"تمنيت لو ينتهي، مع هذه الخطوة، التحيز ضد حقوق المرأة، ولكن أعلنوا أن ليس للنساء حق بالتصويت، وأنا أسأل: لماذا؟ ألست مواطنة لها مثل ما للرجل من حقوق؟ كما ان منا سيدات الأعمال وصاحبات نشاطات عدة، من مراجعي البلديات أيضاً. فلماذا لا نتمتع بحق المشاركة؟"، تقول وداد البكر سيدة أعمال بحنق واضح، وتستدرك: "عموماً، الخطوة لم تكن على المستوى المرجو، فكثيرون لم تصل الفكرة إليهم في شكل واضح، كي يعرف الرجل منهم ما له وما عليه". هذا الهجوم الذي شنته البكر، من دون أن تشير إلى وعود الجهات الرسمية بالنظر إلى أمر مشاركة المرأة والعسكريين ومن هم دون العشرين، لا يقف عند حد المرأة. فعبدالله سعود يرى أن هذه الخطوة لا تعنيه، لأنها "لن تحل مثلاً أزمة البطالة، أو مشكلة الإسكان بالنسبة إلي، أو أي أمر يتعلق بمستقبلي، فلماذا أهتم بها؟". ويبدو من كلام عبدالله أنه تناسى حملة "توظيف الشباب السعودي" التي تعنى بما تحدث عنه. ويعلل بندر المسفر وجهة نظر عبدالله، فيقول: "لو أنهم بدأوا تنفيذ فكرة الانتخابات في مجال يهم كل مواطن، ويلامس مشكلات واقعنا لاهتم الناس بها أكثر"، متناسياً هو الآخر أهمية "البلدية" بالنسبة إلى كثيرين. العنود بالفضل، مديرة مدرسة متوسطة, تضايقت هي الأخرى لأن "القيد في كشوف الناخبين لم يشمل المواطنات"، لكنها تعترف أن التجربة "بداية مهمة نرجو أن يلحقها ما هو أكثر أهمية". تفاؤل وتشاؤم وفى نبرة تشاؤمية تقول ابتسام مديرة بنك: "كانت الانتخابات مجرد تحصيل حاصل، إذ سيبقى للوساطة دور كبير في تسيير أمورنا". أما الاستشاري في أحد المستشفيات أحمد 45 عاماً فكان له رأي أكثر تفاؤلاً, يقول: "إنها خطوة ممتازة، على رغم ضعف الدور الإعلامي، لكن ظهور المشكلات في بداية أي مشروع ظاهرة صحية، وأتمنى أن تنتقل إلى مجالات أخرى، كي تسهم في حل أمور كثيرة نحتاج فيها إلى انتخابات ووضع حد لتدخل الواسطة، كالتعليم وسواه"، ويتفق بدر سليمان رجل أعمال معه معتبراً الخطوة "جريئة، ونقطة تحول"، أما أحمد المستشار القانوني فعلى رغم أنه يعد "التجربة بداية جيدة"، فإنه اعتبرها "بلا مضمون مدروس وأجحفت حق المرأة، إلا أن ذلك لا ينفي كونها فرصة للمواطن للمشاركة في اتخاذ القرارات على المستوى البلدي". "تبقى النتيجة هي الحكم" بحسب رأي ناصر العتيبي الموظف في الخطوط السعودية يقول: "هذا عمل رائع جداً، لكن علينا أن ننتظر نتائجه ليكون حكمنا عليه موضوعياً". وترى ريم الشريف، أخصائية في مستشفى الملك فهد من وجهة نظرها، أن "البداية ضعيفة بالنسبة إلى خطوة قوية. ففكرة الانتخابات ليست واضحة، وكثيرون امتنعوا عن تسجيل أسمائهم في دوائر الاقتراع لهذا السبب، فضلاً عن أن المرأة غابت قسراً عن هذه التظاهرة الاجتماعية". أما داليا استشارية الأطفال فتقول: "بداية متأخرة. كنا نتمنى دخول المرأة من جميع الطبقات، كي يتفاعل نصف المجتمع معها بحماس وقناعة. على أي حال, نتمنى أن تكون بعيدة من التحيز والوساطة". غياب الوعي وفى قطاع آخر مختلف, لم يشارك المنتسبون إليه في الانتخابات، يقول فيصل ملازم في شرطة الرياض : "لم أعرف كثيراً عن الانتخابات ومضمونها وأهدافها. هذه مسؤولية كبيرة، يتحملها الجانب الإعلامي، فأنا لم أعرف بالأمر سوى عن طريق اللوحات الإعلانية في الطرق، على عكس التعداد السكاني مثلاً، الذي اهتم المسؤولون فيه بالوصول إلى كل بيت لإنجازه". ويضيف نايف العنزي مدير لإحدى أهم الشركات التجارية في الرياض إلى كلام فيصل: "لم يجتهدوا إعلامياً في شرح الخطوة وما تعنيه وما سنجنيه من ورائها مستقبلاً". سعيد الفهيد الأخصائي في أحد المستشفيات الخاصة يشير إلى أن "الانتخابات تعتبر امتداداً للماضي، إذ جرت للمرة الأولى في الرياض 1384، لكن هذه التجربة تحديداً تعتبر جديدة على المواطن، ونأمل أن يتحقق ما نطمح إليه، من خلال المجلس البلدي". وتلخص أبرار المهنا كلاماً كثيراً، حين تقول: "الأمان والصدقية أهم ما يبحث عنه المواطن، ولا شك في أن المجلس البلدي المنتخب، سيشكل نقلة نوعية على مستوى الخدمات، إلا أننا في حاجة إلى التوعية الإعلامية، خصوصاً أن هناك كثيرين لا يعرفون شيئاً عن هذه الانتخابات، حتى اليوم".