برعاية اتحاد الغرف السعودية.. اتفاقيات محلية ودولية في اختتام المعرض الدولي الأول العائم للامتياز التجاري    النفط يسجل مكاسب أسبوعية وسط تفاؤل بمحادثات أمريكا والصين    الجيش الباكستاني: ثلاث من قواعدنا الجوية تعرضت لهجوم صاروخي هندي    الكرملين: روسيا تدعم وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما    بث مباشر من مدينة الملك عبدالله الطبية لعملية قسطرة قلبية معقدة    الخريف يبحث تعزيز التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)    أرتيتا يصر على أن أرسنال «الأفضل» في دوري أبطال أوروبا    ميلان يقلب الطاولة على بولونيا في "بروفة" نهائي الكأس    الخليج يجدد عقد "بيدرو" حتى عام 2027    القبض على 3 هنود في عسير لترويجهم (63) كجم "حشيش"    باكستان: الهند أطلقت صواريخ باليستية سقطت في أراضيها    نادي القادسية يحصد ذهب ترانسفورم الشرق الأوسط وأفريقيا 2025    'التعليم' تعتمد الزي المدرسي والرياضي الجديد لطلاب المدارس    بعد تعيينها نائبًا لوزير التعليم بالمرتبة الممتازة .. من هي "إيناس بنت سليمان العيسى"    الهلال يعلن انتهاء موسم لاعبه"الشهراني" للإصابة    محمد الدغريري يكتب.. الملكي يُعاقب القارة    مشروع البحر الأحمر: أيقونة الجمال وسرعة الإنجاز    الإعلان عن أندية الدرجة الأولى الحاصلة على الرخصة المحلية    من أجل ريال مدريد.. ألونسو يُعلن موعد رحيله عن ليفركوزن    المملكة توزّع 2.000 سلة غذائية وحقيبة صحية في محافظة الحسكة السورية    أموريم يقر بأن يونايتد يستحق الانتقادات رغم وصوله لنهائي يوروبا ليغ    الدكتورة إيناس العيسى ترفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينها نائبًا لوزير التعليم    جوازات المدينة تستقبل أولى رحلات حجاج جيبوتي    سقوط مسبار فضائي على الأرض غدا السبت 10 مايو    إيران والردع النووي: هل القنبلة نهاية طريق أم بداية مأزق    مستشفى الطوال العام ينفذ فعالية اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية    النادي الأدبي بجازان يقيم برنامج ما بين العيدين الثقافي    إمام المسجد الحرام: الأمن ركيزة الإيمان ودرع الأوطان في زمن الفتن    جازان تودّع ربع قرن من البناء.. وتستقبل أفقًا جديدًا من الطموح    هلال جازان يحتفي باليوم العالمي للهلال الأحمر في "الراشد مول"    أمير منطقة الجوف يختتم زياراته التفقدية لمحافظات ومراكز المنطقة    مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية في صبيا يشهد إقبالًا استثنائيًا في يومه الثاني    قيمة المثقف    الرياح الأربع وأحلام اليقظة    أوامر ملكية: تغييرات في إمارات المناطق وتعيينات قيادية رفيعة    الحج لله.. والسلامة للجميع    الرواية والسينما وتشكيل الهوية البصرية    اضطرابات نفسية.. خطر صادم    مرضى الكلى.. والحج    تطوير قطاع الرعاية الجلدية وتوفير أنظمة دعم للمرضى    الحجيج والهجيج    الأمير محمد بن عبدالعزيز يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينه أميرًا لمنطقة جازان    جامعة أمِّ القُرى تنظِّم الملتقى العلمي الرَّابع لطلبة المنح الدِّراسيَّة    رئاسة الشؤون الدينية تدشن أكثر من 20 مبادرة إثرائية    جامعة نايف للعلوم الأمنية تنال اعتمادا دوليا لكافة برامجها    جائزة البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية لمجمع الملك سلمان العالمي    15 مليون دولار مكافأة لتفكيك شبكات المليشيا.. ضربات إسرائيل الجوية تعمق أزمة الحوثيين    إحالة مواطن إلى النيابة العامة لترويجه "الحشيش"    الزهراني يحتفل بزواج ابنه أنس    تصاعد وتيرة التصعيد العسكري.. الجيش السوداني يحبط هجوماً على أكبر قاعدة بحرية    تصاعد التوترات بين البلدين.. موسكو وكييف.. هجمات متبادلة تعطل مطارات وتحرق أحياء    ضبط (4) مقيمين لارتكابهم مخالفة تجريف التربة    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. فصل التوأم الطفيلي المصري محمد عبدالرحمن    الرُّؤى والمتشهُّون    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" تجري استطلاعاً شاملاً في لبنان : اللبنانيون يائسون ، يشكون من كل شيء ناقمون على الحكم والنواب ويحلمون بالهجرة
نشر في الحياة يوم 07 - 12 - 1992

أكثر من 89 في المئة من اللبنانيين يعتبرون أن وضعهم أسوأ من السابق
وأكثر من 38 في المئة يقولون ان الفساد ازداد في الدوائر الحكومية
وأكثر من 79 في المئة يرون أن الحكومة لا تقوم بواجباتها
وأكثر من 50 في المئة يتوقعون تظاهرات شعبية كبرى
هذا الاستطلاع الخاص الشامل والكبير الذي أجرته "الوسط" في لبنان، نضع نتائجه في تصرف رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريري.
