شدّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس على أن النصرة لخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم منهج شرعي مدى الحياة ومعتقد رباني حتى الوفاة وثبات على هديه عليه الصلاة والسلام من غير تبديل ووفاء لسنته صلى الله عليه وسلم من غير تأويل، وسنلقى النتيجة البهيجة إذا تجاوزت الأمة حيز الانفعال إلى التحقق والأفعال. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس إن مبادرة بلاد الحرمين الشريفين - حرسها الله - الداعية إلى التعايش الإنساني الحضاري - الذي يكفل احترام الرسالات وتوقير القداسات وتواصل الحضارات وتحاور بني الإنسان كافة، في ما فيه رقيهم وأمنهم وسلامهم وتواصلهم وتراحمهم صيانة للإنسانية من العبث والشقاء والانتهاكات والتحديات وتحقيقاً لمصالح الأمة العليا - لهي من أعظم مآثر النصرة الجليلة والمناقب الكميلة. كما أنها لتهتف للعالم بأسره أن هذا ديننا وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وتلك حضارتنا ورسالتنا تولى الله رائدها في كل ما قصد مسرة وبشرى وأجرى له على الألسن دعاء موفوراً وذكراً،"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين". وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ارتباطنا برسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ليس رهين مناسبات وأوقات ولا هو تغني بشمائل ومعجزات ولا مدائح مجردة، بل هو قِفْوٌ للأثر بصحيح الآثار والحجج وإتباع وحب ونصرة. وقال:"في خضمّ ذلك كله ما أجدر القلوب الواعية على اختلاف مشاربها ومنازعها وتباين أقطارها وأمصارها، وهي تنشد كرامة الإنسانية وأمن الحضارة والمادية أن تهرع بكل طاقاتها انتصاراً لعظمة نبي الرحمة البهية والأخلاقية السنية". وأشار إلى أن هناك فئات من الناس آخرين يعيشون أسقاماً فكرية جنحوا إلى تحريف مراد السنة والسيرة واقتضبوا فهمها اقتضابا فغدوا في هامة الأمة سيوفاً عضاباً والسنة حصرة غضاباً. وأوضح أن القيام بشرط الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الموجب لحبه وتوقيره ونصرته صلى الله عليه وسلم يستلزم استحداث جيلنا الصاعد بل العالمين أجمعين لتعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومعرفة شمائله وخصائصه وفضله على جميع الناس وبيان شرعه. وبارك جهود النصرة المميزة التي تدأب للدفاع عن جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم، خصوصاً وقضايا المسلمين عموما بشتى الوسائل والإمكانات وتعدد الطرائق التي انتظمت المضامين العلمية والمقاصد العالمية وأنه لا يغدق ذلك الحب والإجلال للذود عن حياض الموصوف بأكرم الخلال صلى الله عليه وسلم إلا في نفس على الإقتداء الصحيح ارتسمت وبالإتباع الصدوق، وذلك بمزيد استثمار القنوات الفضائية والمجالات التقنية وتوحيد الجهود وترشيدها وتأطيرها من أجل نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم والسعي لنشر محاسن الإسلام وجمالياته ورحماته وإشراقاته وتفنيد الأباطيل حول الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام ونشر سيرته بشتى اللغات والترجمات يتوارد على ذلك جميع الجهود الرسمية والشعبية من شرائح الأمة كافة.