تعهد رئيس الوزراء الصومالي الجديد عمر عبدالرشيد علي شارماركي بعد ادائه اليمين الدستورية أمام البرلمان الذي صادق على تعيينه بغالبية كبيرة أمس، تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع على رأس أولوياتها إحلال السلام والأمن في البلد الغارق في الفوضى. وأقر البرلمان الصومالي في جلسة خاصة عقدها أمس في جيبوتي تعيين شارماركي 48 عاماً، وهو نجل رئيس سابق يتمتع بصلات غربية، رئيساً للوزراء، بغالبية 414 نائباً مقابل اعتراض تسعة. وقال بعدما أدى اليمين الدستورية إنه سيشكل حكومة وحدة وطنية ستضع إحلال السلام والامن على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن"الدولة والشعب في انتظار هذه الحكومة". وفي مقديشو، نظم مئات مسيرة تأييد لرئيس الوزراء الجديد. لكن في بلدة بيليد هاو تظاهرت جماعة نسائية احتجاجاً على"تجاهل"النساء وبعض العشائر في تشكيل الحكومة الجديدة. غير أن تعيين الزعيم السابق ل"المحاكم الإسلامية"شيخ أحمد والموظف السابق في الأممالمتحدة شارماركي، وفرا ديناميكية سياسية تعطي سبباً للأمل. وقال ديفيد شين الخبير في شؤون أفريقيا في جامعة جورج واشنطن:"أنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل الصومال مما كنت عليه قبل سنوات... اختيار رئيس وزراء من قبيلة الدارود الكبيرة هو اختيار حكيم ليوازن صلة الرئيس شيخ شريف أحمد بقبيلة الهوية". ولفت إلى أن أسرة شارماركي المميزة وصلاته في الشتات ستمثلان ميزتين أيضاً. وأضاف:"أعتقد بأن هذا الاختيار يزيد من احتمال ان تكون حكومة شيخ شريف قادرة على إخراج الصومال من دوامته وربما تشكل في نهاية الأمر إدارة تلقى قبولاً واسعاً لدى الصوماليين". لكن"حركة الشباب المجاهدين"المتشددة عازمة على عرقلة ذلك، إذ هاجمت القوات الحكومية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الايام الماضية ونظمت احتجاجات مناهضة للحكومة في مناطق تسيطر عليها في جنوبالصومال. وحض أحد زعماء تنظيم"القاعدة"الصوماليين على تصعيد الجهاد ضد الحكومة في شريط مصور بُث الجمعة. وأعرب الرئيس شريف أحمد للبرلمان عن أمله في يشكل فريقاً لإنقاذ البلاد مع رئيس الوزراء الجديد ابن عبدالرشيد شارماركي الذي كان رئيساً منتخباً للصومال واغتيل بالرصاص في العام 1969 قبل الانقلاب العسكري الذي اتى بالديكتاتور الراحل محمد بري إلى السلطة. نشر في العدد: 16753 ت.م: 15-02-2009 ص: 18 ط: الرياض