على رغم مرور عامين على مزاولة أعضاء المجالس البلدية أعمالهم، إلا أن حال عدم الرضا تسود كثيراً من المواطنين، عما قدمه الأعضاء خلال الفترة الماضية. ويتفق عضو المجلس البلدي في الخفجي نشمي عماش الدوسري مع هذا الرأي. وعزا عدم رضا المواطنين عن أداء المجالس إلى"انقسام المواطنين إلى فريقين، أولهما المواطن غير الواعي، الذي لا يعرف دور المجلس البلدي"، قائلاً:"هذا النوع لا يمكن إرضاؤه"، مؤكداً أن"المجلس البلدي في الخفجي ما زال يتلقى الكثير من الشكاوى، التي لا تتعلق بالمجلس، كتقديم شكوى على إدارة المرور، وإجراءاتها، أو المطالبة بالنظر في أنظمة المستشفيات، ونحوها". ويرى الدوسري أن هذا النوع"لا يمكن إرضاؤه، لأننا لن نستطيع التدخل في اختصاصات جهات أخرى". أما الفريق الثاني الذي يراه الدوسري"واعياً"، فيقول عنه:"نتقبل نقده، وهؤلاء لا يمكن القول بأنهم غير راضين تماماً". وتابع حديثه"هناك انتقادات منطقية، تنال صميم عملنا، ونجتهد في حلها"، مستدركاً"نواجه عقبات تعوق عملنا، لا نستطيع تجاوزها، بسبب تحديد الصلاحيات"، مؤكداً أن"المجالس بحاجة إلى مزيد من الصلاحيات، كي تتمكن من أداء المطلوب منها على أكمل وجه". وأضاف:"طالبنا بتوسيع صلاحياتنا، وحصلنا على بعضها، مثل: تمكين الأعضاء من الوقوف على تنفيذ المشاريع ميدانياً، ومناقشة المقاول والأمانة في ما نراه، كما منحنا صلاحية متابعة المخططات الجديدة". وألمح إلى أن هناك"مطالبات ما زالت في الانتظار، مثل: إخراج مدير البلدية من المجلس البلدي وتغيير نظام الانتخاب والتعيين، ليصبح بانتخاب الثلثين وتعيين الثلث المتبقي، بدلاً من النظام الحالي، القائم على انتخاب النصف، في مقابل النصف المعين". وأضاف:"طالبنا أيضاً بمنحنا حق متابعة جميع أقسام البلدية". واعتبر أن"الجهات والشركات التي نتعامل معها أحياناً، تقابلنا بالتجاهل"، مستشهداً بمطالبة أعضاء المجلس بمقابلة رئيس شركة"أرامكو لأعمال الخليج"، منذ أكثر من أربعة أشهر، ولم نتلق رداً إلى الآن"، إلا أنه عاد وقال:"إن هناك جهات أخرى تتجاوب معنا، وتتفهم دورنا". وفي الجبيل، يرى عضو المجلس البلدي خالد راضي العتيبي، أن المجلس"ما زال حتى الآن في بداية عمله على رغم مرور عامين"، مشيراً إلى ان"عامين ليسا كافيين للحكم على عمل المجلس وإنجازاته، خصوصاً أنه واجه في البداية تعقيدات العمل". وأقر بأنهم عانوا من"عدم تعاون البلدية، إذ كان هناك رفض لإطلاع الأعضاء المنتخبين على المشاريع التي تنفذ"، مستدركاً"الوضع حالياً جيد، والعلاقة بيننا والبلدية تكاملية". وبخصوص نظرة المواطنين إليهم، قال:"هناك تباين في الآراء تجاه أداء المجلس، فهناك من هو راض عن أعمالنا، وهناك من لديه عتب، وهذه اختلافات وفروقات بين الناس، ومن يعارض المجلس، ويرى أنه لم يقدم شيئاً، فمن حقه ان يتابع أعمال المجلس وإنجازاته"، معتبراً أن هذا"دلالة على حرص المواطن على توفير الخدمات، ونحن نسعد بذلك، ونفتح أبوابنا لاستقبال أية ملاحظات، لأننا كأعضاء منتخبين، وصلنا إلى المجلس من خلال انتخاب المواطن لنا، لذا من حقه ان ينتقد أي قصور، ونحن نرحب بالانتقادات، ونعمل على تحقيق كل ما يخدم المحافظة، والمواطن فيها". وطالب العتيبي بضرورة"الحديث الصريح عن لمشكلات"، ومن هذا المنطلق يضيف:"وجدنا في بداية عملنا أن عدداً من المشاريع البلدية تعطى لمقاولين يقدمون عروضاً بأسعار رخيصة، وبالتالي ستكون النتائج غير جيدة، كما لاحظنا تأخيراً في صرف حقوق المقاولين، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك تأخير في تنفيذ تلك المشاريع". من جانبهم، أجمع مواطنون التقتهم"الحياة"، على خيبة أملهم في أداء المجالس البلدية في المنطقة الشرقية. وقال هاني الياسين:"إن المجلس البلدي لم يغير في واقعنا شيئاً، ولم يأت بمعجزة، فمشكلاتنا ما زالت كما هي، والأعذار كما هي". واعتبر محمد الزاكي أن المجالس البلدية"غير فعالة، ولم تستطع إحداث نقلة ملموسة في أعمال البلديات". وطالب محمد الموسى ب"توسيع صلاحيات المجلس، ونقل الصلاحيات الكبرى المنوطة بأمين المنطقة ورئيس البلدية إلى المجلس، لكونها لا تصدر إلا بعد إجماع". وتمنى مشاري الغامدي"السماح للإعلام بحضور الاجتماعات، لنقل صورة حقيقية عما يدور، وما يناقش ويتم استبعاده لسبب أو لآخر، ونقل طريقة تعاطي الأعضاء مع ما يطرح من قضايا في الاجتماع، مع وجود اجتماعات سرية، تكون كوضع طارئ، وليس ثابتاً، كما هي الحال الآن".