هذا الاستطلاع اجراه لحساب "الوسط" مركز لبناني متخصص في استطلاع الرأي العام، وعلى اسس علمية دقيقة، وشمل عينة مختارة بدقة من ألف شخص، من كل المناطق اللبنانية، ومن مختلف الاعمار والطوائف والمستويات والطبقات والمهن، ذكوراً وإناثاً. وقد تم توجيه 15 سؤالاً، تتعلق بمختلف القضايا التي تهم اللبنانيين، الى المشاركين في هذا الاستطلاع الذي يحمل عنواناً كبيراً هو: مم يشكو الشعب اللبناني اليوم؟
ويبدو، بوضوح، من نتائج هذا الاستطلاع، ومن تحليل هذه النتائج، ان اللبنانيين يشكون من كل شيء، من الغلاء ومن الفساد ومن الرشوة ومن النواب ومن الحكم ومن الوضع العام في البلاد. كما يبدو واضحاً ان الاغلبية الكبيرة من اللبنانيين هم في حالة رهيبة من التعاسة والكآبة واليأس والنقمة، يريدون الهجرة من وطنهم والعيش في أي بلد في العالم. ودفع اليأس بعضهم الى حد تمني عودة الحرب وحكم الميليشيات.
هذا الاستطلاع اجراه فريق عمل خاص في الفترة ما بين انتهاء الانتخابات النيابية في لبنان ومباشرة بعد تأليف حكومة رفيق الحريري. لذلك فحين يعتبر أكثر من 65 في المئة من اللبنانيين في هذا الاستطلاع ان الحكومة هي المسؤولة عن تدهور الاوضاع في البلاد، فليس المقصود بذلك حكومة الحريري بالذات، بل الحكومة، أو الحكم، بشكل عام، على أساس ان السلطة الفعلية هي اليوم، وفقاً للدستور الجديد، في أيدي مجلس الوزراء لا في ايدي رئيس الجمهورية. يضاف الى ذلك، طبعاً، انه لا يمكن اصدار أي حكم على حكومة الحريري قبل مرور بضعة أشهر على بدء ممارسة مهامها.
ولا بد من الاشارة الى ان المركز الذي اجرى هذا الاستطلاع لپ"الوسط" هو نفسه الذي اجرى الاستطلاع الأول وموضوعه الانتخابات النيابية في لبنان، وقد نشر في عدد "الوسط" الرقم 25 الصادر يوم 20 تموز يوليو الماضي. ويومذاك أكد الاستطلاع ان أكثر من نصف اللبنانيين سيقاطعون الانتخابات النيابية، وهذا ما حدث.
وفي ما يأتي نتائج الاستطلاع الجديد الخاص بپ"الوسط" والملاحظات والاستنتاجات والتحليلات المرفقة به.
يتألف الاستطلاع الخاص بپ"الوسط" من 1000 الف استمارة تتوزع على اسئلة عدة منقسمة الى قسمين: الأول يتضمن معلومات شخصية عن الأفراد، والثاني يتضمن المعلومات حول هدف الاستطلاع والآراء الواجب الحصول عليها.
