انها حارة، محللة، لطيفة. تحلل الدم واللبن الجامد في المعدة. تنفع إذا شربت من الإسهال المزمن وألم البطن والقرحة المعدية، كما تفيد المصروع اذا أذيبت في الخل وشربت. ومنفحة الأرنب هي الأقوى بينها، أما أجودها فهي المنفحة اليابسة التي زالت عنها رطوبة اللبن. هذا ما ورد عن المنفحة في كتابات الطب القديمة. والمنفحة هي جزء من معدة الحيوانات الرضيعة المجترة التي يتراوح عمرها بين أسبوعين وستة أسابيع والتي لم يدخل معداتها سوى الحليب كالأرانب والغزلان والعجول والغنم والإبل وغيرها، إذ بعد ذبح صغار هذه الحيوانات الرضيعة، يتم فصل الجزء المذكور من المعدة ومن ثم يغسل وينظف ويجفف ويحفظ على شكل مسحوق لونه ابيض ضارب الى الصفرة وقابل للذوبان، ويستخدم هذا المسحوق في تخثير الحليب لتحويله الى الجبن لاحتوائه المسحوق على بعض الأنزيمات المخثرة. وفي بلاد الشام يطلقون على المنفحة بالعامية اسم"المسوه"ويقال ان أصل الكلمة سرياني. وفي بلدان أخرى يسمون المنفحة"مجبنة". ومن ناحية الطب الحديث، فإن المنفحة ما هي إلا عصارة الغدد المعدية لصغار الحيوانات الثديية الرضيعة التي تظهر بعد تغذيتها بالحليب. وعندما تضاف المنفحة الى الحليب تتحول بروتينات الحليب المتمثلة بالكازيئين كتلة جامدة دهنية بفضل انزيم يعرف بالشيموزين الذي يوجد ممزوجاً في المعدة مع خميرتين هما البيبسين والتريبسين. والى جانب المنفحة الحيوانية، هناك المنفحة النباتية التي يتم جلبها من بعض أجزاء النباتات، خصوصاً الخضراء منها كالبراعم والأزرار والأزهار والحبوب والثمار الصغيرة. ومن أغنى النباتات بالمنفحة التين والغاليون وتوت الورق والترمس والبرسيم والباباي الهندي. وتستعمل المنفحة النباتية لأغراض أخرى غير تجبين الحليب هي إضفاء اللون الأصفر على الزبدة، وتدخل في مستحضرات دوائية كمهدئ وكمضاد للتشنجات. وعدا المنفحة الحيوانيه التي تسمى أيضاً المنفحة الطبيعية والمنفحة النباتية، هناك أيضاً المنفحة الميكروبية التي تستعمل في صناعة الجبن، وهي تحتوي على خمائر البروتياز التي تخثر الحليب كما الحال مع المنفحة الحيوانية لكن مع فارق واحد هو ان طعم الجبن يكون اقل جودة مما عليه الحال مع المنفحة الطبيعية. وأخيراً، هناك المنفحة الوراثية، إذ يتم عزل الأنزيم المسؤول عن التخثير، أي الشيموزين من جراثيم وخمائر وفطريات تم تعديلها بالهندسة الوراثية. ويقال ان هذه تشبه المنفحة الطبيعية، ولكن اذا أمعنا في محتواها نجد انها تحتوي على أنواع اقل من الأنزيمات، عدا عن وجود أنزيمات أخرى اصطناعية.