تستعد مكتبة الإسكندرية لإطلاق أكبر موقع إلكتروني يؤرخ لمسيرة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إضافة إلى افتتاح متحف يضم مقتنياته ومتعلقاته الشخصية. ينفذ هذا المشروع برعاية خاصة من السيدة المصرية الأولى سوزان مبارك، رئيسة مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والتي حرصت على أن يكون للرئيس السادات متحف داخل المكتبة وموقع إلكتروني، بالاتفاق مع السيدة جيهان السادات. وقدمت الأخيرة، نيابة عن أسرة الرئيس الراحل، مجموعة من أندر مقتنياته، مثل بدلاته العسكرية وجهاز الراديو الخاص به والأوسمة والنياشين التي حصل عليها خلال مراحل حياته المختلفة، وصولاً إلى سدة الرئاسة، إضافة إلى مكتبه ومكتبته الشخصية وعدد من أندر الكتب التي أهديت إليه وتلك التي كان يفضل قراءتها، وعدد من"بورتريهاته". وتشمل المجموعة التي قدمتها زوجة الرئيس الراحل: العصي الشخصية الخاصة به، وعصي المارشالية، ومجموعة من السيوف العربية التي أهديت إليه من دول الخليج، والدروع التذكارية التي كانت تهدى إليه في المناسبات المختلفة، إضافة إلى"البايب"الخاص به والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته الى مسقط رأسه، قرية ميت أبو الكوم في شمال مصر، ومجموعة من أندر الصور ورأس تمثال يخصه. كما أهدت جيهان السادات المشروع صندوقاً يضم ثلاثة مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت إليه خلال زيارته الى القدس عام 1977. وتضم المقتنيات المهداة أيضاً تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقاً شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءاً منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية. ومن أبرز المساهمين في المشروع، السكرتير الشخصي للسادات فوزي عبدالحافظ الذي قدّم إلى مكتبة الإسكندرية عدداً كبيراً من الصور والوثائق الخاصة بالرئيس الراحل، كما أهداها مجموعة من أندر المواد التسجيلية عن السادات لتحميلها على الموقع الإلكتروني الخاص به. وكانت جهات عدة تعاونت مع المكتبة في توفير بعض المواد الأرشيفية للموقع الإلكتروني للسادات، وهي: الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، وقطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومؤسسة"أخبار اليوم"، ومؤسسة"دار الهلال"، فضلاً عن المجموعات الأرشيفية التي استطاعت المكتبة الحصول عليها من داخل مصر وخارجها. وشكلت مكتبة الإسكندرية، منذ سنتين، فريق عمل من الباحثين المتخصصين في حقبة السبعينات من القرن الماضي لإخراج موقع إلكتروني علمي للرئيس الراحل، يؤرخ له منذ مولده وحتى رحيله، إذ رُقمت حتى الآن 12 ألف صورة ومجموعة ضخمة من الوثائق والأفلام النادرة التي تضم تسجيلات للقاءات بعضها لم يذع في مصر، وتسجيلات صوتية نادرة أيضاً. ومن المقرر أن يحتوي الموقع على تأريخ للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر خلال حكم السادات، ومن بينها الجمعيات الأهلية والعلمية والأحزاب والبرلمان المصري والاقتصاد والتشكيلات الوزارية. ولد محمد أنور السادات أو أنور السادات، كما عرف، في 25 كانون الأول ديسمبر 1918، في قرية ميت أبو الكوم، مركز تلا، محافظة المنوفية. وانتقل العام 1925 إلى القاهرة والتحق بالكلية الحربية العام 1938، وفي العام 1942 فُصل من الجيش بعد ان وصل إلى رتبة نقيب بسبب اتصالاته بالألمان. وعلى أثر ذلك اقتيد إلى السجن، إلا أنه فرّ من سجنه في العام 1944، وظل مختبئاً إلى أن ألغيت الأحكام العرفية في العام 1945. واتهم السادات العام 1946 في قضية مقتل الوزير أمين عثمان، الذي كان يعد صديقاً للإنكليز ومسانداً قوياً لبقائهم في مصر. وبعدما أمضى 31 شهراً في السجن، حكم عليه بالبراءة، ثم التحق بعد ذلك بالعمل الصحافي، إذ عمل في مجلة"المصور"، وأخذ في كتابة سلسلة مقالات دورية تحت عنوان"30 شهراً في السجن"، كما مارس بعض الأعمال الحرة. في العام 1950 عاد إلى القوات المسلحة بمساعدة زميله القديم يوسف رشاد طبيب الملك فاروق الخاص. وفي العام 1951، انضم إلى حركة"الضباط الأحرار"التي استولت على الحكم في العام التالي وأنهت حكم الملك فاروق للبلاد. وفي العام 1969 عيّن نائباً لرئيس الجمهورية تم تولى رئاسة الجمهورية عقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في 28 أيلول سبتمبر 1970، واستمر في الحكم إلى أن اغتيل في السادس من تشرين الأول أكتوبر 1981. يذكر أن السادات تزوج مرتين، المرة الأولى كانت من السيدة إقبال ماضي وأنجب منها ثلاث بنات، هن: رقية وراوية وكاميليا. ثم طلقها عام 1949 وتزوج، في العام ذاته، من السيدة جيهان رؤوف صفوت أطلق عليها بعد ذلك جيهان السادات، وأنجب منها 3 بنات وولداً هم: لبنى ونهى وجيهان وجمال. الرئيس المصري الراحل أنور السادات وزوجته جيهان مع أبنائه لبنى ونهى وجيهان وجمال