كشفت مصادر استشارية وطبية نفسية سعودية عن ارتفاع حالات الاصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية في المملكة، بسبب الخسائر التي تعرضت لها سوق الأسهم جراء الأزمة المالية العالمية، إذ زادت أعداد المراجعين للعيادات النفسية خلال الاسبوعين الماضي والجاري في مختلف مناطق المملكة بنسبة 20 في المئة. وقال الخبير النفسي والاستشاري الأسري الدكتور خالد باحذق ل"الحياة"، إن الوضع الذي تشهده سوق الأسهم السعودية والسوق العالمية جراء الأزمة المالية، تسبب في إصابة كثير من الأشخاص بالقلق والاضطرابات النفسية الحادة، مشيراً إلى أن تلك الأمراض ألقت بظلالها على علاقات المصابين بأسرهم. وأضاف أن من الأمراض التي أصابت المتعاملين في سوق الأسهم، التوتر وارتفاع ضغط الدم، والقلق والتوتر الشديد، وفقدان الشهية، ولجوء البعض إلى الانتحار، جراء الخسائر في سوق الأسهم، وغيرها من الأمور الأخرى. وأشار إلى أن من أهم الحالات التي شهدها، محاولة سيدة الانتحار بسبب خسارة زوجها جميع ثروته في انهيار الأسهم العام الماضي، وتغير الوضع الذي كانت تعيشه في السابق، خصوصاً أن وضعها الاجتماعي تغير من الثراء إلى الفقر. وبين باحاذق أن كثيراً من العيادات النفسية تشهد اقبالاً كبيراً من تلك الفئات، إذ نعمل على إعادة تأهيل مثل تلك الحالات نفسياً ثم اجتماعياً، لافتاً إلى أن الوضع الحالي اسهم في زيادة تلك الحالات، خصوصاً من صغار المساهمين الذين يفقدون أموالهم في السوق. وأوضح ان هناك حالات يتم إرشادها نفسياً من غير أدوية، وهذا الذي نحرص عليه دائماً، بينما هناك حالات يتم علاجها بالأدوية، وهذه تستمر في تعاطي تلك العلاجات، ومن المحتمل أن يتحول المتعاطي لتلك الأدوية إلى مدمن لها خلال حياته لمقاومة الضغوط التي يتعرض لها. من جهتها، قالت الاختصاصية النفسية في مركز النخبة الطبي الجراحي كوثر الحريري، إن هناك حالات عدة تعاني من اضطرابات نفسية تراجع العيادة، وذلك كرد فعل للخسائر التي تتعرض لها سوق الأسهم السعودية. وأشارت إلى أن الكثير من المراجعين يعانون من اضطرابات نفسية قد تستمر أشهراً محدودة وتنتهي، وتتم معالجة تلك الحالات بالعلاج المعرفي السلوكي، وهناك حالات تستمر فترة طويلة، وهي التي تفاقمت حالها النفسية، ويتم علاجها من خلال الأدوية، مشيرة إلى أن هناك حالات تتم معالجتها وقتياً، فيما تحتاج بعض الحالات الى جلسات عدة. من جهته، قال الاختصاصي النفسي عبدالرحمن اليوسف، إن الحالات التي تعاني من الاضطرابات النفسية لم تقتصر على الرجال فقط، بل توجد فئات عدة من النساء، خصوصاً التي تعمل في السوق، أو يتعرض أزواجهن للخسارة، مشيراً إلى أن كثيراً من الحالات فقدت ثروتها بسبب سوق الأسهم، ما جعلها تعاني من اضطرابات نفسية وقلق ووساوس نفسية. وبين ان الكثير من الحالات النفسية التي تشهدها العيادات تعاني من العصبية وأمراض السكر والضغط وغيرها، ما اثر في وضعهم الأسري والعملي. وتوقع اليوسف في حال استمرار الوضع الحالي في سوق الأسهم والأزمة المالية العالمية وارتفاع الأسعار، ان يزداد عدد المراجعين للعيادات النفسية بنسبة تتجاوز 20 في المئة، ما يتسبب في ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض النفسية.