نجح منظمو بطولة دبي المفتوحة الثانية لكرة المضرب، التي أقيمت في الأسبوع الأول من شباط فبراير الجاري في استقطاب عدد كبير من نجوم العالم واندرجت في صفوف الدورات الرياضية الأخرى الناجحة التي دأبت "سوق دبي الحرة" على تنظيمها في السنوات الأخيرة لتنشيط الرياضة والسياحة والحركة الاقتصادية في الامارة برعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وزير الدفاع في دولة الامارات، واشراف الشيخ حشر المكتوم مدير دائرة الاعلام في حكومة دبي ورئيس الاتحاد الاماراتي لكرة المضرب. جوائز قيّمة وقد احرز بطولتها في الفردي المصنف العاشر عالمياً السويدي ماغنوس غوستافسون الذي تغلب في مباراة القمة على رابع لاعبي العالم الاسباني سيرجي بروغيرا 6/4، 6/2، ونال الجائزة الأولى وقيمتها 144 ألف دولار و220 نقطة في الترتيب العالمي فيما حصل بروغيرا على 85 ألفاً و160 نقطة. وبلغ مجموع جوائز الدورة مليون دولار. وإذا استعرضنا اسماء كبار النجوم المشاركين فيها راجع لائحة الاسماء ومواقعهم الحالية في اللعبة في نهاية المقال تتضح لنا الجهود التي بذلها المنظمون لجعلها دورة من أهم دورات العالم. أبرز المشاركين كان بطل العالم السابق ايفان ليندل المصنف حالياً في الموقع الپ15 عالمياً الذي يجيد الاداء على الملاعب المتوسطة السرعة كملاعب "الديكوفورت 2" المتواجدة في نادي دبي للطيران حيث اقيمت الدورة. فهذه الملاعب موازية في سرعتها لملاعب بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية التي احرز لقبها في الأعوام 85 و86 و87 وبلغ دورها النهائي في خمس مناسبات أخرى. وقد استهل ليندل مشاركته في دورته العربية الأولى في دبي بالفوز على الالماني كارستن ارينز ثم أقصى الروسي اندري تشيركاسوف وتواجه في ربع النهائي مع السويدي غوستافسون. وكانت المجموعة الأولى في هذه المباراة من أروع المجموعات التي لُعبت في هذه الدورة إذ بدا ليندل في المستوى الذي كان فيه عندما فاز في بطولة العالم ولم يخسر ارساله وسيطر على خصمه وفاز فيها 6/4. وفجأة استدعى ليندل المدلّك في مطلع المجموعة الثانية وتبين انه أصيب في أسفل ظهره. ومع ذلك أكمل المجموعة الثانية وخسرها 2/6. الا انه لم يعد يستطيع تحمل الألم في مطلع الثالثة واضطر الى الانسحاب والنتيجة 1/3 في مصلحة خصمه. وأكد غوستافسون بعد اللقاء انه لو لم يصب ليندل لفاز عليه ولأحرز اللقب. وكان غوستافسون شق طريقه الى الأدوار المتقدمة بانتصارين صعبين على مواطنه ماغنوس لارسون وعلى الاسترالي باتريك رافتر. ولكن بعد تخطيّه ليندل، سيطر سيطرة تامة على الروسي الكسندر فولكوف في نصف النهائي والنهائي وعلى الاسباني سيرجي بروغيرا في المباراة النهائية. وقد تفوق السويدي على فولكوف 6/2، 6/2 قبل ان يهزم بروغيرا بمجموعتين للاشيء. واعترف بعد المباراتين بأنه يمارس التأمل الروحي لمدة عشرين دقيقة مرتين كل يوم وأن ذلك يساعده في تركيزه وفي رفع معنوياته في المباريات. الخاسر السعيد ولم تكن طريق بروغيرا الى المرحلة النهائية سهلة، فقد فاز في المرحلة الأولى على الايطالي ستيفانو بيسكوسوليدو بمجموعتين لمجموعة واحدة وفي الدور الثاني على الاسترالي تود ودبريدج 2/1 وفي ربع النهائي على لاعب كأس ديفيس الالماني مارك غولنر 6/4، 6/3. الا انه ارتاح كثيراً الى أجواء دبي وجمهور الدورة الذي شجعه كثيراً في جميع لقاءاته، وصرّح في مناسبات عدّة، هو ووالده لويس الذي يشرف على تدريبه، بأنه لم يشعر بمثل هذا الارتياح في أي دورة أخرى منذ زمن طويل. وانقضّ على خصمه وين فيريرا في نصف النهائي المصنف 17 عالمياً وهزمه في مباراة من جهة واحدة 6/2، 6/1، وصرح بعد فوزه لپ"الوسط" انه بدأ يشعر بأن مستواه عاد الى ما كان عليه العام الماضي عندما احرز بطولة رولان غاروس الفرنسية متغلباً في الدور النهائي على الاميركي جيم كوريير وفي دور سابق على بطل العالم بيت سامبراس. ولكنه ذكّر بالاصابة في كتفه التي ابعدته عن الملاعب في الأسابيع الأخيرة وحرمته من المشاركة في البطولة الاسترالية المفتوحة ومنعته من خوض مباريات صعبة ضد نجوم بارزين مشيراً الى ان هذا الأمر قد يحول دون فوزه على غوستافسون في المباراة النهائية لأن السويدي يرتكب عدداً قليلاً جداً من الاخطاء ويعتمد خططاً ترهق خصومه وتركّز على مواقع ضعفهم. وبرغم انه خسر لقاء القمة فقد كان بروغيرا سعيداً لما حققه في دورة دبي ووعد بأنه سيعود للمشاركة فيها في المستقبل. وقال غوستافسون وهو في نشوة الفوز "انني سعيد لفوزي للمرة الأولى في بطولة جرت في الشرق الأوسط". وكان مواطنه ستيفان ادبرغ أحرز بطولة الدوحة المفتوحة في قطر الشهر الماضي. التكامل بين دبيوقطر واتفق المنظمون ومسؤولو "جمعية اللاعبين المحترفين" في تصريحات أدلوا بها الى "الوسط" على ان دورتي دبيوقطر تكمل الواحدة منهما الأخرى وانهما تلعبان دوراً رئيسياً في انتشار كرة المضرب خصوصاً والرياضة عموماً في الخليج والعالم العربي. وقد اشرفت شركة "فورتشن بروموسيفن" على التنظيم الاعلامي لهذه الدورة وعلى مساعدة مسؤولي سوق دبي الحرة والشركات التي دعمت الدورة مالياً.