قبل التطرق للأسلوب التكتيكي المتوقع أن ينتهجه فريقا الهلال والنصر لمباراتهم فإن الأجهزة الفنية والإدارية تعول كثيراً على التجهيز النفسي لمثل هذه المباريات التنافسية، التي أثبتت أحداثها الماضية عدم خضوعها للفوارق الفنية، أو حتى الالتفاف لما يعانيه أحدهما من ظروف وإشكالات فنية قبل هذه المباراة، وأصبح الهاجس الكبير كيف يعد كل فريق لاعبيه بالصور المثالية والصحيحة لمباراة بهذا الحجم. حسابات التعويض لم يكن هذا الموسم مثالياً لفريقي النصر والهلال من حيث المستوى والنتائج، ونال كل منهم نصيبه جراء ذلك، وستكون مباراة اليوم فرصة لهما لتعديل وضعيتهما على حساب بعضهما البعض، ففريق الهلال الخاسر لأهم البطولات الخارجية بطولة دوري أبطال آسيا وتلتها الخسارة المفاجئة من فريق نجران يريد معالجة هذه السلبيات على حساب النصر، إضافة لتصميم الفريق على عدم التفريط في النقاط في ظل هروب فريق الاتحاد وحيداً في مقدمة الترتيب، وعلى الطرف الآخر يريد النصر التقدم خطوة مهمة وتعويض نقاط أضاعها الفريق في وقت باكر، وستكون دفعة معنوية وقوية لو كانت على حساب الهلال، وهذا ما سيجعل الفريق"الأصفر"يغسل الكثير من الهموم والمشكلات بفوزه على الغريم التقليدي. الخبرة زرقاء تصب فوارق الخبرة لمصلحة لاعبي الهلال سواء في الحراسة بوجود محمد الدعيع، أو في الدفاع بقيادة البرازيلي تفاريس، أو في الوسط بوجود الغامدي والتايب والشلهوب، إضافة للهجوم بوجود ياسر القحطاني، إلا أن هذه الميزة ربما تختفي متى ما تعامل شباب النصر مع مجريات المباراة كما ينبغي من دون اندفاع أو تهور، وركزوا على التعليمات الفنية التي أعطيت لهم. الطريقة والأسلوب المثالي يعتمد فريق النصر على طريقة4 / 5 / 1 بوجود الحارس محمد شريفي كحارس مرمى أدى دوره على أكمل وجه، يقف أمامه رباعي الدفاع المكون من الظهيرين الأيمن إبراهيم شراحيلي والأيسر مشعل المطيري، وقلبي الدفاع حمد الصقور واحمد البحري، ولم يصل هذا الخط للدرجة المثالية والمطلوبة من التفاهم، لذلك كانت الخطورة متواصلة على مرمى شريفي طوال المباريات الماضية، وأصبحت جهة المطيري معبراً سهلاً لمهاجمي الفرق المنافسة، عكس الطرف الآخر شراحيلي الذي يعتمد على قوته الجسمانية ولياقته الجيدة في القيام بالدور الدفاعي والهجومي، ويعاني قلبا الدفاع من حالة ارتباك مع بعض الكرات، سواء الكرات العرضية أو الهجمات المرتدة. ويعتمد مدرب النصر على تكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين حينما يوكل مهمة محور الارتكاز للثنائي الزهراني والواكد، وعلى يمينهما عواد العتيبي وعلى الجهة المقابلة احمد مبارك مع إعطاء الحرية كاملة للبرازيلي التون بالتنقل في أرجاء الوسط والمساندة للمهاجم الوحيد سعد الحارثي، فعلى رغم وجود الحارثي وحيداً إلا أن الخطورة الفعلية تأتي بشكل سريع ومفاجئ من الثلاثي التون والعتيبي والمبارك، الذين يجيدون الاعتماد على مهارتهم الفردية وسرعتهم الفائقة. وفي الجانب الهلالي، فإن الطريقة المثالية للفريق تعتمد على 4 / 4 / 2 ، الطريقة التي استطاع الفريق من خلالها تحقيق نتائج إيجابية حتى أصبحت الطريقة المطلوبة والمتفق عليها من الجميع،خصوصاً أن الدعيع أحد أهم دعائم الفريق بإجادته التصدي للخطورة على مرماه، خصوصاً في الكرات العرضية أو الخروج في التوقيت المناسب، وينطبق على الدفاع"الأزرق"ما ينطبق على منافسه"الأصفر"بأنه أقل الخطوط إيجابية، فوجود الخبيران تفاريس والمفرج كقلبي دفاع والخثران على الجهة اليسرى لم يساعد في زيادة الانسجام والتفاهم بينهم، فتفاريس غالباً ما يتقدم للأمام وهذا ما يسمح لترك فجوة بينه وبين المفرج سببت الكثير من القلق والخطورة على مرمى الدعيع، وهذا ما حمل الدفاع الهلالي عبء أكبر خلاف التبديلات والتجارب التي طاولت الظهير الأيمن، الذين من المرجح أن يشغله نامي في هذه المباراة، ويعاب على ظهيري الجنب عدم قدرتهم على المساندة والعودة السريعة لمناطقهم الدفاعية. وسيعول فريق الهلال كثيراً على خط وسطه، سواء بوجود الرباعي التايب والغامدي والغنام والشلهوب، أو بانضمام التمياط لهم كلاعب وسط خامس، ويملك هذا الخط نوعية من اللاعبين تكمل بعضها البعض في الأدوار، فالغنام يمتلك الأدوار الدفاعية والمساندة لخط الدفاع، والغامدي يمتلك دورين دفاعياً وهجومياً مسانداً، إلا أن الدور الأكبر سيكون على كاهل التايب والشلهوب في الربط مع المهاجمين وصناعة اللعب بأوضاع مختلفة، ومتى ما كان القحطاني والصويلح ثنائياً في خط المقدمة فهذا يشكل خطراً مضاعفاً على الدفاعات"الصفراء"، خصوصاً أن الصويلح يمتلك السرعة والقوة التي تخفف كثيراً من الرقابة على القحطاني.