الكورتيزول هو هورمون تفرزه الغدة الكظرية الواقعة فوق الكلية، وقياس مستواه في الدم يعتبر مفتاحاً للتعرف على أحوال هذه الغدة وتقويم فاعليتها ورصد الاضطرابات التي تنال منها. ويتأرجح مستوى هورمون الكورتيزول في بلاسما الدم بين الصعود والهبوط في النهار، ويدعى هذا التباين بالاختلافات النهارية، إذ يكون الهورمون في أعلى مستوياته بين الساعة السادسة والثامنة صباحاً ومن ثم يهبط مستواه تدريجاً الى أدنى مستوى له حوالى منتصف النهار. وغياب هذا الاختلاف النهاري يمكن ان يكون أحياناً أولى علامات فرط نشاط الغدة الكظرية. فعلى سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يعانون متلازمة كوشينغ يكون مستوى الكورتيزول عندهم في أعلى مستوى له في الصباح ولكنه لا ينخفض مع تقدم النهار. ويتم إجراء قياس الكورتيزول بجمع الدم حوالى الساعة الثامنة صباحاً ثم في الساعة الرابعة بعد الظهر، وفي الحالة العادية، وعند مقارنة القياسين، يكون مستوى هورمون الكورتيزول في الفترة المسائية يعادل ثلث أو ثلثي مستواه في الساعة الثامنة صباحاً. والقيم الطبيعية لمستوى هورمون الكورتيزول في الساعة الثامنة صباحاً بين 6 الى 28 ميليغراماً في الديسيليتر، في حين انها تبلغ 2 الى 12 ميليغراماً في الديسيليتر في الرابعة بعد الظهر. أما لدى الأطفال فتكون القيمة 15 الى 25 ميليغراماً في الديسيليتر صباحاً، بينما تبلغ في الرابعة بعد الظهر 5 الى 10 ميليغرامات في الديسيليتر. ويجدر التنويه هنا بأن القيم الطبيعية قد تنقلب لدى الأشخاص الذين يعملون ليلاً وينامون نهاراً. وترتفع قيم الكورتيزول في الحالات الآتية: فرط نشاط الغدة الكظرية الأولي. فرط نشاط الغدة الكظرية الثانوي. أورام الغدة الكظرية. فرط نشاط الغدة الدرقية. البدانة. الضغوط النفسية. قصور الكبد. الالتهابات الحادة. إدمان الكحول. هورمون الأستروجين. حبوب منع الحمل. أما القيم المنخفضة للكورتيزول، فتشاهد في الأمراض الآتية: داء أديسون. قصور الغدة النخامية. أمراض الكبد. قصور الغدة الدرقية. أثناء تعاطي الأدوية الستيروئيدية. بعض الأدوية مثل الأندروجينات والفينتوئين. لا بد قبل إجراء الفحص من طمأنة المريض للتخفيف من قلقه الذي يمكنه ان يعطي قياسات خاطئة، ويجب معرفة إذا كان المصاب يعاني التهابات حادة أو أزمات عاطفية لأنها تؤثر في النتيجة. أخيراً، ففي دراسة يابانية أجريت سابقاً على مجموعتين من المتطوعين تم قياس مستوى هورمون الكورتيزول بعد تعريض المجموعة الأولى لفترة قصيرة من التكييف، في حين ان المجموعة الثانية تعرضت لمدة طويلة من التكييف، وعند قراءة القياسات تبين ان الذين تعرضوا لمدة طويلة من التكييف كانت قياسات الكورتيزول عندهم أقل مستوى في الصباح الباكر مقارنة بتلك التي وجدت عند المجموعة التي تعرض أفرادها لمدة تكييف أقل. نشر في العدد: 16764 ت.م: 26-02-2009 ص: 28 ط: الرياض