مطلع هذا العام. وعلى رغم ان التشيكي تقدمه بحوالي 150 موقعاً في الترتيب العالمي، فقد نجح ارازي في الفوز عليه 7/6، 6/7، 6/2، وأظهر المغربي مقدرة فنية ومعنوية في الوقت عينه، إذ استطاع انتشال نفسه من مواقع صعبة خلال المباراة. وأكد انه سينضم إلى "الاسطول" المغربي الناجح في كرة المضرب الذي يشكل كريم العلمي ويونس العيناوي، وانهم سيرفعون الراية العربية عالمياً في الدورات الكبرى في المستقبل. وهكذا حققت "سوق دبي الحرة" مناسبة رياضية أخرى امتعت فيها الجمهور وزادت من أهمية دبي كموقع سياحي. وشجعت في الوقت عينه المواهب الرياضية الصاعدة في البروز والمواهب التي أعاقتها الاصابة إلى العودة إلى النجومية وادخلت السعادة إلى قلوب الجميع. ويذكر ان التغطية الصحافية الكبيرة التي حصلت عليها الدورة تمت بفضل شركة "فروتش بروموسفن" التي تدير العلاقات العامة والاعلان لسوق دبي الحرة والتي تنسق بشكل وثيق مع "جمعية لاعبي ومنظمي كرة المضرب" ATP TOUR ومع اتحاد تنس الإمارات الذي يرأسه الشيخ حشر المكتوم.