الخسائر وصلت إلى نصف مليون دجاجة... و "الزراعة" تناقش "الشروع في إجراءات وقائية" . "أنفلونزا الطيور" تجتاح مزرعتين... و "اشتباه" يقود إلى "التخلص" من سوق الطيور بالرياض

حلّ مرض أنفلونزا الطيور ضيفاً على مزرعتين جديدتين في مركز قصور المقبل وضرماء 65 كيلومتراً غرب الرياض أمس، فيما قادت حال اشتباه إلى إعدام الطيور كافة في سوق الطيور في الرياض.
فعند الثالثة عصراً، طوقت الجهات الأمنية سوق الطيور في حي العزيزية، ونفذت وزارة الزراعة عملية إعدام للطيور كافة في 83 محلاً، وعدد من الاستراحات في أحياء جنوب الرياض، بعد ظهور حالات اشتباه بإصابة طير في أحد المحال بفيروس H5N1 المسبب ل"أنفلونزا الطيور".
وأوضح رئيس لجنة الطوارئ في وزارة الزراعة الدكتور فلاح الدوسري ل"الحياة"، أنه تم اكتشاف حال اشتباه في سوق الطيور في حي العزيزية، فجرى تشكيل لجنة خماسية من وزارة الزراعة ووزارة الصحة وأمانة منطقة الرياض وشرطة المنطقة والمديرية العامة للدفاع المدني، وتم إعدام الطيور كافة في السوق والاستراحات في نطاق خمسة كيلومترات منها كإجراء احترازي، لافتاً إلى أنه تم نقل الطيور بعد وضعها في أكياس بلاستيكية من عمال النظافة إلى منطقة خالية من السكان في حي الغنامية، لدفنها في أرض تابعة للبلدية.
وأكد أن رجال الأمن منعوا أصحاب الشقق المطلة على سوق الطيور والمناطق المحيطة بها من الخروج حتى يتم فحصهم طبياً، ودوّنوا عناوينهم وأرقام إقاماتهم حتى يتم الوصول إليهم في حال الاشتباه.
ولفت الدوسري إلى أن الحظر على السوق سيستمر خمسة أيام، مشيراً إلى أن هناك خطوات تتبع عملية إعدام الطيور، تتمثل في تطهير السوق كل ست ساعات طوال الأيام الخمسة، من دون مرور أي مواطن أو مقيم داخل منطقة الحظر.
وتطرق إلى أنه تم التعميم على جميع المديريات والنقاط الأمنية بعدم السماح بنقل الدواجن والطيور بين المناطق والمحافظات، تحسباً لانتشار الوباء.
إلى ذلك، اكتشفت اللجنة المشكّلة في محافظات غرب الرياض لمتابعة موضوع أنفلونزا الطيور، إصابة مزرعة دواجن يقدر عدد الدجاج فيها ب100 ألف دجاجة بالمرض. وأكد مصدر في اللجنة ل"الحياة"أن المزرعة التي اكتشفت أمس تقع في نطاق حدود مركز قصور المقبل، التي تتبع إدارياً لمحافظة ضرماء. وأوضح أنه سيتم إتلاف الدواجن في مكان منعزل بحرقها، مشيراً إلى أن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً، باعتبار أن المزرعة كبيرة جداً، مضيفاً أن دوريات أمنية وقفت عند مداخل المزرعة لمنع خروج أي عامل منها إلى حين ظهور نتائج التحاليل الطبية التي أجريت عليهم، للتأكد من خلوهم من المرض.
فيما أكد مصدر في وزارة الزراعة ل"الحياة"أمس اكتشاف إصابة جديدة بمرض الأنفلونزا في مزرعة جديدة في محافظة ضرماء فيها نحو 60 ألف دجاجة، مضيفاً أن صاحب المزرعة رفض دخول الجهات المتخصصة إلى المزرعة للتخلص من الدجاج، فتمت مخاطبة إمارة منطقة الرياض التي من المتوقع أن تأمر بفتح المزرعة أمام الجهات المعنية للتخلص من الدجاج. وبذلك تكون الخسائر وصلت إلى نصف مليون دجاجة. وكانت وزارة الزراعة أصدرت بياناً أمس تلقت"الحياة"نسخة منه ذكرت فيه أن اجتماعاً جمع وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم مساء أول من أمس الأحد بمتخصصين من الوزارة ومستشاري الوزارة غير المتفرغين من جامعة الملك فيصل وجامعة القصيم وجمعية منتجي الدواجن وبعض المتخصصين من أمانة منطقة الرياض"لمناقشة الشروع في تطبيق الإجراءات الوقائية، احترازاً من توسع بؤرة المرض وانتشاره إلى مناطق أخرى خالية منه، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة". وأكد وزير الزراعة خلال الاجتماع"أهمية طمأنة المستهلكين وتوعية مربي الدواجن في السعودية باتخاذ الإجراءات الاحترازية للأمن الوقائي وتطبيقها والتأكد من عدم وصول الطيور المهاجرة إلى داخل مشاريعهم".
وشدد على ضرورة"اخذ الحيطة والحذر، وذلك من خلال استمرار الفرق البيطرية العاملة التابعة للوزارة بتكثيف عمليات التقصي والمراقبة والمتابعة للمزارع الواقعة في نطاق بؤر الإصابة للحد من انتشار الفيروس وحصره في منطقة الإصابة، بعد ان يتم فرض حظر على المنطقة التي سجلت فيها تلك الإصابات، والتخلص الصحي من الطيور ومنتجاتها ومخلفات الدواجن بالطرق الفنية السليمة، وذلك تطبيقاً للخطة الوطنية لمكافحة المرض، إضافة إلى تشديد إجراءات الأمن الوقائي للمشاريع الواقعة في المنطقة، والتي لم يتم تسجيل إصابات بها". يذكر أن بداية"أنفلونزا الطيور"كانت الأربعاء الماضي، حين أعلنت وزارة الزراعة إعدام 50 ألف دجاجة في مزرعة لإنتاج أمهات الدواجن في محافظة الخرج 80 كيلومتراً جنوب الرياض، إثر ظهور مرض"أنفلونزا الطيور"عالي الضراوة H5N1 فيها.