مركز الملك سلمان يُشارك في اجتماع للمسؤولين الإنسانيين حول اليمن في بروكسل    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر بغزة إلى 53,762 شهيدًا    في سبق طبي بالشرق الأوسط.. "التخصصي" يزرع أول جهاز ذكي داخل الدماغ لتحسين التحكم بالأمراض العصبية    الجمعة.. قمتان من أجل نهائي "البلاي أوف" في يلو    أمير منطقة جازان يستقبل المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    تدشين صالة جديدة للغسيل الكلوي للحجاج بالمدينة    أرامكو تحقق أول إنجاز عالمي بتشغيل نظام تخزين متطور للطاقة المتجددة في أعمال الغاز    الهيئة السعودية للبحر الأحمر وشركة فينكانتييري توقعان مذكرة تفاهم    مخبأة في شحنة طاولات.. ضبط أكثر من (1.5) مليون قرص من مادة الإمفيتامين بالرياض    "مستشفى المانع بالخُبَر" ينجح في استئصال ورم دماغي كبير لمريض عجزت مستشفيات عدة عن علاجه    الذهب يرتفع لأعلى مستوى في أسبوعين وسط مخاوف الديون الأمريكية    ولي العهد يهنئ رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية بذكرى يوم الوحدة لبلاده    ريدنجتون تفتتح مكتبها الجديد في الرياض    السكري تحت المجهر: فهم الحالة والوقاية    اتصال أم تواصل مؤسسي..؟    علامة HONOR تكشف عن سلسلة HONOR 400 Series بكاميرا 200 ميجابكسل مدعومة بالذكاء الاصطناعي و AI Creative Editor الرائد    جي آي بي كابيتال تغلق صفقات في الربع الأول لعام 2025م بإجمالي يتجاوز مليارات الدولارات    المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة يلتقي مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    مركز الملك سلمان للإغاثة يُسيّر الدفعة ال17 من الجسر البري الإغاثي السعودي لمساعدة الشعب السوري    إصدار ضوابط تصنيف الخدمات الحكومية الرقمية الحساسة    في ختام الجولة ال 33 من دوري روشن: الأهلي يواجه الاتفاق.. وضمك يستضيف الفتح    الأندية السعودية تتصدر تصنيف الاتحاد الآسيوي    سجال محتدم بين رياضيين وإعلاميين.. رونالدو.. استمراره مع النصر ضرورة.. أم حان وقت الرحيل؟    حملة التحفيز للالتحاق ب"التدريب التقني" الأحد المقبل    أفراح عشقي وشاولي بعقد قران ماهر    إغلاق مستودع لتكرير "الزيوت المستعملة" في جدة    السجن والغرامة ل12 مخالفًا نقلوا أشخاصًا بدون تصاريح حج    القيادة تعزي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان في وفاة حمد النعيمي    إبداعات" إثراء" تسطع في" داون تاون ديزاين الرياض"    تزامنا مع العام الثقافي الصيني- السعودي الأول .. افتتاح الصالون الإعلامي «الزيارة الودية على خطى تشنغ خه»    تدشين إصدار أحمد فلمبان.. «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين»    فلسطين تتهم إسرائيليين بإطلاق النار على وفد دبلوماسي    تحرك سعودي فاعل.. وضغط غربي على إسرائيل.. صرخات أطفال غزة توقظ العالم    تحقيق الاستقرار عبر سلطة شرعية موحدة.. توافق لبناني فلسطيني على إنهاء السلاح خارج الدولة    أمير الرياض يطلع على الأعمال الميدانية والرقابية ل" الأمانة"    ملابس للاستخدام المتكرر بنكهة البرتقال    أمير تبوك يرعى حفل جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز في عامها ال 38    حفاظ وحافظات جمعية خيركم يشكرون نائب أمير منقطة مكة وسمو محافظ جدة    غوميز: سنلعب أمام ضمك "مباراة الموسم"    "هيئة المتاحف" ومتحف طارق رجب يوقعان مذكرة المستقبل    «النفس والرواية».. المفهوم عبر الزمن    يدٌ حانيةٌ ممدودةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    رحّالة أردني يوثّق كرم مواطن    المكافأة على المعروف    نائب أمير مكة يتفقد صالة مبادرة " طريق مكة" بمطار جدة    "آس" الإسبانية: الاتحاد يعرف كيف يفوز بدون بنزيما    أمير المدينة يشيد بدور مركز 911 في دعم الأمن وخدمة ضيوف الرحمن    المكانة لمن يستحقّها    الضب لا ينام ولا يرعى صغاره!    