يشتمل الاستطلاع مجموعة من المواطنين اللبنانيين مقسمين على كل المناطق اللبنانية التي تتألف من المحافظات الخمس الشمال، الجنوب، البقاع، بيروت، جبل لبنان وذلك عدا المنطقة الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي وتلك الخاضعة لسيطرة جيش لبنان الجنوبي في جزين. وقد تم توزيع العينات البشرية اللبنانية نسبة الى عدد من المعطيات الطائفية والديموغرافية والطبقة الاجتماعية والمنطقة الجغرافية ووزعت هذه النسب حسب المناطق وأهميتها العددية. ويعطي توزيع السكان حسب مناطقهم فكرة واضحة عن مختلف الاتجاهات والتيارات في المجتمع اللبناني ويلقي الضوء على اختلاف الآراء اللبنانية حسب اختلاف التوزيع المذهبي والمناطقي.
ونظراً الى تفاوت النسب العددية للسكان القاطنين في المحافظات اللبنانية الخمس جرى توزيع السكان في هذه المناطق على الشكل الآتي: بيروت 250 استمارة، جبل لبنان 350 استمارة، الجنوب 150 استمارة، الشمال 150 استمارة، البقاع 100 استمارة.
اما بالنسبة الى الطبقات الاجتماعية فقد تم تقسيمها الى ثلاث طبقات يتألف منها الشعب اللبناني وهي: الطبقة العليا والطبقة الوسطى والطبقة الدنيا.
الطبقة العليا تشكل ما نسبته 5 في المئة من مجموع اللبنانيين وتتألف وليس على سبيل الحصر من الاطباء وأصحاب المؤسسات الكبرى والشركات. وكبار التجّار والصناعيين. الطبقة الوسطى تشكل ما نسبته 40 في المئة من مجموع اللبنانيين وتتألف وليس على سبيل الحصر من الموظفين في المكاتب والبنوك وصغار التجار والمدرسين والمحامين والأطباء والمهندسين. اما الطبقة الدنيا والتي تقدر بنسبة 55 في المئة من المجتمع اللبناني فتتألف وليس على سبيل الحصر من عمال المصانع وعمال المحلات الصغيرة وصغار الموظفين والمستخدمين.
ماذا يقول اللبنانيون؟
سجل فريق العمل الذي قام بالاستطلاع خلال جولاته في مخلتف المناطق اللبنانية ردود فعل المواطنين على القضايا المطروحة في هذا الاستطلاع. ونورد في ما يأتي أبرز التعليقات:
نبدأ أولاً من بيروت حيث الهم المعيشي هو الهم الأول بالنسبة الى المواطنين وقد التقى فريق العمل بائع خضار في منطقة عين المريسة اكد انه لم يسجل اولاده في المدرسة هذا العام لأنه بالكاد يستطيع تأمين الخبز ليأكل. وفي وادي أبو جميل عندما سألنا أحد المواطنين اذا كان يؤيد الاشتراك في تظاهرات شعبية شبيهة بالتي جرت في 6 أيار مايو الماضي أكد ان الوضع بحاجة الى انتفاضة مسلحة. اما في منطقة صبرا فقد أكد احد الاشخاص ان أية تظاهرة لن تفيد "لأنها من صنع الغريب" ولن يسمح بتكرارها الا اذا كانت تؤمن له مصالحه. وأضاف: "لا أحد على استعداد للتظاهر في هذه المنطقة لأن جميعهم غرباء ولو كان جميع اللبنانيين يملكون ثمن تذكرة السفر من هنا لما بقي واحد في هذا البلد".
وأثناء سؤال أحد المواطنين عن الفساد في الادارات العامة قال: "اذا دفعت رشوة في الادارة سهلت المعاملة وإذا لم تدفع فانك لا تحصل عليها". وأكد انه ذهب الى شركة الكهرباء لاتمام معاملة ما الا انه لم يحظ الا بنصيحة من احد الموظفين يقول له ان هذه المعاملة عند صديق له ويلزمها 25 ألف ليرة لبنانية ودفع المبلغ. وتساءل أحد المواطنين في منطقة الجناح: "كيف لا تريد ان يرتشي الموظفون في حين ان معاش أكبر موظف رسمي لا يكفي مصروف أربعة أو خمسة ايام؟ المطلوب ان تحسن الدولة أوضاع هؤلاء الموظفين المادية وعندها تقضي على الرشوة".
في منطقة الاوزاعي أكد احد المواطنين ان "الوفاق الوطني في لبنان يأتي من الخارج. ان ما يتفق عليه الكبار في الخارج يطبق عندنا. نحن احجار داما فقط لا غير. فنحن نعمل 15 يوماً حتى نصرف اموالنا في يوم واحد وإذا اكملنا هكذا نموت من الجوع". في منطقة المصيطبة أكد مدير احد المصارف "ان رجال الحكم والحكومة هم المسؤولون عما يتخبط به الشعب من أزمات. فلو كان الطقم السياسي سليماً لما كنا في الوضع الذي نحن فيه اليوم. انها الكارثة".
