مقتل وجرح عشرات المصلين العراقيين في بعقوبة . الهجمات على المساجد تستعيد أجواء الحرب الأهلية

قتل وجرح أكثر من مئة عراقي في بعقوبة شرق في هجمات على المساجد والمصلين، شيعة وسنة، بعد يوم من تفجير حسينية في بغداد.
وارتفعت حصيلة تفجير مسجد شيعي أمس غرب بعقوبة الى نحو 70 قتيلاً وجريحاً، فيما قتل وجرح نحو 50 في تفجير مسجد سني، وسط المدينة، حيث كان المصلون يؤدون الفريضة موحدين. راجع ص3
إلى ذلك، قتل مسؤول محلي وجندي في هجومين منفصلين في الموصل. وقال الملازم أول في الجيش خالد الياسري إن"مسلحين مجهولين اغتالوا مدير ناحية الشورة خلف حميد أمام منزله وسط الناحية"الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب الموصل.
وأضاف:"أن جندياً قتل وأصيب اثنان من رفاقه جراء انفجار عبوة ناسفة عند نقطة تفتيش في منطقة الفيصلية".
وتتزامن الهجمات التي تشهدها مناطق متفرقة مع عمليات متواصلة تنفذها قوات الأمن لملاحقة المسلحين، خصوصاً حول بغداد .
ويشهد العراق أعمال عنف شبه يومية أسفرت منذ مطلع العام الجاري عن سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل.
وكانت المساجد والحسينيات في العراق هدفاً دائماً لمسلحين ومليشيات طوال فترة الحرب الأهلية 2006 ? 2008 التي اندلعت في أعقاب تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وأدت إلى تدمير عشرات المساجد واغتيال رجال دين وخطباء من الطائفتين.
ولم تتوقف حرب المساجد حتى بعد توقف الحرب الأهلية، إذ شن مسلحون منذ عام 2009 حملات متلاحقة لتفجير جوامع ومراقد دينية، وأصبح يوم الجمعة في العراق، مقترناً بأعمال عنف تطاول مراكز دينية.
ويتبنى تنظيم"القاعدة"في العراق تبنى معظم عمليات التفجير التي تصاعدت في بغداد وعدد من المدن الأخرى، ويركز عملياته على أسواق ومساجد وحسينيات شيعية. وتعتبر الحكومة هذه الهجمات محاولة لاستدراج البلاد إلى حرب أهلية جديدة، بالتزامن مع اندلاع الصراع في سورية.
لكن الشهور الأخيرة شهدت أيضاً بروز مجموعات مسلحة شيعية، هدد بعضها أسراً سنية في جنوب. واتهم خطباء الجمعة في الأنبار امس الحكومة بالتغاضي عن نشاط المليشيات في مقابل ملاحقة أبناء المدن السنية. وأكدت المصادر في محافظة ذي قار أمس، أن نحو 5 أسر سنية هجرت من إحدى بلدات المدينة.
في هذا الوقت، قالت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين إن منزل شيخ عشيرة الرئيس الراحل صدام حسين الشيخ محمود الندا في قرية العوجة تعرّض مساء الخميس لمحاولة اغتيال نفذها مسلحون يستقلون سيارات عسكرية، ما أدى إلى مقتل اثنين من أقاربه وجرح أربعة آخرين.
ودانت"القائمة العراقية"، بزعامة اياد علاوي، الهجمات التي طاولت مساجد في ديالى امس، وقال النائب رعد الدهلكي في بيان إن"ما حدث اليوم امس جريمة لا تغتفر". وأضاف:"لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يتعرض له أهلنا في ديالى وباقي المحافظات".