أن يجتمع المسلمون في حوار حضاري يعبر بهم الى مساحات أرحب في العالم، مطلب يكتسب أهمية خاصة في هذا الوقت من وجهه نظر الحاضرين للمؤتمر الإسلامي العالمي أمس. هناك اجماع بين المشاركين في المؤتمر على أن الدعوة للتحاور مع أبناء الديانات السماوية، دعوة موفقة، غير أن بعضهم لا يدري مدى تقبل الآخر غير المسلم للحوار. ويجد بعضهم أن الحوار مع غير المسلمين، من شأنه أن يخفف الاحتقان المتراكم لدى غير المسلمين، وهو ما يؤكده رئيس المشيخة الإسلامية في سنجك صربيا معمر دكولتش، الذي ذهب الى أن"المسلمين في هذا الوقت في أمس الحاجة الى الحوار، خصوصاً المقيمين في الغرب، وذلك لإثبات أنهم أصحاب حق"، لكنه أبدى نوعاً من التحفظ على توافر شروط الحوار الناجح لاختلاف موازين القوى. وحول مدى تقبل الصربيين للحوار من عدمه، أكد أن"هناك من هو مستعد للحوار وهناك من ليس لديه أي رغبة، وغالباً ما تغيب الرغبة نتيجة الصورة المشوهة التي خلقها الإعلام الغربي حول الإسلام". أما عضو مجلس الرابطة ورئيس الجمعية الإسلامية في تايوان إبراهيم جو فأكد أن الحوار أسلوب حضاري يهدف الى التوصل الى نتائج مشتركة. لافتاً الى أن العلماء السعوديين سبق وأن تحاوروا مع الفاتيكان قبل نحو 40 عاماً، وترجم هذا الحوار الى الصينية، وتمت فيه مواجهة الكاثوليكية بالأدلة والبراهين. لكنه أكد أهمية انجاح هذا الحوار من خلال الفهم الكامل لعقلية غير المسلمين قبل بدء الحوار معهم. ومن بين المشاركين من مسلمي الغرب من يؤكد أن هناك حواراً قائماً بين المسلمين وغير المسلمين منذ زمن، وهذا ما يؤكده رئيس الجمعية الدينية الاسلامية في فرنسا عبدالرحمن الداودي. يقول:"نحن في فرنسا، بدأنا الحوار مع غير المسلمين منذ وقت، لكنه لم يأت إلا بعد اجتهادات كثيرة توصلنا من خلالها الى نقطة البداية وهي قبولهم بحرية الحوار بين الأديان". وأضاف:"أصبح هناك تفاعل سريع ففي كل أربعة أشهر نجتمع مع أصحاب الكنيسة ونناقش عدداً من القضايا والمواضيع المختلفة". وفي ما يخص الدعوة السعودية لحوار الأديان، قال:"هي دعوة جيدة نأمل أن تؤدي إلى الأهداف التي وجدت من أجلها". ويرى مدير قناة"الإسلام"الفضائية في بريطانيا محمد علي حراث، أن الغرب اليوم ينقسم الى مدرستين، الأولى تؤمن ببناء مجتمع متعدد الثقافات والأديان، وهذه تتبنى الحوار مع أهل الإسلام والثانية تتبنى نظرة الذوبان أي ذوبان المسلمين في القيم الغربية. وأكد في مجمل حديثه أن"المسلمين مدعوون الى عدم القبول بالذوبان والسعي إلى تنمية الثقة بالنفس وبالاسلام". أما المذيع في التلفزيون الإسلامي في بريطانيا حسن سليم، فلم يكتم مخاوفه من مغبة عدم تقبل غير المسلمين في الغرب للحوار. ورأى أن على المسلمين الاستعانة بالمقيمين في الغرب منهم، لأن لديهم الدراية الكافية بطرق التواصل مع الغربيين. ولا يختلف الصحافي في صحيفة"نيتشن"الباكستانية مع هذا الرأي، مؤكداً أن أي حوار مع غير المسلمين لن يؤت ثماره، ما لم يكن هناك تفاعل ايجابي مع المبادرة الاسلامية. وذكر أن تقاطع الشأن السياسي مع الشؤون الدينية والحياتية ينبئ بعدم قيام حوار ناجح، خصوصاً أن عدداً من البلدان الإسلامية ترضخ تحت ضغوط السياسات والأسلحة الغربية.