المهندس رفعت سعد كان ترشح الى الانتخابات النيابية الاخيرة الا انه فشل وأكد لنا ان على الحكومة "ان تعلم الشعب دروساً في الوطنية، والاخلاق، والتربية المدنية والسياسية، ولكن عليها قبل ان تعلم هذه الدروس ان تتعلم هي، وهنا مكمن المشكلة، لذلك فان الشعب اللبناني يعيش على هامش الحياة منذ 17 عاماً".
احد المواطنين في منطقة الاشرفية قال انا: "لا أخاف على لبنان طالما هو في أياد نظيفة مثل يدي الرئيس الياس الهراوي، ولكن الذين يحيطون بالرئيس هم الذين لا يدعونه يعمل ويجب ابعادهم عنه، ولو سلمت مقاليد هذا البلد للهراوي وحده لكنا اليوم بأفضل حال". تاجر في منطقة فرن الشباك - العدلية أكد "ان الرئيس الهراوي سيغير الوضع في القريب العاجل ولن يترك البلد على حالها من الفساد". أخيراً احد المواطنين من الذين التقاهم فريق العمل في منطقة الكولا غرب العاصمة قال: "ليس لي ثقة في هذه الدولة".
اما في منطقة الشمال فقد صدرت عن المواطنين التعليقات الآتية: عندما وصل فريق العمل الى منطقة البترون كانت الحركة خفيفة جداً في البلدة، فاستوقف فريق العمل احد المارة وسأله عن سبب عدم وجود الناس في الشوارع فأجاب: "ان أكبر راتب هو 300 الف ليرة لبنانية - أي أقل من مئتي دولار - والسوق هو للتبضع ومن يستطيع التبضع في هذه الأيام؟ ان الوضع في المنطقة من سيىء الى أسوأ ولا يقدر أحد على العيش بشكل جيد. الغرباء هم سبب العلة اذ انهم يعملون بأجر بخس ويبيعون سلعهم بأسعار رخيصة أيضاً. ماذا عسانا نفعل، وكيف تريد ان يتحسن الوضع والنواب الذين في المجلس فرضوا فرضاً؟ ماذا تنتظر من بلد ارادة المجلس الذي يمثل شعبه مستوردة من الخارج". وفي منطقة البترون رفض عدد كبير من الناس الاجابة عن اسئلة الاستمارات قائلين: "اذا أجبنا لن نستطيع قول الحقيقة لأننا اذا ما قلناها نصبح من بين المساجين، فالأفضل لنا السكوت على الكلام".
احد المواطنين في البترون أكد لفريق العمل انه من مؤيدي العماد ميشال عون "وهذا رد على جميع الاسئلة". ورفض الاجابة على أي من اسئلة الاستمارة.
النقمة والهجرة
في انفة أكد الجميع ان البضاعة الاجنبية تضارب البضاعة اللبنانية والبضائع اللبنانية مكدسة، ودعا الى مقاطعة البضائع الاجنبية لحماية السلع اللبنانية وتخفيض سعر الدولار. آخرون في الشمال قالوا لفريق العمل ان كل مواطن شمالي هو "مشروع" مهاجر "ومحظوظ كل من عنده احد خارج لبنان". في عكار أكد احد المواطنين ان الانسان يمكن ان يموت قبل ان يصل الى عند الطبيب، وإذا وجد الطبيب أو المستشفى فالمريض لن يكون قادراً على دفع الاتعاب المتوجبة. سأل احد الاشخاص في منطقة مشتي حسن فريق العمل. "عن أي وطن تتكلمون لو لم يكن عندنا أولاد في الجيش اللبناني لنسينا أننا في لبنان". في منطقة حلبا اشتكى الناس من عدم وجود مستشفى حكومي، وإذا وجد فلا دواء فيه ولا اطباء، والطلاب في المدارس الخاصة هذا العام لأن لا مدارس رسمية في المنطقة والاقساط في المدارس الخاصة اصبحت بالدولار. اما في بلدة القبيات فقد قال احد المواطنين: "تسألون عن الفساد في الادارات الرسمية؟ اسألوا عن الفساد في أروقة الحكم الرئيسية وكيف ان النواب فازوا اما بالرشوة او بالتزوير، فماذا تتوقع من هكذا نواب؟". في سير الضنية، كما في باقي المناطق، قال احد المواطنين ان الفساد والرشوة في هذا البلد مستشريان وأكد "ان الدولة تساعد على موت الشعب بعدم اهتمامها بالطبابة لأن من لا يستطيع دفع اجور المستشفيات والاطباء يموت، ولكن بالنتيجة من لم يمت سيهاجر". احد التجار قال. "انا صاحب دكان صغير ودفعت ثمن هذا الدكان لكي اعمل فيه، واليوم يأتي اصحاب البسطات ويبيعون السلع امام محلاتنا وأغلبهم غرباء يقطعون رزق اللبناني فكيف تريدوننا ان نستمر بالعيش الكريم".
