حذر المدير العام لمدارس الملك فيصل أستاذ التربية في جامعة الملك سعود الدكتور محمد الخطيب من خطورة"الانحراف الفكري"، مشيراً إلى أن كثيراً من الباحثين يرجعونه إلى"إبعاد الدين عن معترك الحياة وجعله طقوساً خالية من الروحانية". واعتبر المشكلات الأسرية والصعوبات المدرسية والتعصب العقدي والديني والافتقار إلى نموذج القدوة من عوامل انتشار الانحراف الفكري لدى الشباب والأطفال، فضلاً عن عوامل التحديث في المجتمع وثقافة العنف وضعف الضمير وانتشار القيم السلبية. وأضاف أن هناك كذلك عوامل نتجت منها الانحرافات الفكرية وهي الأساليب الإعلامية للغزو الفكري والإغراءات المادية والانحرافات الجنسية والوعود بالجاه والسلطان والمراتب العليا والسفر والرحلات وإثارة الشبهات وتشويه القيم وتعبئة عقول الجيل بأفكار مضللة والدعاية والإشاعات. وأضاف في محاضرة ألقاها مساء أمس في مقر نادي ضباط قوى الأمن الداخلي في الرياض، في أطار ندوة نظمتها إدارة الشؤون الثقافية في وزارة الداخلية أن الانحراف الفكري"ظاهرة قديمة حيرت العقول ويصعب منعها بصورة نهائية وتعتبر من أشد أنواع الانحراف خطراً". وقال في المحاضرة التي حملت عنوان:"الانحراف الفكري وعلاقته بالأمن الوطني والدولي":"هو فساد ينتقل بسرعة إلى عقول الشباب وأنصاف المثقفين الذين يميلون بطبيعتهم إلى تصديق الاتهامات من دون تمحيص أو تدقيق". وذكر أن الانحراف الفكري"هو إبعاد الفكر عن الحق والصواب، ويؤدي إلى التشكيك في الأهداف والمصالح والنظم والعقائد من أجل مكاسب محدودة أو موسعة بطرق غير مشروعة ويؤثر بصورة سلبية في أمن الفرد ومجتمع الدولة والمجتمع الدولي". وأشار إلى أن الانحراف الفكري قد يكون في الفكر وحده أو في السلوك، وقد يكون فيهما معاً، مشيراً إلى أن بعض الباحثين يرى أن كثيراً من الانحرافات الفكرية المعاصرة نشأت بسبب إبعاد الدين عن معترك الحياة وجعله طقوساً خالية من الروحانية. وقسّم الانحراف إلى خمسة أقسام هي: الغلو والبغي والتعصب والعنف والإرهاب، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الأساليب الايجابية التي يمكن بواسطتها مقاومة الانحراف الفكري، ومنها: التسامح والسلم الاجتماعي والتعايش مع التنوع ونشر ثقافة السلام.