تزدحم مقاهي الانترنت في أيام الأعياد، بأعداد كبيرة من المقيمين الذين يرغبون في التواصل مع ذويهم بالصوت والصورة. ويقول المقيم السوري حسان أبو عابد إن"الوقت الذي أقضيه في الدردشة مع أهلي وأصدقائي عبر الانترنت، يجعلني أحس بأنني لم أفارقهم". ويتردد أبو عابد على مقهى للانترنت في الرياض بمعدل ساعتين أسبوعياً في الأيام العادية، و4 ساعات في اليوم الواحد إذا صادف يوم عيد. أما المصري محمد المنهلاوي، فيقول إنه لم ير ابنه الذي ولد بعد بضعة أشهر من سفره من مصر، سوى من خلال الانترنت. ويضيف:"ساعدني الانترنت في التواصل مع أسرتي بشكل شبه يومي". وبسبب ظروف العمل لم يتمكن الأردني شاهر السرحاني من السفر إلى بلده في إجازة عيد الأضحى، لكنه وجد التعويض عن ذلك في الدردشة مع زوجته ووالديه صوتاً وصورة عبر الشبكة العنكبوتية. ويقول السرحاني إنه استطاع عبر شبكة الانترنت حل مشكلة الكلفة العالية للمكالمات الهاتفية الدولية التي كان يتكبدها كلما اتصل هاتفياً بأهله. وكما يقول السرحاني، فإن المكالمة الهاتفية التي لا تزيد مدتها على ربع الساعة كانت تكلفه 40 ريالاً، فيما لا تتجاوز كلفة ساعة الانترنت أربعة ريالات، وبعد ما كان يتحدث إلى أهله مرة واحدة كل أسبوع، أصبح السرحاني يتواصل معهم كل يوم تقريباً. ويؤكد احمد محمد - مسؤول محل انترنت - أن محال الانترنت تمتلئ عن آخرها في أيام الاعياد والمناسبات من المقيمين الذين يتواصلون مع أسرهم وأقربائهم بعد انتهاء فترات عملهم عبر الانترنت، وذلك لوجود مميزات مهمة مثل الكاميرا التي تنقل الصورة بشكل مباشر إلى جانب وضوح الصوت عبر المايكروفون، ما يساعدهم في التواصل بشكل مستمر مع أسرهم ومشاهدة أطفالهم ومتابعة أحوالهم وحاجاتهم بشكل يومي تقريباً. من جانب آخر، يحرص كثيرون من المقيمين على معايدة ذويهم ممن يعيشون داخل السعودية بشكل مباشر من خلال التزاور. يقول حسين سلطان إنه اعتاد على قضاء أيام العيد مع أبناء عمومته الذين يعملون ويعيشون في حفر الباطن، مشيراً إلى أنهم حضروا خصيصاً إلى بيته في الرياض في أول أيام عيد الأضحى، ليردوا زيارته لهم في عيد الفطر الماضي. ويضيف أنه وأقاربه يتبادلون الزيارات منذ سنوات عدة، حفاظاً على صلة الرحم، ولتخفيف الإحساس بالغربة. من جهته، يأسف عبدالله ناصر على عدم تمكنه من قضاء إجازة العيد بين عدد من أقاربه وأصدقائه في مدينة بريدة التي تبعد عن الرياض نحو 300 كيلومتر حيث يعمل ويقيم. ويقول ناصر إن الكثير من معارفه وأصدقائه في الرياض يغادرونها في مثل هذه المناسبات والأوقات، وما إن تحين الفرصة المناسبة حتى تجدهم حزموا أمتعتهم كل بحسب اتجاهاته. أما فهد عطية، فيقول إنه اعتاد منذ 10 سنوات على قضاء الأعياد في محافظة القريات، حيث يعمل خاله ويقيم. ويضيف"العطية"أن الكثيرين من الشباب الذين يعملون في الرياض كانوا قد أتوا من مناطق مختلفة في السعودية بحكم ارتباطهم بالعمل، فتجدهم ينتهزون الفرصة في المناسبات والأعياد لقضائها مع ذويهم.