ازدادت المخاوف من انفلات الوضع في العراق، وحذرت جهات عراقية ودولية من تزوير نتائج الانتخابات لمصلحة قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي. ويقول المحذرون من التزوير أنه سيكون ضد قائمة رئيس الوزراء االسابق إياد علاوي الذي قد يواجه أيضاً إلغاء أصوات حوالى 20 من أعضاء قائمته، بقرار من هيئة «المساءلة والعدالة»، فيما يواجه شريكه صالح المطلك الذي أبعد من الانتخابات إجراءات قضائية فعلتها الهيئة لاستصدار أمر بالقبض عليه. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات مساء أمس نتائج جزئية لحوالى 30 في المئة لعمليات الفرز في محافظتين جنوبيتين وثلاث محافظات شمالية، أظهرت تقدم المالكي على منافسيه بواقع 69 ألف صوت في بابل و 56 ألف صوت في النجف، فيما حل «الائتلاف الوطني العراقي» في المرتبة الثانية بحصوله على 55 ألف صوت و 48 ألفاً على التوالي، وجاءت قائمة «العراقية» في المرتبة الثالثة بحصولها على 32 ألف صوت في بابل و 9 آلاف في النجف. وفي محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، تقدمت «العراقية» بحصولها على 34 ألف صوت، تلتها قائمة «التوافق» السنية (10 آلاف)، كما تقدمت «العراقية» في محافظة ديالى (42 ألفاً) تلتها قائمة «الائتلاف الوطني العراقي» (10 آلاف) ثم «دولة القانون». في اربيل تصدرت قائمة «التحالف الكردستاني» النتائج (96 ألف صوت) تلتها قائمة «التغيير» (20 ألفاً) ثم «الاتحاد الاسلامي» (10 آلاف صوت). وسبق إعلان النتائج تحذيرات اطلقتها قائمة «الائتلاف» التي تضم معظم الاحزاب الشيعية مطالبة، خلال زيارة وفد منها للمفوضية بإعلان نتائج المرشحين، فيما هددت «قائمة العراقية» العلمانية ب «ردود فعل كبيرة» اذا ثبت حصول تزوير في نتائج الانتخابات، دافعت قائمة المالكي عن نزاهة المفوضية. وقال القيادي في قائمة علاوي عدنان الجنابي، خلال مؤتمر صحافي ان القائمة «سجلت عشرات الانتهاكات وهناك تدخلات من مسؤولين حكوميين في عمليات العد والفرز». وعرض الجنابي استمارات انتخاب يفترض ان تكون داخل صناديق الاقتراع مؤشرة باسم «العراقية»، قال انها «وجدت في النفايات ولا نعرف كم عددها». والجنابي زعيم قبيلة الجنابيين وهي احدى اكبر قبائل محافظة بابل التي اعلنت نتائجها الاولية. وقال في اتصال مع «الحياة» ان «النتائج التي اعلنت امس تمثل 30 في المئة فقط من عمليات العد والفرز ولا يمكن بناء المواقف على أساسها». وأكد ان «حيدر العبادي (قيادي في حزب الدعوة مقرب من المالكي) دخل الى قاعات العد والفرز لفترة طويلة وهو مختص في هندسة الالكترونيات». وتساءل: «كيف دخل العبادي الى هذا المكان حيث ادخال البيانات الالكترونية وماذا فعل خلال وجوده؟». وزاد ان «الاممالمتحدة ابلغتنا بوجود عمليات تزوير مارسها موظفون في مفوضية الانتخابات خلال عمليات العد والفرز». واثار تأخر المفوضية اعلان النتائج الاولية شكوكاً لدى الاوساط السياسية والشعبية بعد ورود انباء عن عمليات اقالة للموظفين خلال الايام الماضية. الى ذلك علمت «الحياة» ان ملفاً جنائياً رفعته هيئة «المساءلة والعدالة» الى القضاء ضد زعيم «جبهة الحوار» صالح المطلك ويتوقع صدور أمر باعتقاله. وقال مصدر قضائي مطلع ان الادعاء العام في مجلس القضاء الاعلى احال ملفاً من هيئة «المساءلة والعدالة» الى محكمة التحقيق المركزية الاولى في الكرخ للتحقيق في تورط النائب المطلك في قضايا امنية بعد ان كان اقصي من الانتخابات على خلفية اتهامه بالترويج لحزب البعث. وأوضح المصدر ان مجلس القضاء احال وثائق قدمتها «هيئة المساءلة» الى هيئة التمييز القضائية تتهم المطلك بعلاقات مع فصائل مسلحة وفق مذكرة رقمها 153 في 28 شباط (فبراير) الماضي. وتوقع المصدر صدور أمر بالقبض على المطلك خلال الايام المقبلة. وكان مدير هيئة «المساءلة والعدالة» علي اللامي أكد في وقت سابق اتهامه بقضايا جنائية. وقال اللامي ل»الحياة» ان الهيئة ستقاضي مفوضية الانتخابات اذا اصرت على عدم إلغاء الأصوات التي حصل عليها 55 مرشحاً، بينهم 22 مرشحاً من قائمة علاوي أكد انهم مشمولون بالإجتثاث، متهماً بعثة الاممالمتحدة في العراق بالضغط لإلغاء التصويت لهم أو تحويل اصواتهم الى كتلهم.