في سوق طرابلس قال احد المواطنين: "يجب ان يكون الجميع متساوين ولا يكون هناك غني ولا فقير، ويجب ان يتم تطبيق نظام من أين لك هذا. هذا المجلس المنتخب لا يمثل الشعب اللبناني انما يمثل من أوصله". وسأل الدولة عن قانون الايجارات الذي أرهق كاهل المواطن، وقال قبل اشهر لم يكن علينا دين انما اليوم اصبح علينا دين بالملايين بسبب قانون الايجارات، وهذا ما ارهق كاهل المواطنين بسبب المفعول الرجعي الذي يبقى هدفه الأساسي تهجير جديد للمواطنين من منازلهم. في طرابلس ايضاً قال احد المواطنين: "في هذه الايام الفقير صار غنياً مترفاً والمحتال صار غنياً والذي يخاف ربه ازداد فقراً، على الدولة ان تهتم بالوضع السكني وتؤمن قروضاً اسكانية من الخارج". اما بالنسبة الى المزارعين في منطقة عكار فقد اشتكوا اكثر ما اشتكوا من "المضاربة الخارجية" ومن إهمال الحكومة لهم وكأن هناك مؤامرة ضدهم.
في الجنوب قال احد المواطنين في منطقة شرق صيدا ان لا فائدة من حكومة جديدة لأن حكومة جديدة تعني وصول اناس جدد جائعين الى السلطة، وهذا يعني سرقة اموال الناس مرة من جديد. وتحسر كثيرون على ايام الميليشيات "ولا فرق بين الميليشيا والحكومة، الفرق الوحيد ان الميليشيات كانت تصرف المال في البلد لأن تمويلها كان من الخارج اما الدولة فهي تصرف مال الشعب". احدى النساء في منطقة صيدا أكدت: "طالما ان السيدة بهية الحريري وصلت الى المجلس فلبنان بألف خير ولا نخاف لأن هناك اناساً طيبين في البرلمان".
في صور تمنى احد المواطنين ان تكون الدولة لكل الناس وألا تكون على مستوى المحسوبيات فقط "لأن هناك ازمة ادارات، وشبّه المجلس النيابي ببرنامج استديو الفن الذي يستقبل الهوات من كل المناطق اللبنانية". احد المواطنين في صور قال انه سيضطر لبيع متجره بالخلو لأنه لا يستطيع دفع المفعول الرجعي الناتج عن قانون الايجارات، أضاف: "في الماضي كنا نشتري السلع اليومية والمواد الغذائية بالصناديق واليوم بالكاد نشتري كيلو واحد وأصبحنا نخاف من مجاعة تحدق بنا".
في النبطية شدد جميع المواطنين على القول انه "في زمن الحرب اضمحلت الطبقة الوسطى وازداد عدد الفقراء، ومش عايش الا المافيا، وتجار الدولار، والذين يعملون في تهريب الحشيشة. وشدد المواطنون على ضرورة ايصال اشخاص اكفاء الى الحكومة".
في منطقة البقاع، وفي بعلبك تحديداً، قال احد المواطنين لديه 10 أولاد: "لا استطيع تأمين الاكل لأولادي انما استطيع تحميل كل واحد منهم رشاشاً وعندها أصبح قادراً على تأمين رزقي وأكثر". وتمنى لو تعود الحرب من جديد، عندها ينخفض سعر الدولار ويعود الوضع الى افضل مما كان عليه من قبل. وأضاف آخر: "عندما وصل حزب الله الى المجلس النيابي خفنا زيادة لأن اسرائيل هذه المرة لن ترحمنا". وتساءل "لماذا الخدمات مقطوعة منذ مدة بعيدة عن منطقة بعلبك؟ ولماذا لا نرى الكهرباء ولا نسمع الهاتف؟ ما هو السبب". وتساءل ايضاً: "لا ترفع النفايات من شوارع المنطقة هل هي مؤامرة ضدنا".