نجاح عملية روبوت في جراحة الصدر بطبية مكة    حطين يتوج بكأس دوري الدرجة الأولى لكرة القدم الشاطئية    محمد بن عبدالعزيز يصل إلى جازان بعد تعيينه أميرًا للمنطقة    الإيجارات ترفع التضخم إلى 2.3%    محافظ الطائف يتسلّم شهادة الامتثال الإسعافي من هيئة الهلال الأحمر السعودي    أمانة القصيم تنفّذ برنامجًا تدريبيًا في الإسعافات الأولية لمنسوبيها .    أمير تبوك يستقبل مدير عام الجوازات    بحضور محافظ الطائف ..العدواني يحتفل بتخرج نجله    أمام خادم الحرمين الشريفين.. أمراء يؤدون القسم عقب صدور الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزمة لوكربي : الشروط التنازلية الليبية تصطدم بالموقف الفرنسي التصعيدي
نشر في الحياة يوم 20 - 09 - 1993

بعد أربعة قرارات بتمديد العقوبات المفروضة على ليبيا من مجلس الامن، وبعد "انذار اخير" بوجوب تسليم المتهمين بتفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي عام 1988 تنتهي مدته في مطلع تشرين الاول اكتوبر المقبل… ظهرت خيوط تشير الى دخول القضية مرحلة حاسمة دلّ عليها تزايد الانباء عن احتمال تسليم طرابلس المتهمين الامين خليفة فحيمة وعبدالباسط مقراحي الى اسكوتلندا ودخول المفاوضات في هذا الشأن مرحلة الضمانات والشروط.
ويشير مراقبون الى ان مرحلة الحسم تحمل معنيين احدهما ايجابي والآخر سلبي. فالتسوية التي كثر الحديث عنها في كواليس الامم المتحدة يمكن ان تصب في اطار تمديد عمر الازمة، انما بشروط افضل للنظام الليبي وتنص مسودة القرار التي تداولها اعضاء مجلس الامن على الآتي:
1 - اعلان ليبيا تسليم المتهمين الى بريطانيا او الولايات المتحدة.
2 - رفع العقوبات المفروضة منذ نيسان ابريل 1992 فوراً عن ليبيا.
3 - تكليف الامين العام للامم المتحدة الدكتور بطرس غالي مراقبة الاوضاع داخل ليبيا وتقديم تقرير خلال 90 يوماً يؤكد ان طرابلس ملتزمة نبذ الارهاب واذا لم يرد هذا التأكيد فان مجلس الامن سيعيد فرض العقوبات.
اما اذا لم تسلّم طرابلس المتهمين قبل حلول مطلع تشرين الاول اكتوبر المقبل فان مسودة القرار تنص على تجميد ارصدة ليبيا في الخارج وفرض حظر على معدات تستخدم في تصدير النفط.
وترافق الاعلان عن مسودة القرار مع انباء شبه يومية عن موافقة طرابلس على ان يسلم المتهمان نفسيهما الى اسكوتلندا بعد سلسلة من الضمانات تتعلق باختيار هيئة محلفين محايدة واستبعاد الاستخبارات البريطانية والاميركية عن التحقيقات والسماح لممثلي الامم المتحدة والجامعة العربية واتحاد المحامين العرب بزيارة المتهمين لضمان عدم تعرضهما للتعذيب واقتصار المحاكمة على حادث تفجير طائرة "بان اميركان" واعادة المتهمين الى ليبيا فور ثبوت براءتهما او بعد انتهاء عقوبتهما في حال ادانتهما، وعدم تسليمهما الى دولة ثالثة تحت اي ظرف وعدم الضغط عليهما، سواء بالاغراء او الترهيب، لتحويلهما الى شهود في مقابل تخفيف الحكم الصادر في حقهما. كذلك طلبت ليبيا رفع العقوبات فور مثول المتهمين امام المحاكمة، وتعهد مجلس الامن عدم تجميد اي ارصدة واموال لدفع تعويضات عن الحادث وعدم التدخل في الشؤون الداخلة الليبية اذا طبقت كل جوانب القرار.
وسلّم المبعوث الليبي السيد عبدالعاطي العبيدي الى غالي قائمة طويلة من الشروط والضمانات تضمنت ما هو مذكور اعلاه اضافة الى لائحة اخرى من الشروط لم تعلن.
