حذّر محافظ صلاح الدين حمد القيسي من حصول"مخالفات قانونية تصل الى حد التزوير"في انتخابات مجالس المحافظات نهاية الشهر الجاري، واتهم احد الأحزاب الإسلامية في المحافظة بالهيمنة على مفوضية الانتخابات في المحافظة، ودفع بعض الشيوخ الى الافتاء"بعدم التصويت لصالح المرشحين الليبراليين"مشيراً الى وجود 6 مرشحين من عائلة واحدة و30 مرشحاً من عشيرة الجبور. ويتنافس على 28 مقعداً لمجلس محافظة صلاح الدين 614 مرشحاً بينهم 148 امرأة، يمثلون 45 كياناً سياسياً منها 28 حزباً و9 ائتلافات و8 مرشحين مستقلين. وبموجب الاحصاءات الرسمية لمفوضية الانتخابات يبلغ عدد الناخبين في المحافظة 666651 من اصل مليون و250 الف شخص هم سكان صلاح الدين، ومركزها تكريت، وفقاً لبيانات البطاقة التموينية. وأبلغ محافظ صلاح الدين"الحياة"ان هناك"اندفاعاً قوياً"لدى الأهالي للمشاركة في الاقتراع"وتعويض ما فاتهم"خلال الفترة الماضية، معلناً مشاركة 30 الف رجل امن في خطة تأمين الانتخابات السبت المقبل. ولم يستبعد القيسي"حدوث مخالفات قد تصل الى التزوير خلال الانتخابات"واتهم"احد الاحزاب الاسلامية بالسيطرة بشكل كامل على كل مفاصل مفوضية الانتخابات في المحافظة وزج كوادر بديلة عن السابقة في دوائر المفوضية". ورداً على سؤال عن اسم الحزب اكتفى القيسي بالقول إنه"من الاحزاب المتنفذة في الحكومة المركزية". واوضح:"أبلغنا مكتب ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق وقدمنا اعتراضا رسميا حول سيطرة الحزب المذكور على مكاتب المفوضية". وزاد ان"الأمور وصلت الى محاولة اصدار فتاوى شرعية من خلال احد أئمة المساجد في سامراء عبر مكبرات الصوت بعدم التصويت للمرشحين العلمانيين والليبراليين"موضحاً ان"احد الخطباء قال ما نصه"يؤثم من ينتخب المرشحين العلمانيين"، ناهيك عن استغلال منابر وخطب الجمعة للترويج الى مرشحيهم بعكس ما تقتضي قوانين الانتخابات". واعترف المحافظ بحدوث عمليات شراء الذمم والأصوات"من خلال توزيع العديد من القوائم اجهزة منزلية على الناخبين وصولاً الى تقديم اجهزة الهاتف النقال كهدايا للمدعوين الى موائدهم الفاخرة". وعن مستوى المشاركة المتوقعة من الناخبين ذكر القيسي ان"المعطيات تشير الى وجود اندفاع قوي وحماسة لدى الناخب لتعويض ما فاته في المرحلة الماضية بسبب ضغوط المسلحين من القاعدة وتنظيمات اجرامية اخرى ومنعهم من المشاركة آنذاك، ما غيّب اصوات اكبر مدن المحافظة مثل سامراء وبيجي وأدى الى صعود 19 عضوا في مجلس المحافظة الحالي من منطقة طوز خورماتو التي لا تمثل نسبة سكانها اكثر من 10 في المئة من سكان المحافظة". ولفت القيسي الى ان"ظواهر صحية من خلال انتشار الوعي الديموقراطي تصاحب هذه الانتخابات، لكن تأثيراتها السلبية تتمثل بتشتت اصوات الناخبين ما ينتج عنها صعود قوائم ضعيفة". واشار الى ان وجود"5 مرشحين من عائلة واحدة فيما بلغ عدد مرشحي عشيرة الجبور في ناحية العلم وهي بلدة صغيرة 30 مرشحا". ورداً على ما أثير عن تقديم مرشحين شهادات دراسية مزورة أوضح انه"تم الإبلاغ حتى الآن عن 9 حالات تزوير للشهادات، والأمر قيد التدقيق حاليا". وأضاف المحافظ انه"سيشارك في خطة حماية الانتخابات 30 ألف رجل امن، منهم 19 الف شرطي والباقي من قوات الجيش العراقي". ويتوقع مراقبون ان تفرز الانتخابات نتائج تغير شكل الخارطة السياسية الحالية بشكل ملحوظ. ويقول المرشح المستقل منصور حمد العبد ل"الحياة"إن"الصراع الآن ينحصر بين الأقوياء الذين يملكون القوة والمال والسلطة، ويمكن حصره بين قوائم"جموع"التي يرأسها نائب المحافظ الحالي عبدالله الجبارة ويتحدر من عائلة لها سطوتها في المدينة من خلال المناصب التي تشغلها مثل رئاسة مجلس الاسناد ومجلس شيوخ العشائر ومديرية الامن الوطني، إضافة الى"قائمة التحرير والبناء"برئاسة عضو مجلس المحافظة الحالي ضامن المطلك وهو طيار حربي سابق شارك في محاولة انقلاب ضد النظام السابق وهرب خارج العراق". وأضاف:"وتأتي بعد ذلك قائمة النائب صالح المطلك ثم كتلة شيوخ العشائر والمثقفين التي يدعمها عميد كلية القانون عامر عياش، وايضاً الحزب الاسلامي والاحزاب المتحالفة معه والذي يشارك في الانتخابات باسم"جبهة توافق صلاح الدين". أما في المناطق الشيعية من صلاح الدين فتتنافس احزاب شيعية كبيرة مثل"تيار الاصلاح"بقيادة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري و"ائتلاف دولة القانون"بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي و"التضامن المستقلة"برئاسة النائب الشيعي قاسم داود، بالاضافة الى"العراقية"لرئيس الوزراء السابق اياد علاوي و"صلاح الدين الوطنية"و"جموع"و"التحرير والبناء"و"التوافق"فيما خلت هذه المناطق من مرشحي"قائمة شهيد المحراب"التي تتبع"المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"التي ركزت ترشيحاتها في منطقة طوز خرماتو التي يوجد فيها التركمان والاكراد، وهي ايضا ميدان منافسة لقائمة"التحالف الكردستاني"التي تنشط ايضا في المناطق الشرقية من صلاح الدين.