في جبل لبنان وفي كفرحيم قضاء الشوف، شرح احد المواطنين "ان الانسان لا يستطيع ان يتكل على عمل واحد فقط انما عليه ان يقوم يوميا بعملين أو ثلاثة حتى يستطيع تأمين عيشه" وأمل "ان يتم تغيير جميع المسؤولين الرسميين في الدولة حتى يتم الاصلاح". في الشوف ايضاً موجة عارمة ضد المجلس النيابي الجديد "ما عدا بعض الاشخاص المحسوبين على وليد جنبلاط" على حد قولهم. في مدينة عاليه أكد أحد الاشخاص: "الغلاء سيؤدي الى نقمة الشعب على المسؤولين في الحكم. والله يستر من السرقة وأعمال العنف".
وقال احد المواطنين انه لم يشاهد النظافة في المنطقة الا منذ اسبوعين وذلك بفضل جهود النائب أكرم شهيب.
في بكفيا التقى فريق العمل صائغاً تساءل: "الى أين سنصل بهذا البلد؟" وأضاف انه كان في الماضي يعمل هو وأولاده في متجره وكان وضعه ووضع ابنائه المالي ممتازاً أما اليوم "فالحالة بالويل". احد الاشخاص في بكفيا رفض اعطاء رأيه اضاف انه خطف منذ سنوات وتعلم ألا يتكلم في السياسة مع احد.
في ضهور الشوير أكد أحد المواطنين ان أيام الميليشيات كانت أفضل من الأيام الحالية "لأن الاحزاب كانت تشرف بشكل مستمر على الأوضاع، اما الآن فما من مشرف وما من متابع للأوضاع". وقال: "لن تجدي التظاهرات نفعاً لأنه قبل التظاهرات أنظر أين كان الدولار والآن أين أصبح". احدى السيدات في منطقة العيرون قضاء المتن عبرت عن الخوف من المستقبل ودعت الى ان تتيقظ الدولة الى ما يجري "فالماء في بلد الماء نشتريه بسعر يفوق سعر البنزين".
في منطقة المنصورية قضاء المتن ذكر احد المواطنين ان الانتخابات كانت لمصلحة الاشخاص، والدولة قادرة على تأمين الخدمات، انما هناك مؤامرة لخنق الشعب وإلا كيف يفسر انه في اسبوع الانتخابات فقط ازالت البلدية النفايات من الشوارع وبعد ذلك بيومين عادت النفايات لتظهر من جديد في الشوارع. احد المواطنين القاطنين في منطقة الدكوانة أكد ان لا أمل الا اذا استلم رئيس الجمهورية البلد لوحده لأن الدولة الآن لها أكثر من رأس.
في جبيل تحمس المواطنون للرد على الاسئلة في الاستمارة. قال احد المارة لفريق العمل "المجلس النيابي الجديد هو مثل مغارة علي بابا".
الاسئلة والأجوبة
نصل الآن الى الاسئلة التي طرحها فريق العمل وردود المواطنين عليها.