ويروي ديبلوماسيون متابعون للملف الليبي ان الضمانات الحقيقية التي طلبتها طرابلس تتعلق تحديداً باقتصار المحاكمة على قضية لوكربي وعدم امتدادها الى قضايا اخرى خصوصاً في ظل تزايد الحديث عن وجود لائحة تضم 60 اسماً ستطلب تباعاً الى التحقيق، وفي ضوء ما اعلن عن فشل وساطة قام بها زعيم دولة مغاربية لحلّ هذه القضية بسبب عدم حصوله على ضمانات غربية بأن تقتصر المحاكمة على المتهمين او بعض المسؤولين الامنيين فقط من دون ان تطال رموزاً أساسية في النظام.
ويقول هؤلاء ان التسوية المطروحة، على رغم ما فيها من احتمالات سلبية وتوقعات، "تشكل حلاً مقبولاً" في الوقت الراهن، لأنها تمد في عمر الازمة من دون ان يتخلى طرفاها عن اوراقهما، او بشكل يسمح لطرفيها بالتخلي عن هذه الاوراق تدريجاً، فالولايات المتحدة وبريطانيا لم تتراجعا عن طلب تسليم المتهمين واستجابتا، تحديداً، لمطالب اهالي ضحايا لوكربي والرأي العام. والنظام الليبي كسب وقتاً اطول للتفاوض انما في غياب العقوبات هذه المرة، وفي اطار خطاب سياسي جديد يعتمد على تكثيف الانفتاح الاقتصادي مع دول لوكربي والانفتاح السياسي مع الغرب عموماً، واسرائيل اذا اقتضى الامر، ويرتكز على سلسلة من الخطوات التي تشكل اشارات قوية الى الغرب بأن ليبيا بلد التعايش والتسامح ونبذ الارهاب، ومن هذه الخطوات مؤتمر التعايش بين الاديان الثلاثة الذي سيعقد في الخريف المقبل في طرابلس.
الا ان الصورة القاتمة لا تغيب ابداً عن سيناريو التسوية المطروحة، فالولايات المتحدة وبريطانيا لم تتعهدا اطلاقاً عدم شمول التحقيق اشخاص آخرين. ويشير ديبلوماسيون في الامم المتحدة الى "مخاوف من ان يؤدي تسليم المتهمين الى رهن السياسة الليبية نهائياً في ملف محاكمة لوكربي بشكل اصعب من وجودها رهينة في ملف العقوبات".
وما يزيد في سواد الصورة الموقف الفرنسي المفاجئ الذي قد يقلب طاولة السيناريو المتداول في الأمم المتحدة، اذ اعلنت باريس في خضم موجة التفاؤل في الوصول الى حل، ان قرار رفع العقوبات لن يتخذ آليا اذا سلمت ليبيا المتهمين في قضية لوكربي الى اسكوتلندا، وأن المطلوب ايضاً تسليم المتهمين الاربعة في تفجير طائرة "يوتا" فوق صحراء النيجر عام 1989 قبل رفع العقوبات. كما اعلنت مصادر قضائية فرنسية ان ملف التحقيق في تفجير "يوتا" اكد بوضوح مسؤولية المتهمين الليبيين وأن القاضي الفرنسي جان لوي بروغيير لن يحقق مع هؤلاء الا في مكتبه في باريس، كما ينص على ذلك القانون الفرنسي.
ويفسر مراقبون الخطوة الفرنسية بأنها "استباق لعقد صفقة مزدوجة اميركية - فرنسية مع ليبيا على حسابها"، ويتوقع هؤلاء خطوات تصعيدية اكبر من قبل باريس تؤدي الى تصعيد العقوبات على ليبيا كما هو مقرر، او على الاقل عدم اتخاذ قرار برفع العقوبات حتى لو سلم المقراحي وفحيمة نفسيهما الى اسكوتلندا.
وفيما يؤكد قريبون من النظام الليبي ان طرابلس نجحت في كسر "الطوق الثلاثي" المفروض عليها من خلال اللعب على وتيرة المصالح بين فرنسا واميركا وبريطانيا، وأن هذه الخطوة ستؤدى حكماً الى "شروط افضل" لليبيا، يرى مراقبون محايدون ان كل "الاجواء التفاؤلية" هي "وهم وسراب" وأن "النظام الليبي يعرف اكثر من غيره ان قضيتي لوكربي ويوتا في صلب الشروط السياسية للنظام الدولي الجديد، وما يجري حالياً لا يعدو من قبيل تقطيع الوقت الى أن يقضي القضاء امراً كان مفعولا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.