عاد أكثر من نصف مليون طالب وطالبة أمس الى مقاعد الدراسة في المدارس الحكومية والتابعة ل"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا بعد اغلاق دام شهراً واحداً بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ومنذ ساعات الصباح الباكر، توجه مئات آلاف الطلاب الدارسين في الفترة الصباحية، الى مدارسهم يحدوهم الأمل في القدرة على التكيف مع الأوضاع الصعبة الناشئة عن العدوان والحرب الاسرائيلية المفتوحة على الفلسطينيين في القطاع التي دامت 22 يوماً. وتبعهم مئات آلاف اخرى للالتحاق بمقاعدهم للفترة المسائية. ويتلقى نحو 200 الف تلميذ وتلميذة الدراسة في 221 مدرسة للمرحلتين الابتدائية والاعدادية فقط تابعة ل"اونروا"، فيما يتلقى البقية تعليمهم في المراحل الثلاث في مدارس تابعة للحكومة المقالة. وقالت الطفلة أماني 9 أعوام وهي ترتدي الزي الرسمي لمدارس"اونروا"المخطط باللونين الأبيض والأزرق، إنها سعيدة بالعودة الى الدراسة بعد طول غياب. لكنها اضافت:"أضع يدي على قلبي... خائفة أن تكون احدى طالبات صفي استشهدت من بين الأولاد الذين استشهدوا"أثناء القصف الاسرائيلي المكثف على القطاع الذي بدأ في 27 من الشهر الماضي. ومن بين الشهداء البالغ عددهم 1330، هناك 85 في المئة من المدنيين، وأكثر من ثلث الشهداء في الغارات والعملية البرية التي بدأت بعد اسبوع من اطلاق عملية"الرصاص المنهمر"هم من الأطفال والنساء، إذ قتل نحو 400 طفل، ونحو 100 امرأة. وقال الفتى عبدالرحمن إنه يشعر بحزن شديد لأن أحد زملائه في المدرسة استشهد أثاء الحرب بقذيفة دبابة اسرائيلية. وقررت"اونروا"تخصيص أيام الدراسة حتى نهاية الأسبوع الخميس المقبل للعب والترفيه والتفريغ النفسي بسبب الضغوط والخبرة الصادمة التي واجهها الأطفال أثناء العدوان. وشرح الناطق باسم"اونروا"عدنان أبو حسنة ل"الحياة"مسوغات القرار بأنه جاء"لامتصاص الضغوط النفسية والآثار المدمرة للحرب على التلاميذ". وأضاف أن"التلاميذ سيقضون كل أيام الاسبوع الدراسي الجاري في نشاطات لامنهجية وألعاب وسرد حكايات وقصص، من بينها الحوادث الشخصية التي تعرضوا لها وذويهم"أثناء الحرب على القطاع. ولفت الى أن"الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في اونروا وضعوا خطة للتفريغ النفسي للأطفال بعد المعاناة التي كابدوها، وايضاً ستتم متابعتهم في منازلهم لاحقاً". وكانت الطائرات والدبابات الاسرائيلية قصفت أثناء الحرب نحو 50 مقراً ومؤسسة ومدرسة تابعة ل"اونروا"التي استشهد عشرات التلاميذ الدارسين فيها. وكانت الوكالة الدولية أجلت اخيراً سبعة آلاف فلسطيني من بين 50 الفاً احتموا داخل 48 مدرسة تابعة لها، تمهيداً لعودة التلاميذ الى المدارس. وقال أبو حسنة إن"قسماً من الذين تم اجلاؤهم استأجر بيوتاً أو شققاً سكنية دفعت اونروا بدل ايجارها، فيما توجه قسم آخر للاقامة لدى أقارب، فيما تم ايواء القسم الاخير في مقار أندية رياضية مجتمعية تابعة لها". وعن المساعدات الغذائية، أشار أبو حسنة الى أن"اونروا"استأنفت توزيعها اخيراً وتدريجاً وفي شكل مكثف على نحو 750 الف لاجئ، من خلال 10 مراكز تموين. لكنه لفت الى أن هناك نقصاً كبيراً في الحاجات الكبيرة ل"اونروا". وشدد على أنه"من دون اعادة فتح المعابر كلها، خصوصاً معبر المنطار كارني، والسماح بتوريد مواد البناء وغبرها من اللوازم، فإن اعادة الاعمار لن تتم حتى بعد 10 سنوات". وختم متهكماً:"لن تتم اعادة البناء والاعمار بالدقيق والزيت والسكر، بل بالاسمنت وحديد التسليح والخرسانة". نشر في العدد: 16732 ت.م: 25-01-2009 ص: 13 ط: الرياض