السؤال الأول: هل وضعك المادي ومستواك المعيشي أفضل اليوم منه في العام 1990؟
فقد أجاب:
- 90 نعم مما يشكل 9 في المئة من المجموع
- 897 لا مما يشكل 70،89 في المئة من المجموع
- 13 رفضوا الاجابة مما يشكل 30،1 في المئة من المجموع
السؤال الثاني: هل لديك في رأيك وضع سكني مقبول؟
فقد أجاب:
- 600 نعم مما يشكل 60 في المئة من المجموع
- 396 لا مما يشكل 60،39 في المئة من المجموع
- 4 رفضوا الاجابة مما يشكل 40،0 في المئة من المجموع
السؤال الثالث: هل باستطاعتك تغطية نفقاتك؟
فقد أجاب:
- 271 نعم مما يشكل 10،27 في المئة من المجموع
- 703 لا مما يشكل 30،70 في المئة من المجموع
- 62 رفضوا الاجابة مما يشكل 60،2 في المئة من المجموع
السؤال الرابع: ما هي أكبر نفقاتك، بالتسلسل؟
فقد كانت الاجوبة كالآتي:
- 461 غذائية مما يشكل 01،46 في المئة من المجموع
- 258 مدرسية مما يشكل 80،25 في المئة من المجموع
- 160 طبية مما يشكل 00،16 في المئة من المجموع
- 54 نقليات مما يشكل 40،5 في المئة من المجموع
- 37 ترفيهية مما يشكل 70،3 في المئة من المجموع
- 26 سكنية مما يشكل 60،2 في المئة من المجموع
- 4 رفضوا الاجابة مما يشكل 40،0 في المئة من المجموع
السؤال الخامس: هل تحسنت في رأيك الخدمات العامة مثل الماء والكهرباء منذ 1990؟
فقد أجاب:
- 273 نعم مما يشكل 30،27 في المئة من المجموع
- 719 لا مما يشكل 90،71 في المئة من المجموع
- 8 رفضوا الاجابة مما يشكل 80،0 في المئة من المجموع
السؤال السادس: هل تعتقد أن وضع الصحة العامة مياه الشفة، النفايات تحسن منذ 1990؟
فقد أجاب:
- 303 نعم مما يشكل 30،30 في المئة من المجموع
- 689 لا مما يشكل 90،68 في المئة من المجموع
- 8 رفضوا الاجابة مما يشكل 80،0 في المئة من المجموع
السؤال السابع: هل تعتقد أن توزيع الثروة تغير منذ 1990؟
فقد أجاب:
- 905 نعم مما يشكل 50،90 في المئة من المجموع
- 76 لا مما يشكل 60،7 في المئة من المجموع
- 19 رفضوا الاجابة مما يشكل 90،1 في المئة من المجموع
السؤال الثامن: هل تعتقد أن الفساد في الدوائر الحكومية العامة ازداد منذ 1990؟
فقد أجاب:
- 834 نعم مما يشكل 40،83 في المئة من المجموع
- 92 لا مما يشكل 20،9 في المئة من المجموع
- 74 رفضوا الاجابة مما يشكل 40،7 في المئة من المجموع
السؤال التاسع: ما هي في رأيك الامور الأكثر الحاحاً وكيف تضعها في سلم الأولويات؟
فقد أجاب:
- 535 الوضع الاقتصادي مما يشكل 50،53 في المئة من المجموع
- 184 الوفاق الوطني مما يشكل 40،18 في المئة من المجموع
- 156 قضية المهجرين مما يشكل 60،15 في المئة من المجموع
- 76 الوضع الاقليمي مما يشكل 60،7 في المئة من المجموع
- 49 امور اخرى مما يشكل 90،4 في المئة من المجموع
السؤال العاشر: هل تقوم الحكومة برأيك بواجباتها؟
فقد أجاب:
- 158 نعم مما يشكل 80،15 في المئة من المجموع
- 798 لا مما يشكل 80،79 في المئة من المجموع
- 44 رفضوا الاجابة مما يشكل 40،4 في المئة من المجموع
السؤال الحادي عشر: هل شاركت في الانتخابات النيابية هذا العام؟
فقد أجاب:
- 468 نعم مما يشكل 80،46 في المئة من المجموع
- 526 لا مما يشكل 60،52 في المئة من المجموع
- 6 رفضوا الاجابة مما يشكل 60،0 في المئة من المجموع
السؤال الثاني عشر: هل تعتقد أن المجلس النيابي الجديد يستطيع تغيير وتحسين الوضع الحالي؟
فقد اجاب:
- 358 نعم مما يشكل 80،35 في المئة من المجموع
- 457 لا مما يشكل 70،45 في المئة من المجموع
- 185 رفضوا الاجابة مما يشكل 50،18 في المئة من المجموع
السؤال الثالث عشر: كيف تتوقع ان يكون الوضع العام في القريب؟
فقد اجاب:
- 454 افضل مما يشكل 40،45 في المئة من المجموع
- 438 اسوأ مما يشكل 80،43 في المئة من المجموع
- 108 رفضوا الاجابة مما يشكل 80،10 في المئة من المجموع
السؤال الرابع عشر: هل ان تأزم الوضع الاقتصادي قد يؤدي الى تظاهرات شعبية كبرى كتلك التي جرت في 6 أيار مايو الماضي؟
فقد اجاب:
- 505 نعم مما يشكل 50،50 في المئة من المجموع
- 427 لا مما يشكل 70،42 في المئة من المجموع
- 68 رفضوا الاجابة مما يشكل 80،6 في المئة من المجموع
السؤال الخامس عشر: من في رأيك المسؤول والملام على الوضع الحالي؟
فقد أجاب:
- 110 الحرب مما يشكل 00،11 في المئة من المجموع
- 652 الحكومة مما يشكل 20،65 في المئة من المجموع
- 229 رفضوا الاجابة مما يشكل 90،22 في المئة من المجموع
- 9 الحرب والحكومة مما يشكل 90،00 في المئة من المجموع
عدد الإناث الذي شملهم الاستطلاع: 280 امرأة.
