يبدو ان بعض الأطباء لا يقلون جسارة عن جنود الحرب. فبدلاً من ان تكون مشارطهم ومقاصهم الجراحية أداة نقاء وشفاء للمرضى، تتحول بقدرة قادر إلى رصاصات قتل لتقطيع الجسد وشل الأعضاء. الدعاوى المرفوعة على أطباء في مختلف التخصصات الطبية ازدادات ازدياداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إذ سجلت أكثر من 718 دعوى قضائية ضد الأخطاء الطبية في اربع سنوات. وتصدر اختصاص التوليد بنسبة 27 في المئة، وتبعه"الجراحة العامة"بنسبة 17 في المئة "الحياة"- 2 مايو 2006. والميثاق الطبي يشدد على أنه إذا علم ان نتيجة الخطأ ستودي إلى كارثة، فإنه من المنطقي ان يحاول الطبيب تجنبه، وهذا معناه ان سبل الوقاية هي الأسهل لتقليل عدد القضايا، والوصول إلى ممارسة طبية فاعلة وآمنة. للأسف... بعض الأطباء يتعلم"الحلاقة"في رؤوس وأجساد المرضى، ويتناسى ان الوقاية خير من العلاج، إذا كانت نهاية عمله الدمار الإنساني، وان الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى. كم من مريض ذهب نتيجة الاخطاء الطبية الفادحة، فمثلاً أعرف شخصاً"شلت رجله اليمنى"بضربة"إبرة"بالخطأ، جعلته"مشلولاً ومعاقاً"، وبات ينادى بين أهله وأصحابه ب"الأعرج". وأعرف شابة أقعدتها ممرضة بوخزة"إبرة". وأعرف شاباً فارق الحياة ب"إبرة ملوثة"، ووووووووووو... الخ. وآخر هذه الأخطاء قصة رزان عادل العلواني، تلك الطفلة البريئة التي فارقت الحياة بفعل خطأ طبي، ليس الأول... ولن يكون الأخير، لكن كيف على وزارة الصحة تقليص نسب تلك الاخطاء، ومعاقبة المتسببين والمستهترين، حتى لا تتكرر هذه المآسي والمواقف"التراجيدية"في مستشفياتنا، سواء الحكومية أو الأهلية؟ أتساءل: كيف ستكون النتائج المستقبلية ونسب الأخطاء، في ما لو عملت الوزارة على تشكيل لجان للتحقيق في قضايا الأخطاء الطبية، وفقاً للمادة 35 من نظام مزاولة مهنة الطب البشري وطب الأسنان، الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/3/ وتاريخ 21/2/1409ه، ونصها:"تختص اللجنة الطبية الشرعية بالنظر في الأخطاء الطبية المهنية، التي ترفع إليها مطالبة بالحق الخاص، أو النظر في الأخطاء الطبية المهنية التي ينتج عنها وفاة أو تلف عضو من أعضاء الجسم، أو فقد منفعته، أو بعضها، حتى ولو لم يكن هناك دعوى بالحق الخاص". علينا الا نتردد في تقديم المقترحات لمعالجة الاخطاء، ورفع الشكاوى إلى الجهات المختصة، لكي نوقف نزيف الاخطاء المتكررة، وعلى وزارة الصحة الخروج بدروس مستفادة، والعمل على وقايتنا وحمايتنا من أفعال تسمى"عمليات جراحية"لكنها لا تمت للطب بصلة، وإنما هي عبارة عن"سهام"تُغرز في جسد إنسان، وبدلاً من أن يشفى... يلقى حتفه! وقانا الله وإياكم! [email protected]