أنهت الهيئة العليا للسياحة إعداد الأسس المرجعية لإعداد استراتيجية وخطة عمل خمسية تنفيذية لتطوير الحرف والصناعات التقليدية في السعودية بالتعاون مع تسع وزارات وقطاعات حكومية، وبمشاركة خبراء دوليين من المجلس العالمي للحرف ومن بعض الدول ذات الخبرة في هذا المجال. وكشف الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن الاستراتيجية حددت 14 قضية أساسية يجب معالجتها منها: قضايا التشريعات، والنظم واللوائح، والهيكلة الإدارية، والتدريب العملي، وتطوير منتجات الحرف والصناعات التقليدية بما يتلاءم مع الأسواق المعاصرة، إضافة إلى مصادر التمويل، والترويج والتسويق الداخلي والخارجي، والتوعية والإعلام، وتسخير التقنية في خدمة الحرف، وغيرها من القضايا ذات الصلة. وقال"إن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الهيئة لتوفير مزيد من الفرص الوظيفية للمواطنين، والحفاظ على التراث الوطني، واستثماره في تطوير السياحة في السعودية". وأضاف الأمير سلطان بن سلمان:"إن الهيئة العليا للسياحة قدمت الكثير من المبادرات لدعم هذا القطاع وتنميته، مشيراً إلى أن تنظيم أسواق للحرف والصناعات التقليدية على مدى العامين الماضيين استقطبت أعداداً كبيرة من الحرفيين في مختلف مناطق البلاد للمشاركة فيها، كما أشرفت على تشكيل فريق عمل يضم عدداً من المتخصصين في مختلف الجهات ذات الصلة في القطاعين الحكومي والخاص، والذي قام بالدراسات الميدانية في عدد من الدول المميزة في مجال الحرف والصناعات اليدوية وقدم تصوراً شاملاً لتنمية هذا القطاع. وأشار إلى أن الهيئة تعمل الآن على جمع معلومات تفصيلية عن الحرف اليدوية من جميع مناطق السعودية، بحسب نوعية الحرف الموجودة، والتعرف على نقاط القوة والضعف وجوانب التطوير. وأشاد في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي قام به مهرجان الجنادرية على مدى السنوات الماضية في العناية بالصناعات والحرف التقليدية، والحفاظ على الحرفيين وتوفير البيئة الملائمة لهم لعرض منتجاتهم وصناعاتهم على الأجيال الجديدة. وأكد الأمين العام للهيئة العليا للسياحة أن فريق إعداد الاستراتيجية التقى بالحرفيين المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أقيم العام الماضي لاستطلاع آرائهم ومقترحاتهم والاستفادة من كل المعلومات المتوافرة لديهم. وأوضح الأمير سلطان،"أن الهيئة تنظر للحرف من منظور اقتصادي شامل كصناعة واعدة، متوقعاً أن يسهم تطوير هذا القطاع - الذي يمثل 20 في المئة من سوق السياحة على المستوى الدولي - في تنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل، وتحسين دخل شريحة مهمة من المواطنين، ومستشهداً بتجارب العديد من الدول العربية والأجنبية في هذا المجال، إذ يوظف هذا القطاع في ألمانيا ما يقرب من 6.5 مليون شخص، وفي فرنسا 2.3 مليون شخص، وفي تونس أكثر من 300 ألف شخص، بينما يوظف قطاع حياكة النسيج فقط في إيران أكثر من 1.8 مليون فرد، أما في المغرب، التي يسهم قطاع الحرف والصناعات التقليدية فيها بما يقارب 19في المئة من إجمال الناتج المحلي، فيعمل في هذا القطاع ما يزيد على مليوني شخص. يذكر أن الاستراتيجية تمت بالتعاون مع وزارة المالية، والتجارة والصناعة، والعمل، والاقتصاد والتخطيط، والشؤون الاجتماعية، والهيئة العامة للاستثمار، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ومجلس الغرف التجارية الصناعية، ووكالة الآثار والمتاحف وبمشاركة خبراء دوليين من المجلس العالمي للحرف ومن بعض الدول ذات الخبرة في هذا المجال.