عدد الذكور الذي شملهم الاستطلاع: 720 رجلاً.
وتبين من فرز الاستمارات ان الاستطلاع شمل: 38 شخصاً ينتمون الى الطبقة العليا مما يشكل 30،8 في المئة من المجموع، 425 شخصاً ينتمون الى الطبقة الوسطى مما يشكل 50،42 في المئة من المجموع، 492 شخصاً ينتمون الى الطبقة الدنيا مما يشكل 20،49 في المئة من المجموع.
ملاحظات
من خلال تحليلنا للاستمارات ولأجوبة المواطنين عن الاسئلة نتوصل الى مجموعة من الملاحظات أبرزها الآتية:
أظهر الاستطلاع ان أهالي الجنوب هم أكثر الناس قبولاً واقتناعاً بسكنهم.
يتبين من الاستطلاع ان الاقل قدرة على تغطية نفقاتهم هم الذين فوق الپ45 عاماً.
ضواحي بيروت هي أكثر المناطق شعوراً بأن الخدمات لا تطالها.
في الجنوب اعلى نسبة من الذين تحسنت عندهم أوضاع الصحة العامة.
حول السؤال المتعلق بالفساد في الادارات الحكومية نجد ان لا فرق بين نظرة الطوائف اللبنانية المختلفة الى هذا الموضوع، وللمسلمين والمسيحيين النظرة ذاتها اليه.
السؤال المتعلق بالأمور الاكثر الحاحاً والواجب معالجتها مع الطوائف نجد ان المسلمين والمسيحيين اجمعوا على ان يكون الوضع الاقتصادي في سلم الأولويات.
أجمع الفريقان المسلم والمسيحي على ان يكون الوضع الاقليمي في آخر مرتبة من اهتماماتهم.
أعلى نسبة من المواطنين تثق بقدرة مجلس النواب الجديد على تحسين الاوضاع هي في منطقة ضواحي بيروت.
بالنسبة الى موضوع من هو المسؤول عن وصول البلاد الى الوضع الحالي، نجد ان اللبنانيين ومن جميع الاعمار وبالنسب نفسها تقريباً اجمعوا على لوم الحكومة وتحميلها مسؤولية الوضع الحالي.
استنتاجات
من خلال دراستنا للاستمارات والاستطلاع في المناطق اللبنانية كافة اتضحت لدينا الاستنتاجات الآتية:
عدم قدرة اللبنانيين بشكل عام على تأمين نفقاتهم وتغطية مصاريفهم.
تدهور الوضع الاقتصادي لدى جميع اللبنانيين بلا استثناء والى أية طائفة انتموا وفي أية منطقة سكنوا.
رغبة عامة لدى عدد كبير من اللبنانيين ومن جميع الطوائف والمناطق في الهجرة الى خارج لبنان وتفضيلهم السفر على البقاء في وطنهم.
توجه اللبنانيين عامة الى تأمين مصروفهم الغذائي قبل التفكير بأي شيء آخر.
انعدام الترفيه لدى فئة كبيرة من اللبنانيين وعدم قدرتهم على تلبية هذه الحاجة بسبب الفقر.
شعور اللبنانيين بأن أي تحسن في الوضع الاقتصادي لن يطرأ في القريب المنظور، وعدم اقتناعهم بتحسن العمل في الادارات العامة.
اقتناع نسبة كبيرة من اللبنانيين بأن الفساد في الادارات العامة هو في ازدياد مستمر.
انقسام في الآراء حول ما يتعلق بالانتخابات النيابية بين المسيحيين والمسلمين ووجود فارق كبير في نسب المشاركة.
وجود تيار موالٍ لرئيس الجمهورية في مناطق بيروت الشرقية.
تحمس جميع اللبنانيين للمشاركة في تظاهرات شعبية ضد الحكومة وتحميلها مسؤولية الوضع الحالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.