احتلّ رحيل الشاعر الكبير محمود درويش هموم الفلسطينيين، من رام الله الى الناصرة الى غزة فإلى الشتات. في الضفة الغربية التي تشهد حداداً لمدة ثلاثة ايام على رحيل درويش، نكست الأعلام في مؤسسات السلطة الوطنية، ورفعت اعلاماً سوداء. وفي قرية الجديدة داخل الخط الأخضر التي تعيش فيها عائلة الشاعر المنحدرة من قرية البروة المهدمة، تجمع آلاف الفلسطينيين من كل حدب وصوب لمواساة عائلته الصغيرة، المؤلفة من امه وأشقائه وشقيقاته. اما في رام الله المستقر الأخير للشاعر فكان للحزن طعم آخر: العشرات من محبي درويش تداعوا الى مركز المدينة"المنارة"عقب شيوع نبأ رحيله وهم يحملون شموعاً مضيئة تعبيراً عن حزنهم على رحيله. وقالت رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل ل"الحياة"إن السلطة الفلسطينية اتفقت مع عائلة درويش على تخصيص قطعة أرض قرب قصر الثقافة لدفن الشاعر وتشييد ضريح له. واستهلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، ومحطات الإذاعة والتلفزة المحلية بثها بالحدث الوطني وبثت أمسيات أحياها الشاعر سابقاً. وتحدّث كتاب ومثقفون وسياسيون عن شعره وشخصه. ومن المقرر ان يصل جثمان الشاعر درويش يوم غد الثلثاء الى رام الله حيث سيشيع ويوارى الثرى في المدينة. وطالبت عائلة درويش بنقل جثمانه الى قرية الجديدة داخل الخط الأخضر لدفنه هناك، لكن المؤسسة السياسية رأت ضرورة دفنه في رام الله وإقامة ضريح له بصفته رمزاً فلسطينياً، معتبرة ان دفنه داخل الخط الأخضر تحت السلطة الإسرائيلية سيبعده عن جمهوره الفلسطيني الواسع الذي لن تسمح له إسرائيل بالدخول وزيارة الضريح، علماً ان عائلته يمكنها زيارة ضريحه في رام الله وقتما تشاء.