اتفقت مواقف الفرقاء اللبنانيين أمس، على وجود إيجابيات في النقاش الدائر حول البيان الوزاري للحكومة الجديدة، فيما استبقت الأكثرية النيابية زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بيروت اليوم بالمطالبة بفتح الملفات العالقة مع سورية ومن بينها ترسيم الحدود وقضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية. واعتبر عضو"اللقاء النيابي الديموقراطي"اكرم شهيب أن حديث الرئيس السوري بشار الأسد في فرنسا عن تبادل سفارات مع لبنان"نتيجته شعوره بأن إعادة تأهيل النظام السوري وإخراجه من عزلته يحتمان عليه التنازل بأمر جوهري عكس قناعاته". ودعا الحكومة اللبنانية إلى"الاستفادة من الفرصة العربية والأوروبية المتاحة والطلب من النظام السوري الشروع بترسيم الحدود بين البلدين". كما طلب من"الحكومة أن تدعو مجلس النواب إلى إلغاء المعاهدة السورية - اللبنانية الموقعة عام 1992"، معتبراً أن"بعدها، يأتي التمثيل الديبلوماسي نتيجة لعلاقات سوية وليس سبباً لوصاية جديدة أو تكريساً لموقع رسمي مخابراتي". وقال شهيب:"الأهم حينما يستقبل وليد المعلم أن يسأل إذا كان قد احضر معه لائحة بأسماء المفقودين اللبنانيين في السجون السورية وان يطلب منه سحب أسماء اللبنانيين الذين وقعوا على إعلان بيروت- دمشق واعتبروا عملاء لإسرائيل ومنعوا من دخول الأراضي السورية". ورأى النائب مصباح الأحدب أن واقعاً جديداً نتج من المحادثات السورية - الأوروبية"ويجب التعامل معه بصيغة جديدة من خلال التنسيق مع الأطراف الداخليين وضرورة التوافق الداخلي"، داعياً إلى"طرح موضوع تنقية العلاقات مع سورية لتعود الأمور إلى طبيعتها". واعتبر الأحدب أن"موضوع تحرير الأسرى مهم جداً"، سائلاً:"هل تحصن الحكومة عندما تنفذ طلبات"حزب الله"السياسية والعسكرية وتهاجم وتخون عندما تتخذ قرارات لا تنسجم مع مطالب"حزب الله"؟ مطالباً بپ"تطمينات في اتجاه يعطي المجال لادارة البلد من قبل مؤسسات الدولة". وأشار إلى أن زيارة رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري العراق"تكرس واقعاً بأن هناك مرجعيات شيعية كبيرة ومؤثرة وتتناقض مع طرح يفيد أن القرارات المركزية يجب أن تأتي من ولاية الفقيه". واعتبر عميد"الكتلة الوطنية"كارلوس إده في حديث الى إذاعة"لبنان الحر"أن"أهداف 14 آذار ستتحقق، لكن سورية ستأخذ الدور الإيجابي منها"، مشيراً إلى أن"عملية تبادل الأسرى جاءت نتيجة لجدية المفاوضات بين إسرائيل وسورية". وأشار إلى أن"سورية تعرضت لضغوط كثيرة لتحقق الكثير من مطالب 14 آذار مقابل المحكمة الدولية". وقال:"سيجدون شخصاً يلبسونه التهمة، وفي المقابل ستكون هناك علاقات ديبلوماسية مع سورية وترسيم حدود وحل لمزارع شبعا وسلاح"حزب الله"على المدى البعيد". في المقابل، ودعا وزير الخارجية فوزي صلوخ إلى عدم استباق نتائج زيارة المعلم بيروت، ونفى ما تردد عن توقيعه شخصياً مع المعلم اتفاقاً للعلاقات الثنائية بين لبنان وسورية. وقال صلوخ في حديث الى إذاعة"صوت الغد":"ما زلنا في أول الطريق، وهناك أمور قانونية وادارية يجب أن تؤخذ في الاعتبار بين البلدين، وهناك معاهدات واتفاقات سنبحثها"، مؤكداً ان"لدى الطرفين النية والإرادة الصادقة لتطوير العلاقة الأخوية وبحث كل ما من شأنه تسوية الملفات". قاسم واعتبر نائب الأمين العام لپ"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم أن"الديبلوماسية التي يتحدثون عنها لا يمكن أن تُفيد إذا لم يكن إلى جانبها مقاومة". وقال في احتفال مع وفد من الأساتذة الجامعيين العرب في قاعة القائم أمس، إنه يحيل"أولئك الذين يعترضون على المقاومة إلى ما أنجزته"، مؤكدا أن"تحرير الأسرى وجثامين الشهداء لم يكن ليتحقّق لولا المقاومة". وأكد انفتاح"حزب الله"على"مناقشة دور المقاومة"، وقال:"وأعلنا مراراً وتكراراً أننا مع المناقشة حول الاستراتيجية الدفاعية، هذه الإستراتيجية تُناقش دور الدولة ودور المقاومة ودور القوى المسلّحة في الدولة، وطبيعة العلاقة بين هذه القوى على قاعدة أن يكون الهدف هو الحفاظ على السيادة والاستقلال والحرية وعدم وجود أرض محتلة". وأضاف أن"حزب الله"لا يخشى النقاش حول"كيف تُوزَّع الأدوار، وكيف تكون هذه القوى متكاملة بعضها مع بعض".