سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أولمرت متعجرف وسليط اللسان وباراك يهزأ ممن يدعي أنه يفهم في قضايا الأمن وليفني تلميذة عنيدة بلا بعد تفكير ولا رؤية". صحف اسرائيل ترى في خلافات "الترويكا" الحاكمة سبباً لاستمرار العدوان على غزة
ركزت صحف نهاية الأسبوع في إسرائيل على"العلاقة المباشرة"بين استمرار العدوان على قطاع غزة وبين الصراعات بين"الترويكا"الإسرائيلية: رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزير الخارجية تسيبي ليفني، على خلفية الانتخابات العامة المقررة في العاشر من الشهر المقبل. ووجه عدد من كبار المعلقين انتقادات شديدة للثلاثة، ووصفهم محرر في"يديعوت أحرونوت"ب"الثالوث غير المقدس". وتؤكد التعليقات الإسرائيلية أنه مع"استنفاد الحرب أهدافها"، ورغم"النجاح"الذي سجلته في عيون جميع اليهود في إسرائيل، فإن عدم وقفها يعود أساساً إلى المواقف المتباينة لكل منهم بشأن"صورة الإنهاء"الأفضل للحرب والتي تفيده في معركته على نيل شعبية الإسرائيليين. وبينما يرى باراك أن"صورة الانتصار"تحققت من خلال"استعادة إسرائيل هيبتها الردعية وإثبات الجيش الإسرائيلي تفوقه العسكري الواضح"ولذا يمكن وقف العدوان، ترى ليفني أن"صورة الانتصار"قد تأتي على شكل"مذكرة التفاهم"التي غادرت إلى واشنطن، أمس للتوقيع عليها. أما اولمرت فيبدي حماسة وانهراقاً لمواصلة توجيه الضربات العسكرية لحركة"حماس"حتى تحفر هذه الحرب في"الذاكرة الجماعية"للإسرائيليين صورة أن إسرائيل انتصرت فيها. ولم يعد سراً أن اولمرت يسعى لإزالة"وصمة"الفشل في الحرب الثانية على لبنان عن جبينه، ويريد أن تذكره كتب التاريخ في إسرائيل كمن حقق للدولة العبرية انتصاراً عسكرياً، ساواه أحد المعلقين ب"الانتصار العسكري المبين"في حرب حزيران يونيو 1967. أما عدم خوض اولمرت الانتخابات المقبلة فيحرره من ضغوط وقف الحرب، وهو الذي نقل عنه قوله في اجتماع المطبخ السياسي أول من أمس الذي استمع إلى ما حمله رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد من أجوبة في القاهرة، ان"وقف الإرهاب وتسلح حماس ينبغي أن يتما من دون حلول وسطية". وأضاف:"لا أريد أن يملي ضغط الوقت والضغوط الدولية علينا عدم تحقيق اهداف الحرب، وأنا لست في حالة ضغط، وعليه فإن القتال مستمر في غزة". واختزل الملحق السياسي في صحيفة"يديعوت أحرونوت"الخلاف بين الثلاثة بصورة توضيحية ضمت اولمرت يقود دبابة متوغلة ويرفع شارة النصر بينما باراك وليفني يحاولان الفرملة. ووسط التوقعات بأن العدوان قد يتوقف خلال الأيام الوشيكة، أخذ المعلقون في جرد حساب"الرابح الأكبر"، على الحلبة الداخلية، من هذه الحرب متفقين على أنه زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك الذي انتشلته وحزبه هذه الحرب من هزيمة مجلجلة في الانتخابات المقبلة 10 مقاعد برلمانية وفق استطلاعات أجريت قبل الحرب ومنحت حزبه 6 الى 7 مقاعد إضافية. وعاد الإسرائيليون إلى الحديث عن"سيد الأمن"و"سيد الحروب"، ورأوا أن"نجاح"الحرب يؤهله ويرشحه ليكون وزير الدفاع في أي حكومة يتم تشكيلها بعد الانتخابات. أما ليفني، فيبدو أنها"الضلع الأضعف"في المثلث القيادي. وعلى الرغم من مشاركتها في كل القرارات التي اتخذت قبل العدوان وخلاله، خلافاً لما حصل عند الحرب على لبنان حين تم تغييبها، لكن دورها انحصر في الساحة السياسية الدولية، إذ لم يتح لها باراك التدخل في الأمور العسكرية التي لا تفقه بها، برأيه ورأي أولمرت. وبنظر الإسرائيليين، فإن ليفني لم تبرع على نحو خاص حتى في مجال اختصاصها، لا سيما مع اتخاذ مجلس الأمن القرار 1860، ووسط الأنباء عن أن صديقتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس كانت تعتزم التصويت إلى جانب القرار لولا تدخل اولمرت لدى الرئيس الأميركي قبل عشر دقائق من التصويت والطلب منه أن تمتنع الولاياتالمتحدة عن التصويت، وهذا ما كان. ولدى استعراضه سلوك"الثلاثية"كتب المحرر في"يديعوت أحرونوت"ايتان هابر أمس أن"لعنة حلت على دولة إسرائيل... الانتخابات الوشيكة للكنيست تشوش تفكير القياديين الثلاثة... ولم تكن لدينا ذرة شك في أن لا يؤثر ظل الانتخابات على سلوكهم وعلى قراراتهم". وأضاف أن الخلافات الأخيرة بينهم تعكس شخصية كل منهم الحقيقية التي يعرفها الإسرائيليون منذ سنوات كثيرة:"اولمرت المتعجرف وسليط اللسان والمغرور الذي يلغي الآخرين بل يرى أن العالم كله عتبة تحت قدميه. وباراك الذي يهزأ ممن يدعي أنه يفهم في قضايا الأمن ويعتقد أن الجميع مدين له بأي معروف يقومون به. وليفني التي ينظر إليها اولمرت وباراك كمن تتصرف كالحائرة وتبدو كتلميذة تريد أن تتعلم خلال الحرب كيف يتم تقويم الوضع قبل أن تنطق بموقفها. أما خصومها فيرون إنها"ناشفة"من دون بُعد في التفكير، بلا رؤية، طبعها صعب، عنيدة حتى عندما يجب أن لا تكون كذلك، وبين كل المصائب التي حلت على إسرائيل فإن الحرب هي مصيبتها الأكبر". "حقاً لعنة كبيرة حلت على دولة إسرائيل"، ختم المعلق.